منذ سنوات تجود قريحة النقاد والكتاب والمتابعين للشأن العراقي بمختلف التوصيفات التي تصف بها الشلة الحاكمة في المنطقة الخضراء، ولم تبخل قريحة هؤلاء بكل ما يمكن وصفه لهؤلاء الشلة لأنهم يستحقون ذلك وأكثر نتيجة لأفعالهم المخزية ورائحة فسادهم وتآمرهم النتنة زكمت أنوف كل المتابعين للشأن العراقي.
الجديد خلال الشهر الماضية ولقرب الحملات الانتخابية هي التراشق الإعلامي الوضيع لبعض الساسة ضد بعضهم الآخر من على منابر الفضائيات ومن على كراسي المسؤولية !! وياليتنا نرى هذا التراشق خدمة للمواطن المنهوب والمسلوب والمقتول بل نراه تكالبا على منافع السلطة التي لولا غفلة الزمن وغباء العراقيين لما كان هؤلاء يتمتعون بها الآن، وتابعت كما غيري تابع الكلام المخزي لنواب في البرلمان وهم يتراشقون أوضع المفردات والاتهامات فيما بينهم وكذلك بين بعض أركان الحكومة ليس خدمة للمواطن بل تسترا على مفسديهم وفسادهم وأصبح الكل يتهم الكل ولم يعرف المواطن أيَّهُم اصدق وأيَّهُم اشرف من غيره، رغم إن البديهية تقول إن الفاسد فاسد والمتستر على الفاسد يكون افسد منه وأكثر منه جرما ونحن وببركات العمايم وأبناء العم سام وغلمان آية الله خامنئي نحضى بِكَمٍ لا يستهان به من الفاسدين والمدافعين والمتسترين عليهم، وبالتالي فإننا نخلص إلى نتيجة حتمية لا مفرَّ منها تقول إن كل من يعتلي السياسة اليوم في عراق الديمقراطية الامريك- إيرانية بأنه فاسد.
كل يوم يخرج علينا احد أنصاف السياسيين ليقدم مبادرة للحل وكان صاحب المبادرة كمن يوصف نفسه بالمبشر بالجنة ولا نعرف إلى من تُقَدَّم هذه المبادرات وهم أنفسهم يتخاصمون فيما بينهم على مغانم السلطة، تارة نرى هذا المسؤول يولِم ويحتضن رؤوس الفساد العفنة ليقدم مبادرته العفنة مثله ومرة أخرى نرى ذلك المسؤول يقوم بزيارات مكوكية تكلف الدولة العراقية وخزينتها الملايين من اجل جميع السرّاق والفاسدين على طاولة اقتسام الغنيمة من جديد وكل هذه المباردات لا تحظى إلا بشيء واحد وهو الاستمرار في الفساد وحماية الفاسدين ولم نسمع منذ العام 2003 لغاية يومنا هذا أثمرت إحدى هذه المبادرات عن نتيجة مرضية وحققت أهدافها المعلنة !!.
ولمن يعرف حديقة الأمّة* من العراقيين سيرى بان من يتسكع في حديقة الأمّة اشرف من هؤلاء الذين لا يبعدون سوى بعض المئات من هذه الحديقة ... اشرف منهم لأنهم أُناس لا يتاجرون بدماء العراقيين ومصائبهم واشرف منهم لأنهم أُناس لا يتاجرون باسم الدين وباسم الحسين والحسين منهم براء واشرف منهم لأنهم أُناس مهما كانت وضاعة أخلاقهم فهي بالتأكيد لاتصل إلى عُشُرْ دناءة وخسّة هؤلاء القابعين والمتشبثين بكراسي السلطة.
وبعد كل هذا ألا تستحق هذه الحكومة أن تسمي نفسها حكومة حديقة الأمة أفضل لها بكثير من الأسماء التي أطلقتها سابقا كحكومة المصالحة الوطنية والشراكة الوطنية وغيرها من الأسماء البراقة.
ألف تحية لحكومة حديقة الأمة وعذرا لمن يقطن ويرتاد هذه الحديقة فقد وِجِدَ من هو أوضع منكم.
حديقة الأمة: لمن لا يعرفها فهي حديقة عامة تقع خلف نصب الحرية للعملاق جواد سليم في الباب الشرقي ولا يفصلها عن أسوار المنطقة الخضراء سوى جسر الجمهورية ... هذه الحديقة اشتهرت منذ أيام النظام السابق وليومنا هذا بان من يرتادها أما أن يكون لوطي أو زاني أو حرامي أو مدمن مخدرات أو يدير احد بيوت الدعارة.
عدي فاضل شفيق
chronoswt@yahoo.com