Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
هل أنتم أكراد؟ !
الأحد, نيسان 7, 2013

 

ينتقد بعضهم، ثلاثة أشياء في اربيل: الإجراءات الأمنية المتبعة على مداخل  المدينة، استقدام الشركات الأجنبية  للعمل على جميع المستويات، إصرارها على رفض خطط رجال الحكومة الاتحادية  في العبث  بالديمقراطية، فيما يصر آخرون على عدم الاعتراف بحجم التغيير  الهائل الذي يلمسه كل من دخل أبواب هذه المدينة الجميلة، حيث قرر أهلها تعويض سنوات الحرمان والمعاناة، بأن بنوا  لهم ولأبنائهم وأحفادهم مدينة تتسابق فيها الشركات والمستثمرون لتقديم كل ما هو مفيد للناس، والأهم أنهم اختاروا الصوت الخفيض وهم يعملون. الآن كلما نريد أن نضع جدولاً لمقاييس النمو والإعمار، سيظهر اسم أربيل حتماً في مراتب متقدمة، ذهبت الى أربيل قبل أسبوع لزيارة معرض المدى للكتاب، وأنا القادم من العاصمة التي ترمى فيها الأزبال في زوايا الطرق، وتبدو شوارعها مثل مدن تعيش في القرن الماضي، فلم أرَ في أربيل سوى النظافة والأمان والازدهار، أنا القادم من عاصمة تحتل المرتبة الأولى في مستويات الضجيج والإهمال والبؤس، أجد أمامي مدينة تسابق الزمن، وتحلم بأن تكون مثل دبي وسنغافورة، حيث لا وجود لسباق الشعارات والهتافات، السباق الوحيد المسموح به هو سباق الأبنية الحديثة، والمجمعات التجارية والبيوت المضاءة على مدار الساعة، وإشاعة البهجة في النفوس، أنا القادم من مدينة يتسابق  مسؤولوها على ممارسة عملية نهب منظم للثروات ولأرواح الناس، أنا القادم من عاصمة يتباهى سكان منطقتها الخضراء بأن ميزانيتهم تجاوزت المئة مليار دولار، لكنهم عجزوا عن توفير أبسط الخدمات، لأجد نفسي في مدينة كانت كل شوارعها قبل عقود ترابية،  تعرض اليوم على زائريها أحدث البنايات وتبدو من الطائرة كأنها حي من أحياء أوروبا، أحيط بحزام اخضر، لم تعد ثمة حاجة الى إلقاء الشعارات والخطب، لم تعد صحف أربيل تصدر مرة في الأسبوع  أو تطبع خارج كردستان، قطعت أربيل  المسافة من عصر الى عصر، في سفينة مذهبة اسمها الاستقرار والعمران، ولا يشبه الاستقرار سوى مصباح علاء الدين السحري الذي لا يسمح للفقر أن يبقى مقيماً في البيوت والشوارع، بعضهم يظن أن ازدهار المدن يأتي من المال فقط، والحقيقة آن الاستقرار يأتي من نفوس رجال يطمحون أن تظل مدنهم على خارطة البلدان الأكثر استقراراً وطمأنينة. 
في أربيل  لم يكن هناك وقت للخطابة،  لم يكن هناك وقت لصناعة الكلام وذر الأكاذيب في العيون، المكان فقط لشيء واحد اسمه صناعة المستقبل،  وحماية  المكاسب التي تم تحقيقها،  وخصوصا حماية دَور أربيل  وموقعها التاريخي في العراق، بحيث لا تتحول الى فريق في نزاع ثنائي، وإنما طرف لتحقيق التوازن المنشود.
تتعلم أربيل الدرس جيدا، ففي زمن البناء لا مكان  للمسؤول عالي الصوت  الذي قال عنه كيسنجر يوماً إنه مصاب بشبق الأضواء ومريض بهاجس الخوف ، ويمضي حياته يصرخ في كل مكان، وهو كما اخبرنا  مؤلف حفلة التيس "يوسا" يحاول أن يغطي على فشله  بإثارة الضجيج ، لقد بدأت الشعوب تشفى حين تخلصت من سياسيي المايكرفونات، فهي اليوم تطالب برجال يريدون أن يجعلوا من مدنهم عواصم مضيئة من دون إطلاق رصاصة واحدة.
سيتهمني بعض القراء بأنني منحاز للكرد..وسأواجه بنفس التعليقات التي يكتبها بعضهم: لماذا أتجرأ دائماً على انتقاد الحكومة وائتلاف المالكي وبعض الساسة ولا أجرؤ على مجرد الحديث عن الكرد وكردستان.. وهو تساؤل يطالبني أصحابهم أن أوزع انتقاداتي بالتساوي.. إذن مطلوب مني أن انتقد طرفاً كردياً كلما وجهت سهام نقدي إلى أي تقصير تقوم به الحكومة.
ولسوء الحظ فإن مواقع إعلامية ممولة من أحزاب وسياسيين تعج كل يوم بحروب وشحن طائفي يمثل شرارة لحرائق يصرّ بعضهم على إشعالها، ولسوء الحظ نقرأ كل يوم لمسؤولين كبار يدعون إلى حرب ضروس ضد إخوة لنا في الوطن، و بعضهم الآخر يريد لنا أن نعيش أجواء كوميديا سياسية ساذجة تقوم على محاولة اختراع عدو وهمي وتصدير أوهام للناس البسطاء من أن العالم كله متورط في مؤامرة لإسقاط النموذج الثوري في العراق.
وأنا مثل بعضهم، أريد أن اطرح أسئلة أيضا، لماذا نستبدل الإعمار والرفاهية، بالخطب والثارات، وأتأمل تجربة أربيل وأتحاور مع أصدقاء في رحلة العودة الى بغداد، وفجأة يقطع حديثنا رجل آمن على مشارف العاصمة يسألنا: هل أنتم أكراد؟ أضحك، فأرى ملامح وجهه قد تغيرت ليأمر بصوت أجش "هوياتكم"  ينظر اليها، يتفحصها، يقلبها ثم يسال ثانية "وين رايحين"، ابتسم ثانية، فهذه المشاهد افتقدتها لمدة أسبوع في أربيل، لم يسألني أحد عن هويتي، فالمدينة تستقبل الناس وتودعهم بلا ضجيج، قلت لرفيقي في رحلة  العودة  الروائي عبد الله صخي أهلا بك وأنت على مشارف بغداد، حيث ستعيش فصولاً مع سياسيين ومسؤولين، يستثمرون حناجرهم  كل يوم في بورصة الشحن الطائفي والعنصري وفي شتم كل من يختلف معهم.

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.4593
Total : 101