عندما كان العراق تحت التبعية العثمانية كانت الموصل احدى ولاياتها الثلاث ، وفي عام ١٩١٤ وعند قيام الحرب العالمية الاولى واعلان العثمانيون الدخول الى الحرب بجانب المانيا التي كانت بدورها ضد بريطانيا كما هو معروف تاريخيا، وما يهمني ذكره هنا، ما بعد دخول القوات البريطانية الى بغداد سنة ١٩١٧ ، فقد بقيت الموصل في حينها بايادي العثمانيين حتى خسارتهم الحرب ضد البريطانيين .
بعدها تم توقيع معاهدة مودرس وهي معاهد دعت إلى وقف جميع أعمال القتال بين البريطانيين والعثمانيين وكان ذلك عام ١٩١٨ ونصت احدى بنود المعاهدة باستسلام الجيش العثماني في دول المشرق صوب اليمن والحجاز ، ولكن المعاهدة لم تحدد الحدود الجنوبية للدولة العثمانية والتي هي من ضمنها العراق فقد طالب العثمانيون بالموصل كجزء من أراضيهم والتي كانت بالفعل تحت السيطرة العثمانية في تلك الفترة واعني بها سنة ١٩١٨ ( كون هنالك تحركات لضم الموصل للعراق في حينها) ولم يكن الجيش البريطاني قد دخل الموصل .
وبعد توقيع المعاهدة التي مر ذكرها بعدة ايام، اندفعت قوة بريطانية باتجاه الموصل وتم لهم السيطرة عليها وقد اجبروا القوات العثمانية على الاستسلام ويعتبر هذا خرقا للمعاهد في وقتها وقد احتج العثمانيون على ذلك ...
وبحكم الانتداب البريطاني على العراق فانهم كانوا يمثلون العراق على الساحة الدولية ولنفوذهم الكبير عالميا ومن أجل التوصل إلى قرار بشأن النزاعات المتضاربة باحقية الموصل كذلك طلب ملك العراق في حينها (فيصل الاول) من بريطانيا ضرورة ضم الموصل للعراق لقيام دولة قوية مستقلة فأرسلت عصبة الامم (الامم المتحدة حاليا) لجنة من أجل تحديد صاحب الحق وأصدرت قرارها بأن تركيا ( فقد تحولت الدولة العثمانية الى الدولة التركية سنة ١٩٢٣) ليس لديها الحق بالمطالبة بالموصل وأنها تحت الانتداب البريطاني وليس لأي أحد آخر الحق للمطالبة بها ...
وان معاهدة اخرى قد تم توقيعها وهي معاهدة لوزان سنة ١٩٢٣،
وقد ارادت بريطانيا إمتصاص الغضب التركي ... فقاموا بأعطاءهم جزءاً من عائدات النفط وظلّت سيطرة البريطانيين على باقي موارد الموصل
ولك ايها القارئ الكريم ان ترى كيف هي نظرة تركيا الى مدينة الموصل.
مقالات اخرى للكاتب