رغم الفشل المتلاحق, لمدة ثمان سنوات مضت, لازال سعار السلطة والكرسي, يدفع بعض المأجورين للتطاول ,على كل من نطق بكلمة حق, في وجه سلطان جائر, منذ أن رحل رئيس الوزراء المنتهية ولايته, وتولى العبادي منصب رئيس الوزراء, لم يتوقف الطابور الخامس, من أبواقٍ إعلامية, وبعض المأجورين, ممن أصيبوا بحالة بمرض السلطة المفقودة, التي تبخرت أحلامها, تحت حرارة فصل الصيف اللاهب , يكيلون التهم والشتائم, لرموز وطنية لم تدنس تاريخها شائبة, مرة بالتطاول على المرجعية, وأخرى بالتطاول ,على شركاء العملية السياسية, مروراً بالناطق بأسم ائتلاف كتلة المواطن, بليغ أبو كلل, الذي كلما ناجز, أحداً من ضعاف الحجة , ألقمه حجراً في فيه, ولقنه درساً لن ينساه, طوال حياته.
الفشل المتلاحق في السنوات الماضية, ليس المسؤول عنه, الناطق بأسم ائتلاف كتلة المواطن, فهو لم يكن وزيراً للكهرباء, التي لازلنا نحلم بها, ولم يكن أمين العاصمة التي غرقت مع أول زخة مطر! ولم يكن قائداً عاماً, للقوات المسلحة ,وبطبيعة الحال هو لم يعين, كبار القادة المتخاذلين, ولم يكن جزءاً من مجزرة سبايكر, التي سجلها التاريخ بحروف من دم.
أن ذنب بليغ البليغ هو البلاغة, التي أماطت اللثام عن وجوه قبيحة, تدعي الوطنية, في ظاهر الأمر, وتتخذها شعارات ,للتجارة السياسية من وراء الستار, فأن كانت البلاغة جرماً, ربما سيسن, قانون لهذا الجرم فيما بعد؟ ليكون أسمه أربعة بليغ, عندئذ سيكون بليغ أول المدانين, بطبيعة الحال, بليغ أبو كلل لم يسجل عليه التاريخ, ولا على الكتلة التي, ينتمي إليها شائبة واحدة, أما تاريخكم فهو معروف للجميع.
من الأفضل للمتباكين, على أطلال السلطة, الأنشغال بالبحث في أسباب الفشل ,الذي كان واضحاً, كقرص الشمس في كبد السماء, والسعي لطي صفحة الماضي, حتى تتمكن ذاكرة المواطن العراقي, من تناسي صور سقوط الموصل, وحصار آمرلي, والمحاصرين العطشى في جبل سنجار, ومعاناة المسيح في تلسقف وبعشيقة, وصور ضحايا قاعدة سبايكر, وهم ينطقون الشهادة قبل الموت, أتركو الذاكرة العراقية تتعافى من كل تلك الصور, رغم أن ذلك مستحيل, لكنها مجرد محاولة للنسيان, وأختفوا تماما حتى من على شاشات التفلزة.
بدل أن تشتموا هذا وتلعنوا ذاك, ألعنوا أنفسكم أولاً وأنظروا ماذا تركتم خلفكم, من أرث ثقيل, لا تقوى على حمله الجبال, وأنشغلوا, بأحتساء كؤوس العار على طاولة الفشل السياسي, ولا تحملوا الآخرين, أعباء التركة الثقيلة, وأتركوا السياسية لأهلها, أما بليغ, فهو يمثل صوت كل مواطن, يؤمن بمشروع الدولة العصرية العادلة, التي لا يظلم فيها أحد, وكل مواطن, بسيط يدافع عن حقه, هو بليغ جديد تعجز ,عن مجاراته الألسن, فالحق سيبقى دائما أبلغ المتحدثين.
مقالات اخرى للكاتب