طوز خرماتو مدينة عراقية تعتبر من أقدم المدن في النشأة والتكوين تسكنها غالبية شيعية تركمانية وتقع ضمن الحدود الإدارية لمحافظة صلاح الدين وربما هي اقرب الى محافظة كركوك وللمدينة تسميات عدة تختلف باختلاف العصور والأزمان والديانات التي عاصرتها فهي مدينة القير ومدينة الملح ومدينة التمر ويمكن إضافة تسمية جديدة لها وهي المدينة التي لا تموت لأنها لا زالت تقاوم ولا زالت صامدة بوجه الاستهداف والتحدي رغم قسوة العدو وشدة الهجمة التي تستهدقها.
وقد تكون طوز خرماتوا المدينة العراقية التي تعرضت للاستهداف أكثر من غيرها بل انها لا زالت تواجه حملات إبادة من قبل التكفيريين والارهابيين وسط غياب تام لإجراءات حقيقية من قبل الحكومة المركزية والحكومة المحلية حتى فقدت بسبب هذا الاستهداف مئات القتلى وآلاف الجرحى وهدم مئات المنازل وخسارة ملايين الدولارات من ممتلكات أبناء هذه المدينة.
والشيء المحزن هو ان مدينة طوز خرماتوا تتعرض لحملة إبادة منظمة تقوم بها قوى تكفيرية وبعثية وبأجندات خارجية تسهل مهمتها السلطات المحلية والأجهزة الأمنية الماسكة بالملف الأمني لكون هذه الأجهزة والسلطات المحلية تلتقي بمنهج واحد حتى وان كان غير معلن وهذا الاستهداف يعود الى دوافع طائفية اكثر من كونها سياسية بدليل ان المدن والقصبات التي يسكنها السنة او الأكراد لم تتعرض لمعشار ما تعرضت له طوز خرماتو من قتل وتفخيخ وتدمير الا ان هذا الموقف المتواطئ لم يجد تصحيحا حقيقيا من قبل الحكومة المركزية وكأنها بتصرفها البائس هذا تمنح جواز المرور والتسهيل للقتلة والمجرمين بممارسة هواية القتل والتدمير دون رادع او مانع.
ان على الحكومة المركزية وأجهزتها الأمنية الانتصار لمظلومية مدينة طوز خرماتو ووقف هذا التداعي الأمني الخطير بمنحها أولويات خاصة في توفير الحماية اللازمة ومنح الفرصة لأبنائها للدفاع عن أنفسهم مقابل من يريد إفراغ المدينة من أتباع أهل البيت وتعويض أبنائها تعويضا ماديا ومعنويا يليق بتضحياتها ومعاقبة القتلة والمجرمين بصورة تتناسب مع جرائمهم التي ارتكبوها ضد أبناء هذه المدينة المسالمة اما ان يترك الملف الأمني لهذه المدينة المنكوبة بيد الحكومة المحلية فهذا يعني ان الاستهداف سيبقى متواصلا وان سيل الدماء الزاكية سيبقى مستمرا.
ويبدوا من واقع الحال ان المدينة ستبقى عرضة للاستهداف من قبل قوى الظلام الى وقت غير معلوم بدليل تواصل الاستهداف حتى يومنا هذا رغم محاولة الحكومة الثورة على نفسها بما يتعلق بتوفير الأمن لأبناء القضاء لكن الشيء المعلوم هو ان المدينة ستبقى صامدة بوجه من يريد محوها وتغيير ملامحها وستبقى تقاوم محاولة طمسها لانها مدينة حية وكتبت تاريخها بدماء ابنائها ومؤكد ان المدينة التي تكتب تاريخها بدماء أبنائها ستبقى خالدة ومشعة.
مقالات اخرى للكاتب