Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
عيون الحكومة السود
الأحد, أيلول 6, 2015
انعام كجه جي

كثيرون هم الشعراء والمطربون الذين تغنوا بعيون المها. لكن يبدو أن الرؤساء الفرنسيين هم الأكثر ولعًا بالعيون العربية السود إلى درجة التفاؤل بها في الوزارات المتتالية. وقد بدأ الأمر أيام ساركوزي الذي جاء برشيدة داتي، ابنة العائلة العربية المهاجرة وسلّمها حقيبة العدل، إحدى أثقل حقائب الحكومة. وكان للتعيين وقع القنبلة. فالوزيرة الشابة نشأت في شقة من ثلاث حجرات مع والدين و11 أخًا وأُختًا. ويوم ذهبت لتتسلم منصبها ارتدت بدلة من توقيع «ديور». ثم ذهب اليمين وجاء حكم اليسار فإذا بالعيون السود تمارس سطوتها أكثر من ذي قبل.
آخر تعديل في الحكومة الفرنسية، هذا الأسبوع، جاء بالمغربية مريم الخمري وزيرة للعمل. ولمعرفة جسامة المهمة التي تنتظر الوزيرة الشابة، أو الورطة التي وضعوها فيها، تكفي الإشارة إلى أن عدد الباحثين عن عمل قد بلغ رقمًا قياسيًا تجاوز الثلاثة ملايين عاطل حسب مكتب التشغيل والأرقام الرسمية الفرنسية. وهناك عطالة غير منظورة، أي غير مسجلة، ويقدرها الخبراء الاقتصاديون بضعف الرقم المعلن. مع هذا، فإن الرئيس هولاند جرب آخرين ولم يفلحوا في زحزحة كابوس البطالة. وها هو يراهن على عيون المها ويتفاءل بها كمنقذ له من الفشل السياسي. أليس هو من وعد بالانسحاب من السباق الرئاسي في حال فشل في تخفيض نسبة العاطلين عن العمل؟
كانت مريم، المولودة في الرباط، تتمنى لو تصبح ممثلة. لكنها صارت وزيرة في حكومة تضم عينين مغربيتين سوداوين أخريين، هما عينا وزيرة التربية نجاة فالو بلقاسم. وبهذا فإن الأعين الأربع ستتحاور وتتخازر، في مجلس الوزراء، مع العينين المسحوبتين لوزيرة الثقافة فلور بيلران. وكانت فلور طفلة من كوريا الجنوبية، تركها ذووها في الشارع. ثم تبنتها عائلة فرنسية من ملجأ في سيول واهتمت بتعليمها تعليمًا جيدًا. فإذا بالشابة اللقيطة تتفوق وتشق طريقها وتصبح وزيرة. وطبعًا، فإن الكفاءة المقترنة بالطموح تمهد الطريق إلى المكاتب المؤثثة بأطقم مذهبة في قصور باريس التاريخية. لكن النقلة غالبًا ما تحتاج لدفعة من يد خفية. وهي قد تكون يد زوج فرنسي ذي مركز متقدم في الحزب، كما قيل في حالة فلور ونجاة، أو مغرم سري متنفذ، كما في حالة رشيدة، قادر على فتح الأبواب الموصدة أمام صاحبات العيون السود.
وحدها فضيلة عمارة دخلت الوزارة «بذراعها». كانت مناضلة في أوساط النساء المهاجرات وواحدة من 11 شقيقًا وشقيقة لأب عامل جزائري وأُم تخدم في البيوت. وعند تكليفها بمهمتها في تطوير سياسات المدن تعرضت لما يشبه الفضيحة. لقد رفضت التخلي عن شقتها في عمارات ذوي الدخل المحدود وتركت المسكن المخصص للوزير لكي يتنعم فيه أشقاؤها. عرفت فضيلة أن عمر المنصب قصير. ولم يخب حدسها، إذ سرعان ما غادرت الحكومة لأنهم لم يخصصوا لها الميزانية التي طلبتها للعمل.
في الفترة نفسها غادرت الحكومة، أيضًا، وزيرة حقوق الإنسان السابقة رحمة الله ياد، السنغالية الأصل والشهيرة براما ياد. وقد سحب عنها ساركوزي خيمة بركته بعد أن تجرأت وانتقدت استقبال باريس لخيمة القذافي. كما اعترضت على تصريح عنصري للرئيس يقلل فيه من شأن الأفارقة. وردت الوزيرة الحسناء له الصاع صاعين. وصوبت عليه عيون المها واتهمته بأنه يجهل التاريخ. لكن تاريخ راما ياد يختلف عن تاريخ رشيدة أو فضيلة، فهي نشأت في أسرة ميسورة وكانت أمها أستاذة للأدب وأبوها دبلوماسيًا مقربًا من الرئيس الأسبق سنغور. وفي باريس تزوجت من نجل أحد مشاهير المغنين اليهود. وذكر زوجها في مقابلة صحافية أنه كان يتحرج من الجلوس معها في مقاهي الرصيف بسبب جمالها اللافت للنظر.
وكلما مضينا في تأمل الحكومة الفرنسية الحالية نجدها تقوم، في كثير من أركانها، على عيون المها وأكتاف النساء المتحدرات من الهجرة. فهناك العينان الذكيتان لوزيرة العدل كريستين توبيرا. وهي سمراء خلاسية مولودة في المستعمرات الفرنسية وراء البحار. وحكايتها تذكرني بتصريح وزير العدل في مصر الذي استكثر على ابن الزبال أن يكون قاضيًا. ذلك أن كريستين هي ابنة ممرضة أنجبت 11 طفلاً من بقال هجر عائلته واختفى. لكن البنت لم تهجر المدرسة وراكمت الشهادات وسافرت إلى باريس لتدخل «السوربون» وعادت لتواصل نضالها من أجل العدالة في مسقط رأسها. ولما تزوجت رفيقًا لها في النضال وأنجبت منه 4 أبناء، «خانها» سياسيًا ونزل بقائمة معارضة لقائمتها في الانتخابات المحلية. وقد اضطرت لخلعه بعد 20 عامًا من الحياة المشتركة. هل انتبه أحد للدموع في عيون المها؟.


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.38171
Total : 101