Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
أياكَ أن تقطعَ سِلك الحكومة
الاثنين, تشرين الأول 6, 2014
امين يونس

" .. العَم ( حمه خليل ) كان إنساناً في منتهى البساطة والبراءة .. يملك دُكاناً صغيراً لبيع المواد الغذائية . قُبِضَ عليهِ مِنْ قِبَل عناصر الأمن ، منتصف الثمانينيات ، بتُهمة بَيعه السُكَر والشاي ( للمُخربِين أو العُصاة ) . حُقِقَ معهُ ، وإكتشف المُحققون بأنهُ على نِياتهِ وطيب القلب .. لكنهم لم يُفرجوا عنه ، وبقى محجوزاً لأكثر من شهر ، في ضيافة دائرة الأمن ، يأكل ويشرب وينام ! . فكانَ يحدث ان يُؤتى بشخصٍ الى القاعة ، وهو مُصابٌ بكدمات على وجههِ من جراء ( التحقيق ) .. فيسألهُ العم حمه خليل : ما هي تُهمتك يا بُنَي ؟ فيُجيب بأنهُ كان سكراناً ولعنَ حزب البعث . وفي يومٍ آخر .. اُدخلَ شخصٌ وهو يَئنُ من الألم وساقه مكسورةٌ كما يبدو .. فطَيبَ خاطره وسأله عن تهمته ، فأجابَ : أنه رفض الإلتحاق بقاطع الجيش الشعبي . وهكذا . وفي أحد الأيام وقبل إخلاء سبيل العم حمه خليل بيَومَين ، جيئ بِشابٍ مُثّخَنٍ بالجراح .. لاتخلو بُقعةٌ من جسده من إصابةٍ دامية .. في حالةٍ يُرثى لها .. بين الحياة والموت . فتأثرَ العم حمه كثيراً وأشفقَ عليهِ .. وسهر الليل في رعايتهِ والإهتمام بهِ وخدمتهِ .. في صباح اليوم التالي .. سألهُ : ماذا فعلتَ ياولدي ، حتى فعلوا بك هذا ؟ قال : .. أيها العَم الطيب .. أنا سائقُ حّفارة ، أثناء عملي قطعتُ سلك التلفون أو الكهرباء الخاص بإحدى الجهات الأمنية ، من دون قصد .. واللهِ لا أعرف أصلاً ماهو ولِمَنْ يعود .. المُهم هو سلك الحكومة ! .. وها أنا كما تراني .. ولا أعتقد أنني سأنجو من هذه الجروح . 
اُفرِج عن العَم حَمه خليل .. فأصبحَ يُرّدِد قولهُ الشهير لِكُل مَنْ يراهُ : [ إفعَل أي شئ .. لكن أياك أياك أن تقطع سلك الحكومة ! ] " .

العَم حمه خليل ، ما زالَ حياً يُرزَق ، ورغمَ أنهُ في أرذل العُمر .. إلا أنه ما زالَ مُحتفظاً بطيبته وبراءته وفطنتهِ الطبيعية .. ولأنه لم يَعُد يرى جيداً .. فأن بعض أصدقاءه ، يقرأون له مقالاتي على الدوام . 
صباح اليوم مررتُ من أمامَ دُكانهِ المتواضع الصغير وسلمتُ عليهِ كالعادة . فأمَرَني بالجلوس وأمتثلت . فقالَ لي بالحرف : .. ما زلتُ أتذكر ما فعلوا بذلك الشاب ، قبل ثلاثين سنة .. لأنهُ قطع " سلك الحكومة " .. فأرجوك يا عزيزي .. كُنْ حذراً ولا تقطع سلك الحكومة ! .

العَم حمه خليل .. رُبما لايدرك بسبب خرفه .. بأن الزمان تَغّيَر .. وأن قُوى الأمن الآن ، هي ليستْ نفسها في زمان البعث الفاشي .. وأن القادة غير القادة . 
أمْ يا ترى أنا مُتّوَهِم ؟

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.45062
Total : 101