Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
رسالة أخرى .. من المغتربة
الخميس, نيسان 7, 2016
عبد العزيز حسون

 

تنتقل بنا ابنتي المغتربة الى موضوع اخر تعتبره المفتاح المهم للدخول في مجتمع وفهمه، الا وهو لغة ذلك المجتمع، وكيف ان الشعور بعدم الارتياح يطغى حين نعجز عن الاسترسال في سرد فكرة معينة بسبب محدودية القاموس اللغوي.

واهم ما اشارت اليه الرسالة هو الضرورة التي تستدعي التمكن من اللغة عندما يكون هناك أولاد يتعلمون نفس اللغة التي تطغى مفرداتها على لغتهم الام التي لا يفقهون منها الا القليل، وذلك لمجاراتهم فكرياً مما لا يسمح لهم بالابتعاد الفكري عن الاسرة. ما كنا نلاحظه ومنذ عقود على ما وصلت اليه العلاقة بين الاباء والابناء – خاصة في الاسر العراقية التي تغربت منذ عقود – هو التفكك الواضح الذي ربما يتجاوز ذلك التفكك المسموح به في بلاد الاغتراب.

وربما يكون عامل اللغة والاتصال الفكري بين الجيلين هو من اهم ما تسبب بذلك. واذكر حادثة تعرض لها أحد الاصدقاء وكان ذلك في حقبة الستينيات عندما فقد زوجته التي تركت له ولداً وحيداً واضطر لترك موقعه الوظيفي المرموق لينصرف الى تربية ولده، ولم يكونا يفترقان الا عند ذهاب الصبي الى المدرسة حيث يوصله أباه وينتظره ربما لحين انتهاء الدروس. وكان تعلق أحدهما بالآخر واضحاً ومعروفاً بين الأهل والمعارف.

وخطر للأب -وبعد أن اكمل ولده دراسته الابتدائية- ان يذهب به لاكمال تعليمه في انكلترا.

وسرعان ما انغمر الابن باجواء الدنيا الجديدة بالنسبة له وهو في مدرسة داخلية محاطاً برعاية يسودها النظام والانضباط والعطف ومباهج تنطلق معها الطفولة الى العوالم الرحبة.

وعاد الاب الى بيته حزيناً ينتطر الفرصة التي يسافر فيها لرؤية ولده الذي امضه فراقه. وعندما سنحت الفرصة بعد اشهر ستة، هرع الاب فيها حال وصوله لرؤية ولده، وخاب أمله عندما ابلغته ادارة المدرسة ان ابنه يشارك في مخيم في جزيرة وايت الصغيرة في بحر المانش، وهم على استعداد لترتيب الزيارة التي ابلغ بها ولده في اتصال هاتفي رتبته المدرسة، ولكنه كما حدثني اوانذلك، احس بطعنة خفيفة في القلب بعد ان فهم ان الولد كان يحدثه على عجالة حيث يشترك في مباراة، ويخلو حديثه من اللهفة التي كان يتوقع لمسها في صوت ولده.

وبعد ان وصل الى الجزيرة والى موقع المخيم تبين ان ابنه يشارك في مباراة كرة القدم واقتيد الاب الى الساحة لتكتحل عيناه بولده بعد ستة شهور وما كان من الولد الا ان اشار اليه من بعيد محيياً، وقد خفتت عنده العاطفة وتحللت الرابطة التي كانت تحتضنه. ورجع الاب في خيبة ربما ساهم هو نفسه في صنعها بعد أن أنهى العلاقة الفكرية التي تربطه بابنه الذي انغمس في تفكير اخر في لغة اخرى.

ولنر ما وصلت اليه المغتربة في رسالتها الاتية:

((حين ينتقل المرء للعيش في بلد اخر .. تبرز امامه تحديات كثيرة .. ليس اسهلها اللغة .. اللغة هي مفتاح مهم من مفاتيح الدخول في مجتمع وفهمه .. وليس عبثا القول .. ان من تعلم لغة قوم امن مكرهم ..

كان موضوع اللغة تحديا حقيقيا .. وبالنسبة لي شخصيا .. فقد كان ومايزال موضوعا مهما .. فانا من جهة احب اللغة العربية لغتي الام حبا جما .. ومعظم قراءاتي واطلاعي كان بالعربية .. وحين تكون متمكنا من لغتك الام .. وتبدا باضافة لغة جديدة الى خزينك الفكري .. يبدا شعور بعدم الارتياح ينتابك حين تجد نفسك عاجزا عن الاسترسال في سرد فكرة معينة لمحدودية قاموسك اللغوي او لضعف قدرتك على التعبير الدقيق.

بالاضافة الى كل ماسبق فحين يكون لديك اولاد يتعلمون نفس اللغة .. ويدرسون بها موادهم الدراسية وتبدا باحتلال جزء كبير من قاموسهم اللغوي .. ينتابك شعور بانك في سباق يجب ان تكون انت الفائز به .. فبالاضافة الى ان لدى الاطفال قدرة سريعة على التعلم .. كان لابد ان اتقن اللغة كي لاتكبر الفجوة الفكرية بيني وبينهم بسبب اللغة .. ولكي ابقى بنظرهم الام التي تعرف كل شيء .. ونبقى نحن كأهل دائما .. كما كان والدي ومازالوا بنظري .. يعرفون كل شيء واجد لديهم لكل سؤال يحيرني جواب شاف.

ماساعدني كثيرا في موضوع اللغة .. بالاضافة الى القراءة واستخدام القاموس .. موضوع غاية في الاهمية .. وهو .. الاحتكاك اليومي المباشر بالناس .. والاضطرار للتعامل معهم واستخدام المفردات التي تعلمتها بالاضافة الى المفردات التي اضيفها كل يوم من خلال السؤال والقراءة والاطلاع . حين يمر الوقت وتبدا بتكوين قاموس لابأس به في اللغة الجديدة .. تبدأ باكتشاف عوالم جديدة تبهرك .. تدهشك .. دائما ماكنت اقول لنفسي ان اللغة ليست مفردات وطريقة كتابة وحروف .. اللغة روح .. روح حية .. تحس بها عند نطق الكلمات .. حين تتمتع باحساس الكلمات .. تكون ادركت معناها وتاثيرها .. حينها تبدا في فهمها واستيعاب ماتحمله من معان .

وحين تبدا بالاحساس باللغة .. تبدا في فهم المجتمع المحيط بك .. وتدرك بعد حين .. ان كل البشر على هذه الارض مروا بنفس التجارب بشكل او باخر .. وتوصلوا لنفس النتائج نسبيا .. بحيثت انك تلاحظ ان حتى امثالهم والحكم التي توارثوها عبر العصور ..  تتشابه تشابها يبعث على الدهشة .. نعم .. حين دخلت غرفة الاساتذة في الجامعه التي كنت ادرس بها هنا .. وجدت لوحة كتب عليها جدول الاساتذة وبعض المعلومات التي تخصهم .. وعلى جانب منها .. وجدت جملة كتبت بخط احدهم .. مثل يتداوله الناس هنا .. مامعناه .. انه لو قامت القيامة وفي يد احدكم شجرة فليزرعها .. قرات الجملة .. واصابتني دهشة .. سالت استاذي عن القائل .. قال انه مثل قديم .. ادركت حينها ان الارض على رحابتها وسعتها .. تحوي بشرا يتشابهون في كل شيء تقريبا .. لكنهم يختلفون ايضا في كل شيء .. مفارقة عجيبة .. لكنها واقع ..

تعلم اللغة يعطيك رؤية مختلفة لما يدور حولك .. يجعلك تفهم العادات .. التقاليد الموروثة.. قد يبدو هذا الموضوع غير ذي اهمية احيانا .. لكنه يدخل في تفاصيل الحياة اليومية .. وله اهمية كبيرة في فهم سبب تصرف الافراد بشكل معين في موقف معين .. سبب اختيارهم لطريقة معينة في الحياة ربما تختلف عما اعتاده احدنا في بلده .. كل هذا لايمكنك ان تدرك سببه وتتقبل اختلافه ان لم تتقن اللغة.))

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.40511
Total : 101