في خضم معارك الحرب على تنظيم داعش الارهابي يعمل الإعلام العراقي بوسائله المختلفة اليوم المرئية منها والمسموعة والمقروءة إلى إقناع وتهيئة الرأي العام المحلي والعالمي والإقليمي، بأهمية وشرعية الحرب التي يخوضها العراق وشعبه اليوم ضد الارهاب والتي هدفها هو تحرير الأرض ودحر عصابات داعش الارهابية  ، فضلا” عن العمل على مواجهة الاعلام والدعاية المضادة والمعادية التي تحاول تشويه الحقائق ونشر الاكاذيب للتأثير على معنويات الشعب والقوات المسلحة مما قد ينعكس على الاداء القتالي للقوات في ساحات المعارك .. ومن اولى مهام الاعلام  التعريف بموقف القوات المسلحة وقدراتها من حيث التسليح والتدريب والكفاءة والاستعداد الدائم، والتأكيد على أن القوات المسلحة يجب أن تكون مستعدة، لتنفيذ مهامها في أي وقت أثناء السلم وفي فترات التوتر والأزمات وعندما يندلع الصراع. الا ان هذا الامر لابد ان يكون بتنسيق مدروس مع الجهات العسكرية المختصة بالإعلام الحربي بحيث لا تؤثر المعلومات المتداولة في الاعلام على امن وسلامة القطعات العسكرية المقاتلة وغير المقاتلة . كما لا يؤثر ايضا” على سمعة القطعات العسكرية في التزامها بقواعد الاشتباك ومعايير حقوق الانسان في ما يخص التعامل مع المدنيين في مناطق الصراع والمواجهة العسكرية !

جبهات القتال

ان اللقاءات التلفزيونية التي تبث من جبهات القتال ومن الخطوط الامامية ومواقع الاشتباك مع العدو والتي تجرى ضد القادة العسكريين والمقاتلين من ضباط الصف والجنود قد تؤثر تأثيرا” كبيرا على امن الوحدات العسكرية المقاتلة لأنها تكون مصدرا” للمعلومات قد يستفيد منها العدو خصوصا” وان التصريحات تطلق والمقاتلون في حالات من الانفعال النفسي والعاطفي نتيجة ظروف المعركة والارهاصات التي يتعرضون لها تجعلهم غير مدركين لأهمية المعلومة التي تبث مباشرة او لاحقا الى الاعلام بمختلف انواعه ، كما ان الاعلاميين انفسهم قد لا يكونوا مدركين لخطورة المعلومة او التصريح من حيث الدقة والمصداقية والتأثير السلبي على امن القطعات العسكرية او امن الدولة برمتها … لذلك لابد من وجود متخصصين في الاعلام الحربي يتصفون بالقدرة على تمحيص الخبر والمعلومة وتوقيت بثها واهمية تأثيرها على القطعات العسكرية وعلى معنويات الراي العام . النقطة الاخرى التي أود أن اشير اليها والتي شاهدتها وشاهدها الجميع من خلال وسائل الاعلام هي دور وسائل التواصل الاجتماعي في نقل ما يحدث على الجبهة واثناء المعارك والتي تعتمد في كثير من الاحيان على ما يقوم بتصويره ونقله المقاتلون  الذين يستخدمون الهواتف المحمولة (الموبايل) لتصوير ونقل الاخبار الى اهلهم وذويهم واصدقائهم دون ادراك لأهمية وخطورة  وسرية المعلومة  أو الخبر المنقول و  تأثيره على أمن وسلامة وحداتهم العسكرية وحتى على سير المعارك وحالة الروح المعنوية في الجبهة أو على الجبهة الداخلية . حيث يتيح الكم الهائل والدسم من المعلومات الخطرة والمؤذية للقطعات المحاربة التسبب بسقوط ضحايا وخسائر مادية اذا ما استلمها شخص معاد وسخرها لضرب القطعات وهذا امر غير مستبعد ان لم يكن قد حصل حقا”. فضلا” عن دور هذه الاجهزة في صرف المقاتل عن الانتباه واتخاذ المطلوب من الحيطة والحذر أثناء مجابهة العدو . ومما يؤسف له ان كثيرا من الجنود وخاصة الذين يقفون في السيطرات الامنية  داخل العاصمة ينشغلون طوال الوقت بالحديث بالموبايل او ممارسة الالعاب الالكترونية والثرثرة دون ادراك لأهمية اليقظة والانتباه اثناء أداء واجباتهم في هذه السيطرات.

ومن النقاط المهمة التي ينبغي الانتباه لها في الاعلام المتابع لسير المعارك ضد  الارهاب هي اندفاع بعض السياسيين القريبين من القيادات الامنية والعسكرية بإطلاق تصريحات غير حذرة بشأن سير المعارك وحركة القطعات والخطط المستقبلية للتحشد والانفتاح القتالي للوحدات مما قد يخل ويؤثر على امن وسلامة القطعات العسكرية وسرية حركة وانفتاح القطعات العسكرية ..

دور امني

لذلك فان الدور الأمني للإعلام العسكري  يتمثل بتجنب نشر تفاصيل النشاطات والفعاليات الحربية إلا ما تسمح به قيادة العمليات المشتركة . على أن يتضمن ذلك إذاعة حقائق الموقف من خلال برامج الإعلام الحربي والبيانات الحربية الصادرة عن هذا الإعلام، بما يؤدى إلى تحقيق الثقة لدى المواطن. وفي الوقت نفسه وضع الخطط التي تمكِّن من مواجهة التخطيط المعادي الهادف إلى التأثير النفسي والمعنوي على المواطن من خلال ، التصدي السريع للإعلام المعادي والدعاية المضللة التي تحاول الأجهزة الإعلامية المعادية التأثير من خلالها على نفسية المواطن والمقاتل ومعنوياته ، والعمل على تنمية الوعي الأمني، والانتماء الوطني لدى المواطن لمجابهة أساليب وطرق عمل العملاء ، والعمل على حشد الرأي العام المساند للقيادة السياسية في مواجهة التهديدات الخارجية والتحديات الداخلية.