قالت جريدة آفتنبوستن بناءا على معلومات حصلت عليها من الأمن النرويجي أن : ثمانون مقاتلاً من أصول اجنبية سافروا من النرويج الى سوريا و العراق خلال الاربعة سنوات الأخيرة للقتال في صفوف داعش.
أوضحت الشرطة بأن الرقم الحقيقي للمُنظمّين الى المنظمات الارهابية أكبر من هذا الرقم بكثير.
ظروف الاعتقال
رفعت النيابة العامة قضية ضد أحدهم في الثاني و العشرين من حزيران من هذا العام، عاد هذا الشخص الى النرويج في شباط 2013 بعد قضائه خمسة أشهرفي سوريا و تم اعتقاله في مطار اوسلو من قبل أمن المطار، و كان مصابا بعيار ناري في قدمه، تم إطلاق سراحه بعد أن تلقى العلاج اللازم.
تسلحت الشرطة في كانون الأول 2014 قبل أن تقتحم داره الواقع خارج مدينة فريدريكستاد الواقعة جنوب العاصمة النرويجية اوسلو.
سبب الاعتقال
قام هذا الرجل العائد من سوريا في اليوم الذي سبق أعتقاله بتغيير اسمه و حجز جوازا جديداً، وكان قد اتصل قبل ذلك بأيام مع صديق له في سوريا ووعده بالعودة الى هناك.
تم اتهامه بمساندة الدولة الاسلامية و تعهده بتنفيذ أعمال إرهابية، أما من جانبه فقال موضحاً،أنه كان ينوي السفر الى سوريا للقيام بمهام انسانية.
رأي الأمن النرويجي
يقول الأمن النرويجي أن المقاتلين العائدين من هناك قد يشكلون خطرا على مملكة النرويج، لذلك وضعنا بعضهم تحت عيوننا، لكن عدد المراقبين منهم هو رقم ضئيل مقارنة بالعدد الكلي.
يقول مدير العلاقات في الأمن النرويجي مارتن برنسن: هناك عدة اجراءات يتم تقييم تطبيقها تجاه المقاتلين الاجانب العائدين من ساحات القتال، الاعتقال هو أحد هذه الاجراءات. القليل منهم يشكل تهديداً ارهابيا، لكنهم بحاجة الى عمل ووظائف جديدة، ليتعرفوا على معاني جديدة للحياة و يخرجوا من هذه البيئة الراديكالية التي غرقوا فيها.
خلفية المتهم
حتى عام 2012 كان الاب و ابنه يديران مركزاً رياضيا اشتهر بتدريب الفنون القتالية في مدينة فريدريكستاد. الابن كان لديه شركة نجارة و كان الاب يدير كذلك مطعم بيتزا. كل هذه الاعمال التجارية كانت في شارع اسمه لسلابي، و الذي أطلق عليه لاحقاً "شارع الارهاب و الجهاد في فريدريكستاد"، لأنه على الاقل ثمانية من المقاتلين الاجانب المذكورين يسكنون أو سكنوا في هذا الشارع. تم كذلك اعتقال والده الذي كان في سوريا خريف العام الماضي.
يقول السيد مارتن برنسن:
لقد اكتسبنا خبرة كبيرة من تجاربنا، و أصبحت لدينا الدراية الكافية التي تعلمنا يقيناً أنه رغم حضورنا الى المطار و نصحنا للاشخاص المعنيين بعدم السفر الى تلك البلاد، إلا أنهم يختارون السفر، لذلك فإن الاعتقال هو آخر الحلول التي نلجأ اليها بعد أن نكون قد استنفدنا كل ما لدينا من وسائل, نحن نقوم بتطبيق الاجراءات الوقائية طيلة الوقت بالتعاون مع مكتب حماية الاطفال و العوائل.
حزب اليمين هو حزب ذو سياسة صارمة فيما يخص سياسة الهجرة، يقول ممثله في البرلمان هورك الفينيس:
"لدينا رقم مخيف لعدد المقاتلين الاجانب مقارنة مع الدول الاخرى و مقارنة بعدد المسلمين نسبة لأجمالي عدد السكان.
رغم ذلك يجب أن تصب كل البحوث و الاجراءات في مجال العمل التوعوي و الوقائي و دمج المتطرفين في الحياة العامة لكي يخلقوا لديهم منظورا جديدا للحياة بعيدا عن الارهاب".
هؤلاء النماذج قد يشكلون خطرا على النرويج، رغم ذلك لازال يتم استقبال اللاجئين السوريين و العراقيين الجدد و القادمين من المناطق الساخنة، و يتلقون المتابعة و العلاج اللازم من الرضوح النفسية التي يعانون منها.
الموقف العربي:
لم تستقبل أي دولة عربية اللاجئين السوريين كضيوف، استثناء ذلك استقبلت كردستان عددا ليس بالقليل من اكراد سوريا. مصر و لبنان و الاردن وافقت على دخول السوريين القادرين على دفع نفقاتهم، و برروا ذلك بضعف أمكانيات بلدانهم، و تم استغلالهم بأبشع الطرق، و كثير من شاهد بيع النساء في المخيمات ولم نرى مظاهرات تجتاح الشارع العربي على تلك الرذيلة.
الخليج الثري لم يستقبل أحدا و على العكس من انتهت اقامته لم يتم تجديدها و طلب منه مغادرة البلد، و صرح نائب كويتي بقناعة كاملة : "أن سبب عدم استقبال الكويت للسوريين هو بسبب غلاء الكويت، وأن الكويت بلد عمل، وهؤلاء أناس لديهم مشاكل نفسية، و المجتمع الخليجي لن يتقبلهم". لم نسمع رائيا جماهيريا ضد هذه التصريحات.
أنا لم أسمع أن النرويج من البلدان الرخيصة ولم أسمع أن المانيا بلد كسل و تقاعس.
بما لا يقبل الشك أننا نعاني من أزمة أخلاقية حادة أصابت الشعوب كما أصابت الحكومات و الأزمة السورية العراقية هي مرآة لواقع أمتنا المتهرئ و أواصرنا المتقطعة.
مقالات اخرى للكاتب