عندما تتصفح التاريخ الإسلامي بدءا من الخلافة الراشدية التي كان في مقدمتها الخليفة الاول ابوبكر تجد هفوات وقعت ومواقف حصلت أصبحت فيما بعد جزء من الشريعة في الفقه السني فنلاحظ مثلا إقدام داعش على إحراق الطيار الأردني وتعليل فعل ذلك بما فعله الخليفة الأول بشخص مأبون ولعل قائلا يقول ان الفقه السني لا علاقة له بالموضوع نقول ان الفقه السني يعتبر رأي الخليفة من الشريعة وانه لو أصاب فله أجران وان اخطأ فله اجر واحد كما هي القصة المشهورة عندما فعل خالد فعلته بمالك بن نويره واغتصب زوجته وعندما طلبوا من الخليفة محاكمته قال انه اجتهد فأخطأ !, إضافة الى الرؤية التي قدمها الخليفة الثاني ايام خلافته حيث التشدد والعقوبات ونظريته في توزيع الاموال التي خلقت برجوازية وطبقية فاحشة في المجتمع آنذاك انعكست بدورها على خلق فوارق طبقية أدت فيما بعد الى إيصال عثمان الى الخلافة ليكمل بدوره ما بدأه الخليفة الثاني وينشئ طبقية متسلطة على المجتمع , الى ان جاء الدور الى علي بن ابي طالب الرجل الذي لا تأخذه بالله لومة لائم كان علي مختلف تماما عن الخلفاء في نظرته للدين الإسلامي وطريقة توزيع الأموال والحرية والديمقراطية بتعبيرنا اليوم , فعندما أصبح الامام علي خليفة قال ان أصحاب السوابق والإيمان والهجرة والدعوة لهم أجرهم عند الله اما في الدنيا فالأموال توزع بالتساوي وهذا ما اثار عليه كبار القوم كـــ طلحة والزبير وآخرون ..,, اما توجهه نحو الحرية والديمقراطية فهذا ما يعرفه كل قارئ ومُطّلع على تاريخ الخوارج وكيف تعامل معهم الامام في الكوفة وأعطاهم حقوقهم من بيت المال رغم انهم لم يكفوا عن التحريض عليه الا انه كان يسمح بحرية التعبير وحرية الرأي ولم يستخدم البطش ضدهم الا بعد ان قطعوا طرق المسلمين وعاثوا في الارض فسادا ,,ان عليا نموذج للإنسان الذي اراده الله وان الشخص ليندهش من سعة الافق التي يتمتع بها في مختلف جوانب الحياة فمثلا نظريته في السياسة القائمة على المبادئ والمُثل والتي عابها الكثير من الكتاب المستشرقين والمسلمين واعتبروا ان معاويه أفضل من علي فهؤلاء يتحدثون وينظرون الى الأمور ويزنوها بميزان الربح والخسارة الآني , الا ان عليا يزنها بميزان الهي لتكن فيما بعد مدرسة ينتمي لها كل شخص يبحث عن الإنسان بمعناه الأسمى والأكمل والأفضل ,,نحن بحاجة الى الامام علي كونه مثال للتسامح والسلام والعدالة والتقوى حيث كانت خطبه في الكوفة نموذج للخطب الصادقة التي تصدر عن انسان يفعل ما يقول ولا يتكلف القول ,,ويضع الاشياء في نصابها, ماذا اقول عن رجل اعطى رأيه في التربية الصحيحة وهو رأي تعجز عنه كل المدارس التربوية اليوم ((لا تقسِروا أولادكم على آدابكم فإنّهم مخلوقون لزمان غير زمانكم )) ماذا يكتب الانسان عن رجل ينشد العدالة بأثر رجعي ! حيث يقول ((وان الأموال مردودة ولوا زوجت بها النساء )) لنكن صادقين مع انفسنا ونقول هل الشيعة يقبلون بنظرية الامام علي حيث توزيع الاموال بالتساوي ؟ ولا يستأثرون بها كما فعلوا بالخدمة الجهادية ورواتب تقاعد البرلمان ! هل سيقبلون بعلي بن ابي طالب الذي أحمى حديدة ، ثمّ أدناها من اخيه عقيل ليعتبر بها ، لانه ((استماحني من برّكم صاعا )) ماذا بقي من الاسلام لو لم يضرب لنا عليا كل هذه المواقف والمبادئ ماذا بقي من الاسلام وانت تطالع تاريخ تعذيب دموي يبدا من الخليفة الاول ومعاوية وزياد الذي سمل العيون وبنو اميه والعباسيين وينتهي بالدواعش اليوم وربما لا ينتهي ابدا , عندما تقرأ تاريخ الاسلام تجد ان علي بن ابي طالب اشبه بوردة بيضاء في حقل الغام اسود والان هل الاسلام الحقيقي هو حقل الالغام الاسود ام الوردة البيضاء وسط ذلك الحقل
مقالات اخرى للكاتب