Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
تداعيات هجرة العقول والكفاءات
الثلاثاء, آذار 7, 2017
عماد علو

 

المقدمة

تعد الهجرة من أهم محاور التنمية البشرية( السكان – القوى العاملة – والهجرة ), فالهجرة أنواع متعددة مثل الهجرة الخارجية – الهجرة الداخلية – الهجرة الموسمية – والنزوح.. وقد حظيت الهجرة بشتى أنواعها بإهتمام العلماء والدارسين … أما الأمن المجتمعي فقد كــان ولا يزال يحتــل صــدارة إهتمامــات المجتمع الدولي وذلك لكونه العامل الاساسي في حفظ الوجود البشري وتأمين استمرارية وديمومة الحياة الانسانية بأشكالها المتحضرة . ان الإشكاليات المتصلة والمتعلقة بالتداعيات الناجمة عن الهجرة وتأثيراتها المختلفة والمتباينة على الأمن المجتمعي بمختلف مستوياته  : كالتنمية الإنسانية وحقوق الإنسان وحماية النسيج  والقيم الاجتماعية فضلا” عن تأثيرات الهجرة على دول المنشأ ودول العبور ودول المقصد التي تتأثر اقتصاداتها وقوانينها وأمنها بشكل اوبآخر بهذه الظاهرة الانسانية بات أمرا” يتطلب المزيد من الاهتمام والدراسة في ظل تصاعد غير مسبوق للهجرة من دول الشرق الاوسط والعراق من ضمنها الى لدول الغربية.

أسباب ودوافع الهجرة من العراق

      إن هجرة العقول العراقية ليست بالظاهرة الجديدة فمنذ اندلاع الحرب العراقية – الإيرانية عام 1980 ومغامرة احتلال الكويت والحصار الذي تبعه أصبح العراق بلدا غير آمن للكثير من الكفاءات والعقول العراقية  نتيجة تعطل القوانين وانتشار قوانين عسكرة الدولة والمجتمع مما شكل دافعا” وسببا” قويا” لهجرة العديد من العقول والكفاءات العراقية ، التي لا يمكن أن تعيش في ظل أجواء العسكرة وفقدان الشعور بالأمن والاستقرار . حيث سيق العديد من حملة الشهادات العليا والأطباء والمهندسين والعقول في مختلف التخصصات إلى محرقة الحرب العرقية – الإيرانية تحت اسم الدفاع عن الوطن من الخطر الخارجي.

 ثم جاء الاحتلال الأمريكي للعراق في ابريل نيســــان 2003  ومعه الارهاب التكفيري المتطرف، والصراعات الطائفية والعرقية والدينية ساهمت بشكل اوبآخر بتفاقم ظاهرة الهجرة لأعداد كبيرة من العقول العراقية ، فضلا” عن شرائح وفئات أخرى .  من هنا فقد كانت الهجرة التي شهدها العراق وغيره من بلدان الشرق الاوسط استنزافا” لطاقات وامكانات بشرية كان يمكن استثمارها ليس فقط في عملية التنمية والتطور بل وفي ترسيخ وصيانة الأمن المجتمعي في بلدانهم. وعليه كانت الهجرة شكلا” من اشكال التهديد للأمن والاستقرار الاجتماعي ليس فقط للبلد الذي تركه المهاجرون بل لمجتمعات البلدان التي قصدوا التوطن والاستقرار فيها ! فهي تمثل شكلا من أشكال الضغوط على شروط الحياة الآمنة والكريمة بسبب ارتباطها بالعديد من الجرائم كتجارة البشر وتهريب المهاجرين عبر البر والبحر الجو، اضافة الى معاضل الاندماج الثقافي  في المجتمعات التي تستقبل المهاجرين اليها .

ومن الجدير بالذكر أن كل الاحداث التي مرت بالعراق في العقود الثلاث الاخيرة من القرن العشرين تترك لنا العديد من المؤشرات التي تدل على أن استنزاف العقول والكفاءات العراقية ودفعها الى مغادرة البلاد والهجرة الى أماكن أخرى تكون محددة أحيانا” ، لم تكن عملية عفوية بل كانت عملية مخطط لها من قبل جهات أجنبية كانت تستهدف اضعاف العراق وتهديد أمنه المجتمعي من خلال افراغه من النخب الثقافية والعلمية والكفاءات ، التي كان المجتمع العراقي يعتمد عليها في بناء نهضته وتطوره .

الدور الأمريكي والاسرائيلي

بعد عام 1991 رأت الولايات المتحدة أن الفرصة باتت مواتية لتفريغ العراق من كفاءاته العلمية ، حيث ركزت على ملاحقة العلماء والخبراء الفنيين العراقيين كما عبر عن ذلك بوضوح «مارك كلايتون» في أكتوبر 2002  حين كتب  في صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» يحذر من العقول المفكرة قائلا: «إن هؤلاء العلماء والفنيين أخطر من أسلحة العراق الحربية ». وقد أصرت واشنطن على تضمين قرار مجلس الأمن رقم (1441) الذي صدر عام 2002 فقرة تجبر العراق على السماح للمفتشين الدوليين باستجواب علمائه وفنيه حتى لوتطلب الأمر تسفيرهم هم وعائلاتهم خارج البلاد، لضمان الحصول على معلومات منهم عن برامج التسلح العراقية المزعومة، وفي مطلع عام 2003 أقر الكونجرس الأمريكي قانون «هجرة العلماء العراقيين» والذي ينص على منح العلماء العراقيين الذين يوافقون على تقديم معلومات «ذات مصداقية» بشأن برامج التسلح العراقية تصريح إقامة دائمة في الولايات المتحدة .. وتشير الدراسات انه , غادر العراق ما بين عامي 1991 و1998 أكثر من 7350 عالما , تلقفتهم دول أوربية , وكندا والولايات المتحدة الأمريكية وغيرها , ومنهم 67 بالمئة  أساتذة جامعة و23  بالمئة  يعملون في مراكز أبحاث علمية ومن هذا العدد الضخم 83 بالمئة  درسوا في جامعات أوربية وأمريكية , أما الباقون فقد درسوا في جامعات عربية أوفي أوربا الشرقية ويعمل من هؤلاء في اختصاصهم 85 بالمئة  .

بعد الاحتلال الأمريكي البريطاني للعراق في التاسع من نيسان عام 2003 أكدت مصادر علمية عراقية عديدة أن الحرب وعمليات النهب والسلب والتوترات والصراعات الطائفية التي أعقبته ، دفعت آلاف العلماء والاطباء والمهندسين واصحاب الكفاءات الاخرى ، الى مغادرة العراق والهجرة الى بلدان غربية ومجاورة بحثا” عن الامن والاستقرار والحماية من الجمعات المسلحة التي انتشرت في اعقاب الاحتلال الامريكي .

اسرائيل من جانبها سارعت بعد الاحتلال الامريكي الى وضع ما أسمته بـ ( بخطة “إسرائيل” بشأن التطبيع مع العراق في المجال العلمي) التي روج لها  بشكل كبير بعد الاحتلال ، فمنذ ذلك التاريخ وحتى يوليو\تموز 2004  فقط عقدت في “إسرائيل” 25  ندوة وحلقة نقاشية حول العراق، وقد حظيت هذه الندوات باهتمام كبير من المسؤولين الذين حرصوا على حضور بعضها. وقد أكدت أوساط علمية عراقية أن ما يقرب من 2400  من عناصر القوات الخاصة الإسرائيلية قد اتخذت من العاصمة بغداد وعدد من المدن الأخرى مقراً لها لتنفيذ سلسلة من عمليات الخطف والاغتيال والتفجيرات. وقد تم بالفعل اغتيال أكثر من 530 عالم وخبير عراقي بالإضافة إلى اغتيال العديد من الأطباء  والعسكريين والإعلاميين وغيرهم من حملة الشهادات والاختصاصات النادرة .

أسباب أخرى للهجرة

هناك أسباب عديدة أخرى لهجرة الكفاءات العراقية إلى بلدان العالم المختلفة في المراحل اللاحقة ،أي في الفترة المحصورة بين عام 2003 ولغاية هذا اليوم ، منها اسباب سياسية تتعلق بفرص العمل التي باتت الاحزاب السياسية تتحكم بها ، والإحباط التي أصيب به  العديد من الشرائح المثقفة والأكاديميين في المجتمع، بسبب استلام الأقل كفاءة المسؤولية الأولى عن تسيير دفة العمل والتخطيط في المراكز العلمية والادارية والقيادية بسبب اعتماد المحاصصة الحزبية والطائفية التي حرمت العراقيين من التعيين والوصول إلى مراكز متقدمة في الدولة. كذلك هناك اسباب اقتصادية وأمنية كما ذكرنا سابقا” .

الهجرة والامن المجتمعي

اثرت هجرة العقول والكفاءات العراقية إلى الخارج على الامن المجتمعي وانعكست بشكل أوبآخر على مستقبل التنمية الاقتصادية والاجتماعية والتعليم ، فالإنفاق الكبير على اعداد تلك العقول والكفاءات كلف الدولة والمجتمع عشرات آلاف الدولارات . فضلا” عن أن معظم المهاجرين من الشباب وبالتالي إذا استمر نزيف الأدمغة للخارج فإن العراق باعتباره الدولة المصدرة سوف لن يبقى لديه سوى الأطفال والمسنين أي مجموعة الناس المستهلكة فقط. ستترتب على هجرة العقول والكفاءات أضرار شديدة تصيب خطط التنمية والاقتصاد الوطني في ظل تزايد سكاني كبير الى جانب شحة في الموارد البشرية المنتجة (اطباء ، مهندسين، صيادلة ، فنيين ، ….) . فضلا” عن الآثار النفسية على العقول والكفاءات الباقية في العراق الذين سيشعرون بأنهم مظلومون, وبالتالي تقل إنتاجيتهم وعطاؤهم في وطنهم.

واحدة من التداعيات الاجتماعية للهجرة هي إن معظم المهاجرين هم من الشباب الذكور وان زواجهم من أجنبيات يحرم نساء بلدهم من الزواج مما سينجم عنه حالة من عدم التوازن الاجتماعي، بسبب زيادة نسبة العنوسة بين النساء وهوأمر غير خافي علينا اليوم . إن هجرة العلماء تضعف القوى المنتجة في المجتمع وقدرتها الذاتية على القيادة والتنظيم ، كما تؤدي هجرة العقول الى حرمان العراق من احتلاله لمركز متقدم في الحضارة الإنسانية. وغالباً ما ينقل المهاجر أمواله  للخارج معه فتكون النتائج أفدح على وطنه.

الهجرة وتنظيم داعش الارهابي

حاولت الجماعات الارهابية المتطرفة استثمار ظاهرة الهجرة من خلال استهدافها الشباب بصورة خاصة وتطويع فشلهم ويأسهم اتجاه بلادهم لعدم توفيرها لهم فرص العمل واستخدامهم لتنفيذ مخططاتهم وقد لمسنا كيف يقوم تنظيم داعش الارهابي باستقطاب المهاجرين لاسباب سياسية واستخدامهم لخلق مؤيدين لقضاياه ومما يخلق عدم الاستقرار الداخلي. في وقت شكل تمدد تنظيم داعش الارهابي ، واقترابه من الحدود الأوروبية، عامل خوف إضافيا من أن تمهد الهجرة الواسعة من بلدان الشرق الاوسط للتوغل إلى أوروبا، ?وهوأمر دعم من وجهة نظر الأحزاب اليمينيّة المتطرّفة في اوربا ، من الخطر الأمنيّ المباشر الذي تشكله الهجرة على استقرار أوروبا، إذ إنَّ هذه الأحزاب تعتبر الهجرة الوسيلة الّتي يتسلّل بواسطتها الإرهابيّون إلى الدّاخل الأوروبّي والدّليل على ذلك تكاثر الأحداث المرتبطة بالإرهاب في أوروبا بخاصّةٍ في العامين 2015 و2016 والتي حدثت في عواصم اوربية كبيرة مثل باريس ولندن وبروكسل وميونخ وبرلين واسطنبول وغيرها .

الخاتمة

أن هجرة العقول والكفاءات العراقية هي نتاج الحركيات المنتجة لأسباب اللاأمن المجتمعي، بحيث تزيد حدة الأسباب الدافعة للهجرة إذا يصبح بذلك ذوو الشهادات العليا والكفاءات ،  لا يملكون أبدا أويملكون ولكن بشكل غير كاف الوسائل والإستراتيجيات والخيارات السلوكية أوالمساعدة والمعاونة في مواجهة هذه التهديدات للحياة والبقاء على قيد الحياة ؛ فهي بمثابة وضعية هشة أوأكثر هشاشة وتشبه الأزمة الإنسانية ، فالأفراد طبعا يسعون وينجذبون نحوالمستويات المقبولة والجيدة للأمن المجتمعي حفاظا على حياتهم وبقاؤهم وبحثا عن كرامتهما ، وستنادا” لما سبق ، لابد من وضع حلول لظاهرة الهجرة والعمل على معالجتها لخلق استقرار داخلي وأمن مجتمعي  واستخدام الموارد البشرية بصورة امثل لصد اي تهديد للأمن الوطني العراقي ؟.

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.47322
Total : 101