بنية التعليم من العسكرة إلى حدود الجهل والادلجة : -
لقد أثرت التجربة الديمقراطية في العراق " العرق طائفية " تأثيرا كبيرا على بنية التربية والتعليم من حيث جعلها تدور في هرميات متتالية من انعدام الكفاءة والإنتاجية والتراجع العلمي والمعرفي الإنساني ، فضلا عن كثرة صعود الهوامش التعليمية من أرباع وأنصاف المدرسين والمعلمين الذين لا يجيدون أو يعرفون أساليب التربية الحديثة ، إذ نستطيع أن نضع سلما هرميا مؤثرا بشكل سلبي على بنية التعليم في العراق ، وهذا السلم موجود لدى أكثر المؤسسات والوزارات في العراق ويعمل بشكل فاعل في إحباط النمو والتطور ، ولكن أن يصل الأمر إلى التعليم فذلك يمثل كارثة لان مؤسسات العلم هي المنتج الوحيد لجميع المؤسسات والوزارات الأخرى من كوادر وخبرات وطاقات ومهارات علمية ومعرفية ، والسلم الهرمي يبدأ من خلال :
1- نظام المحاصصة والتوافق
2- وزارة تابعة إداريا إلى جهة سياسية منضوية تحت نظام المحاصصة
3- مدراء ، وكلاء ، مفتشون ، تابعون إلى جهات يشملها نظام المحاصصة
4- هيمنة الأحزاب السياسية والابتعاد عن الكفاءة والمهنية
هذه النقاط الأربعة تقود إلى سلم آخر ينزل ولا يصعد بنا ، يبدأ من خلال : -
1- هيمنة العلاقات الإدارية في اختيار المناصب الصغيرة والأصغر منها
2- هيمنة المحسوبية والمنسوبية في ترشيح وتعيين الكثير من الأشخاص
3- هيمنة الفساد الإداري
4- انعدام الرقابة والمحاسبة
5- ضعف الكفاءة والإنتاجية
6- هيمنة الجماعات المسلحة من عشيرة ، ميليشيا ضمن حدود النسبي بين منطقة وأخرى مدينة وأخرى
7- انقسام بعض المناهج الدراسية بشكل طائفي
وهذه النقاط أعلاه تقود بنا إلى سلم أخير يبدأ ولا ينتهي بنا من خلال
1- تراجع في نسب النجاح
2- ارتفاع معدلات التسرب العلمي والتربوي
3- الاعتماد على منهج الحفظ والتقليد في عملية التدريس
4- غياب ضمن حدود النسبي لأية أساليب حديثة تتجنب العنف والتأديب السلطوي
5- غياب ضمن حدود النسبي لخطة علمية مستقبلية تطبق على ارض الواقع
6- غياب لأية حرية نقدية من شانها أن تصلح ذلك الواقع السلبي .
7- سيادة الجهل والادلجة الدينية على الكثير من سلوكيات القائمين على العملية التربوية
8- صعود العناصر الهامشية أو الجزيئية ضمن نجاح عشوائي أو غير ناجع إلى أكثر الوزارات من اجل دمجهم ضمن ذات النظام والأسلوب من العلاقات الإدارية من اجل ممارسة التكرار والتقليد لذات الفساد والتخلف العلمي والتربوي .
وهكذا بعد أن كانت بنية التعليم تعاني من العسكرة البعثية ذات الإطار القومي الدكتاتوري ، وتمارس أساليب واكراهات تخرج المؤسسة التربوية من حدودها العلمية والمعرفية ، أصبحت اليوم غارقة في سلالم عدة من انعدام المهنية والجهل الإداري وهيمنة الفساد بجميع أشكاله المادية والمعنوية ، تلك التي تساهم في تقليل فرص النجاح وتطوير العملية التربوية بشكل ناجع وحقيقي وانزواءها ضمن معايير ثابتة حول آلية قيادة التربية والتعليم ذكرناها أعلاه ، ولا يمكن تجاوز كل هذه المخلفات ، إلا بعد تجاوز وإحداث القطيعة مع أكثر الهرميات الإدارية والقيادية لأنها تمثل رأس الثبات ضمن واقع لا يعنى بتطوير الإنسان وإحداث المزيد من القفزات النوعية في مجمل حياته اليومية والمستقبلية على حد سواء
مقالات اخرى للكاتب