بدأت الحملة الانتخابية لائتلاف دولة القانون ، عندما قام السيد نوري المالكي بزيارة الى محافظة كربلاء ، حيث التقى بجماهيره التي كان من المؤمل ان تملأ مدرجات ملعب كربلاء وساحته ، لكن الامور سارت بما لا يشتهيه منظمو التجمع هناك ، وبنفس التوقيت تقريبا من عصر يوم الجمعة ، بدأ السيد عمار الحكيم يومه الثالث بعد البصرة وميسان في محافظة ذي قار وعلى ساحة ملعب التضحية ، مما حدا بالكثيرين للمقارنة بين ائتلاف المواطن الذي يمتلك برنامجا انتخابيا متكاملا ومطبوعا لكل محافظة ، وبين ائتلاف دولة القانون الذي يعتمد كثيرا على صور وتصريحات وخطابات وجولات السيد المالكي رئيس مجلس الوزراء ورئيس الائتلاف .
السيد المالكي يطل على الجماهير الحاضرة ، ليبين لهم بأنه (لابد ان تكون هناك حكومة اغلبية في الايام القادمة ، ويجب تجريم حزب البعث ، وان العمليات الارهابية تنفذ بسلاح وإمكانيات الدولة ، ومن الطبيعي ان يتحرك هؤلاء الارهابيين لأن لديهم غطاء سياسي ومالي ، نحن نؤيد المصالحة الوطنية ، والعراقيون كلهم متساوون ومطالبهم مشروعة ، وان الانجازات تحققت بالقوة )، ثم لوح بأصبعه (مشيرا لخصومه الكثيرين عبر الشاشة ) ومذكرا( بان المرحلة السابقة هي مرحلة تعطيل ، ويجب اسكات كل الاصوات التي لا تريد الخير للعراق ) .
اذن على اهل كربلاء الانصات وفهم ما يستطيعون من هذا الخطاب .
في المقابل جماهير ذي قار استقبلت عمار الحكيم ، بألوان صفراء وساحة ملعب مملوءة بالأنصار عن اخرها بالإضافة الى علم عراقي كبير جدا ، يحمله مجموعة من الشباب يطل من احدى جهتي الملعب ، بدأ الخطاب بذكر تاريخ المحافظة وأهلها ثم اطلق مبادرته التي اسماها (ذي قار مهد الحضارات وبوابة الجنوب ) ومنها (انشاء صندوق خاص بمشاريعها يموله 15% من واراداتها النفطية ، وانشاء منطقة تجارة حرة مرتبطة بمشروع البصرة العاصمة الاقتصادية ، انشاء مدينة الجنوب الطبية التي تعد اكبر مجمع طبي ، انشاء مدينة سكنية تضم 100 الف منزل ، انشاء معمل تكرير وبتروكيماويات ، انشاء متحف الجبوبي للاثار لجمع اثار ذي قار من جميع انحاء العالم و تكليف اساتذة جامعيين اختصاص بمجال الاثار لدراسة اثار ذي قار التي تعد اكثر من اثار ايطاليا وفرنسا مجتمعة .
اخيرا لوح الحكيم بيده الى المرشحين وقال (هؤلاء الذين امامكم هم مسؤولي خدمة وسنحاسبهم على كل صغيرة وكبيرة ثم اشار الى نفسه وقال نحن مسؤولين عن مرشحينا مسؤوليه كاملة ، وملزمون بتنفيذ برنامجنا الانتخابي وانتم شهود علينا .
بعد كل هذا السرد المطول نذكر الجميع بأننا على ابواب انتخابات مجالس المحافظات لعام 2013 ، وهي انتخابات محلية ، فهل هي خاصة بخدمة اهالي المحافظة وفق برنامج واضح وتخليصهم من الفقر والبؤس والحرمان ؟ ام اشغالهم بأمور ليس من اختصاص من ينتخبونهم اصلا ؟ أم ارهاب سواد الناس وتلويث عقولهم وفق نظرية المؤامرة ، وتوجيههم نحو ((المنقذ المخلص)) ؟؟؟؟
مقالات اخرى للكاتب