اذا كان من الطبيعي ان تتوقف برامج القنوات الفضائية في شهر رمضان المبارك لتحل محلها برامج خاصة بهذا الشهر الفضيل ؛فان الضرورة تدعونا الى دراسة حاجة المشاهد والوقوف على ما يرغب بمشاهدته ؛اذ تعد هذه المسألة اولى عوامل نجاح البرامج الرمضانية.
ولا يختلف اثنان على تردي الوضع السياسي وخاصة في الايام الماضيه الامر الذي جعل من فضائياتنا ملعباً لاطراف النزاع؛ولم يبق سياسياً الا وظهر علينا من شاشات هذه الفضائيات ليعيد لنا نفس القصة وهو الامر الذي جعل المشاهد يعاني من الملل للحد الذي باتت عيناه ترفض مشاهدة اي سياسي منهم حتى وان كان على حق..
ومع اعلان البرلمان عطلة نهاية الفصل التشريعي ؛ومع حلول شهر رمضان المبارك ادعو جميع الفضائيات العراقية وجميع معدي ومقدمي البرامج التلفزيونية المباشرة ان يستثنوا جميع السياسين من الاستضافة والظهور من شاشاتهم في هذا الشهر المبارك لكي نعطيهم فرصة الاختلاء بانفسهم لعلهم يستوعبوا ما اوصلونا اليه ولعلهم يهتدوا الى طريق الصواب؛ومن جانب اخر فان استثناءهم وابعادهم عن الظهور في هذا الشهر المبارك يعطي للمشاهد فسحة من الراحة النفسية ولعله يعيد توازنه وثقته وامله بالقادم ولو بنسبة معينة ..
وقد يعترض احد المعدين والمقدمين على دعوتنا هذه من باب ان ايام شهر رمضان المبارك لا تخلو من القضايا السياسية الساخنة؛ولعل اولها نتائج جلسات المحكمة الاتحادية بشأن قضية جلستي البرلمان ؛ونؤكد هنا ان بالامكان تغطية هذه الجلسات في النشرات الاخبارية دون استضافة اي سياسي ودون اعطاء اي فرصة لاثارة الخلاف بين طرفي النزاع.
ولعل البعض يعترض على دعوتنا هذه من باب ان استضافة السياسين يشكل مادة اساسية في البرامج ويصعب تعويضها ..ونؤكد هنا ان بالامكان تناول موضوعات مهمة عديدة لها مساس بحياة المواطن ؛وهي موضوعات اجتماعية بالدرجة الاساس ؛اذ يمكن استضافة المقاتلين الابطال وعوائلهم ؛وكذلك العوائل النازحة ؛وهناك موضوعات رياضية اذ يمكن استضافة لاعبي منتخبنا الوطني ومنتخبنا الاولمبي اللذان هما على ابواب اهم بطولتين في العالم ..وهناك موضوعات لها علاقة بالتعليم حيث يؤدي عشرات الالاف من طلبتنا الامتحان الوزاري في هذه الايام وهي فرصة ليتعرف المشاهدون على اخر اساليب الغش ما بعد(السماعه)..وهكذا اذا ما اردنا ان نستعرض الموضوعات البديلة فان لها بداية وليس لها نهاية..
اذاً هي دعوة ورجاء اخوي بان نبعد جميع السياسين عن شاشة وبرامج شهر رمضان ؛هؤلاء اللذين رفعوا بمناكداتهم ومشاجراتهم وخلافاتهم درجات الضغط والسكر وسببوا لنا امراضاً ما كنا نعرفها ..فالرجاء الاخوي ان تعطوا لمشاهد حقه وهو لا يريد سوى ان يعيش ايام هذا الشهر الفضيل بسلام وهدوء.