هنا البصره ...مظلومه ياحسره : والله ان مامرَ من ضيم على العراق يجعلنا نحس وكاننا في بلد مغضوب عليه من السماء وربما هناك لعنة لانعرفها او ان برجنا من المغضوب عليهم ومن الضالين يعني بعد معاناة خمسة وثلاثون سنه من دولة الخوف والمخابرات والطاغيه اللاهوتي تأتينا دولة السراقِ في العراقِ برلمانٌ اسمه مجلس النهّاب وقضاة أحلوا الفساد ولايحكمون الا بقانون أربعه ارهاب ووزراء دينهم اموالهم فالدينار والدولار لهم ارباب ومن دونهم سراق كأنهم كلابٌ بلا اذناب ,والى الان هم بلا حساب , ولكنهم أُشْبعوا شتمٌ وسباب , لايتركوا عروشهم لعدةِ اسباب , منها انهم فازوا بالانتخاب, وهذا ماجرى على العراق واهله شيبٌ وشباب , وقد زاد على ذلك ماجرى على البصرةِ الفيحاء, انتشرت الملوحة في اراضيها وفي الماء , مخلوطُ بالترائب رائحته عفناء , وجوّها خانقٌ ليس فيه صفاء , صناعة خراب وزراعة بلا نماء , النخله تموت واقفه لانها عطشاء , وارض الفاو شيّعت نبتةٌ أسمها الحناء , طيورها هاجرت فلا املٌ لها في البقاء, وعصافيرها صمتت أصبحت لاتعرف الغناء , سكانها يسكنون خرائب تكنى بالعشواء, شوارعها وخدماتها في تردٍ وفوضاء , وعند أشتداد الحر يقطعون عنها الكهرباء , ثرواتها ونفطها باتت للغرباء , وحاكمها من كتلة الحكماء , طبيب وضعوه مسؤولاً عن عمرانٌ وبناء , واهل الخبره فيها عاطلون تعساء , دعونا نعمل طوعاً فلا يسمع منهم النداء , والخطف والسلب أصبح أحتراف ودهاء , فلا امانٌ فيها ولا أحتماء , أما مجلسها فيالهم من أعضاء , في العلن في خلافٌ فرقاء , وفي السرِ ندماء وشركاء , نسألكم هل ذهبت اموالنا هباءٌ في هباء , ام شُرِعت لكم حلالاً بلالاً فأنتم اليوم نزهاء , أحصوها وأرسلوا خمسها لصاحب المملكة الصفراء , لا أريد ان اطيل فحكايتنا بلا انتهاء , أتعلمين أي حزن يبعث الفقر, وكيف يبكي المساكين اذا أنتشر , وكيف يشعر الجائع فيه بالضياع , بلا أنقطاع , كالدم المراق كالاطفال كالموتى هو الفقر. حتى السياب أصابه اليأس فأنتحر .
هنا البصره ...محتله وروحها محتضره : هاجموكِ ونالوا منك في زمن الغفله , تسلطوا عليك بأسم الدين ما أبشعها من سطوه , نحروك فقطعوك فقسموك الف قطعةٍ وقطعه , اهملوك وتركوك فأصبحت اليوم قذره , بعد ان كان الجوري يهديك عطره , سلبوا منك اصالتك فلم تعودي خصبه , اغرقوك بالظلمات بعد ان عرفوا انك كنت النور في ليله كمره , هدموا ارثك فأين اليوم ما كان لك من فكر وحضارة ورفعه , أشاعوا فيك الخوف والرعب والرهبه , البسوك ثوبا ليس فيه وقار ولا حشمة , اخرسوك لانهم خافوا ان تهمسي همسه , ابدلوا هويتك لانك تعرفين كل بأصله , انسوك تاريخك لانهم بدون ماض ولا نخوه , سرقوا خيراتك فهم ليسوا أهل نعمه , قيدوك وعذبوك لانك كنت صلبه , ارسلوا شياطينهم اليك كي لاتبقي طيبه , بعثروا اوصالك لانك واحدة ووحده , احرقوا ارضك لئلا تستظلي بفيئ النخله , سدوا شريانك لكي لاترتوي وتبقين عطشه , مزقوا احشائك واستباحوا دمائك فهل بعدها من خسه , يتموا اطفالك وقتلوا شبابك بلا رحمة ولا رأفه , أذاقوك مر العذاب والهوان ولكن بعداً فهيهات منك الذله , اسكتوا اقلامك التي صدحت شعرا وغناء وفن ومعرفه , غمدوا خناجرهم فيك لانك ارتديت ثوب العروسه , أسروك ليقتلوا فيك الضحكه والبسمه , ارادوا ارغامك على الرذيله لانهم يعرفون انك انت العفه , امعنوا في طغيانهم عليك ولم يدروا ان روحك ابية ثائرة منتصره , يابصرة الخير ابكيك اليوم دماً وفي قلبي وشرياني الف الف حسره .
هنا البصره ... أنادي ليش ياأهلي كلمتكم متفرقه : اين اهلي وكانوا روحي و فرحتي , اين طيبتكم وكانت سرُ سعادتي , اين فكركم وتاريخكم وفنكم وهي معدن ثقافتي , اين الاصالة فيكم هي هي أصالتي ,أين العشار والفاو والخصيب تلك هي ديرتي , هل ذبلت تلك الروح وأخذت معها مهجتي , هل رضختم للهوان وارتسمت على وجهي ذلتي , هل هجرتموني فلا استطيع ان أحبس دمعتي , هل خذلتموني لاحارب الظلام بمفردي , لما اراكم فرقاً وتركتم اليوم جمعتي , اني ارى خياماً فهل تركتم خيمتي , هل فرقوكم وحزبوكم ولم تعودوا لي وحدي , هل أشتروا منكم أنفسكم تبقى عزيزة هي نفسي , قد تظاهرتم قلةً فصرخت اين أهلي أين أهلي , اين الاصلاء اين الكرماء اين الدماء التي سالت هل هذا قدري , أين أهل الغيره والنشامه اين تيجان رأسي , أين الشهداء هل ذهبت دمائهم سدى وهم فلذات كبدي , اين الشيوخ واين الحضر الستم جميعا من عشيرتي , أجتمعوا على البر والاصلاح اجتمعوا على نصرتي , لا تسكتوا اليوم على الظلم والطغيان وساصرخ بأعلى صوتي , ثوروا جميعا بوجه الفساد فقد أقسمت بالزهراء أن ثورة الحسين هي ثورتي , العنوا كل آفاقٍ وكل من سرق مني خبزتي , فو الله اليوم أُخيركم أما ان ترفعوا رأسي وترجعوا لي كرامتي وعزتي , أو ان تبقوا في فرقتكم واقلع حبكم من قلبي وصدري.
لمن لايعرف ماهي خراعة الخضره فهي تلك الدميه التي تصنع من لوح من الخشب على شكل صليب ويلبسوها رداء قديم ويجعلوا لها وجه حيث يتم عملها بشكل بدائي جدا ليضعوها في المزارع لتبعد الطيور عن المزروعات والتي يبدو انها لاتستعمل اليوم لان الطيور لم تعد تخاف منها وقد شبهت تظاهرة البصره بها لقلة عديدها وتفرقهم فيها علما ان المقصود بألاخافه هم حيتان قد تمرسوا على الفساد .تألمت كثيرا فخرجت مني مقالتي باكيه متحسره.
مقالات اخرى للكاتب