أحد رموز العملية السياسية العراقية ، دُعِيَ الى زيارة الهند .. فقالَ لزوجتهِ : ماذا أجلبُ لكِ من هناك ؟ أجابَتْ : يُقال ان في الهند ، الكثير من الحيوانات الجميلة ، أجلب لي حمارا مُخّططاَ وقردا . في خضم زيارتهِ الميمونة وإنشغالاته السياسيةِ والسياحية .. نسى سيادته الأمر ... ولم يتذكره إلا بعد عودته ووصوله الى عتبة منزله .. فإعتذر من حرمهِ المصون : ياعزيزتي ، لقد نسيتُ أن اجلب لكِ ما طلبتِه . فقالت على الفَور : ولا يهمك .. أن طّلتكَ علينا ، تُساوي مئة حمارٍ وقِرد ! ".
ولكي لا يتكّرَر ما يحدث في الكثير من المُقابلات ، حين يسأل المُذيع ضيفه ، مثلاً .. عن أكثر الممثلين الذين هو مُعجبٌ بهم .. فيذكر إثنين او ثلاثة .. ثم يعتذر من الذين نسيهم ولم يتذكرهم في هذه العُجالة .. فأنا تعمدتُ ، ان لا أذكر أسم الشخص المُهم أعلاه ، الزائر الى الهند .. حتى لا أغبن حَق الآخرين ! .. ففي الواقع أن المَثال ، ينطبق على الغالبية العُظمى من رموز العملية السياسية العتيدة . والزوجة ، لم تُجانب الحقيقة ولم تُبالغ ، حين قالتْ ، بأنه يسوى عددا مُحترما من الحمير والقرود ! .
وإلا بالله عليكُم .. كيف تَصِفون رجالات السياسة المُتصدرين للمشهد العراقي منذ عشرة سنين ؟ .. وهُنا أريد ان أعتذر بِصدقٍ من الحمير والقرود .. تلك الكائنات المُسالمة والوديعة .. فهل سمع أحدكم ، ان حماراً سَرَق طعام حمارٍ آخر ؟ أو هل ان قرداً إعتدى على قردٍ آخر أو قتلهُ ؟ .. أعتذر من الحمير والقرود .. البريئة والصادقة والعفوية .. مُقابِل تلك الرموز المُخادِعة والكاذبة والمُنافقة ! .
لكن .. كما يبدو ، فأن بعض صفات الحمير ، التي تزعجنا نحن البشر .. مثل : النهيق .. هي التي إكتسبها معظم رموز العملية السياسية ، من الحمير . فتراهم ينهقون في المحطات التلفزيونية ، والندوات والإجتماعات والخُطب الرَنانة .. متحدثين عن القِيم النبيلة " التي لايُطبقونها إطلاقاً " .. عن الديمقراطية والحريات العامة " التي لايطيقونها أبداً " .. عن النزاهة والشرف " التي لايستسيغونها جملة وتفصيلاً " .. عن الإيمان والاخلاق " التي ليست لهم علاقة بها " ! .
وبعض صفات القرود ، البهلوانية والمضحكة واحياناً المُزعجة .. مثل : القفز والتشقلُب وفوضى تفريغ الامعاء أينما كان .. إكتسبوها من القرود . فترى أحدهم ، يُوّسِخ الشجرة التي نشأ عليها وإستفاد منها .. ويقفز الى شجرةٍ اُخرى .. ثم سُرعان ما يبول عليها وينتقل الى اُخرى .. فلا مبادئ ولا قِيَم .. وكُل ذلك يجري بِسلاسة : لأن هنالك دوماً الكثير من الأرانب والدجاج في غابتنا .. يتضاحكون مُعجبين .. بتلك الحركات البهلوانية !!.
...............................
ما أصدق الزوجة ، حينَ قالتْ : أن طّلتكُم علينا .. تُساوي مئة حمارٍ وقرد !
مقالات اخرى للكاتب