تلقينا قبل ايام وبفضول خبر الخمسون ألف مقاتل وهمي، وفي أربع فرق عسكرية فقط، أي ستة آلاف مقاتل حقيقي فقط، أو ما يسميه العراقيون ( فضائي)، لأنه غير مرئي طوال الشهر أو حتى طوال خدمته العسكرية، إلا في حالات خاصة، كاستلام نصف الراتب مثلا، لأن النصف الآخر يذهب للقائد العسكري الفاسد، المسؤول عن هذا الفضائي.
عكس الفضائيين هناك أفراد الحشد الشعبي، الذين لبوا نداء الوطن ومرجعيته الرشيدة، وذادوا عن حياض الوطن بالغالي والنفيس، وهل هناك أعز من الروح حتى تقدم للوطن؟ وهل هناك اشرف وأنبل من هؤلاء الأبطال الذين لم يستلموا لحد الآن حتى الرواتب، لأنهم جاءوا لبيع أرواحهم للوطن من دون مقابل، وليس لكسب وظيفة، واستشهد اعداد كثيرة منهم، تقلدوا فيها ارفع الأوسمة الوطنية والدينية، وكسبوا الدارين معا، وحولوا اندحار الجيش الفضائي الى انتصار عظيم، خاصة بعد احتلال داعش لثلث العراق وتهديد العاصمة بغداد.
الفضائيون هم أفراد من جيش نطامي فاسد، عبث قادته على مدى السنوات الماضية بأمن الوطن والمواطن، حتى بات الوطن على مهب الريح، فتركوا العدو الأول الفساد وداعش، واستعرضوا عضلاتهم على الاقليم بحجة عدم الرضوخ لأمر المركز معيدين سنوات خلت من الديكتاتورية والحرب الكيماوية مع المواطنين، وكذلك أصبح الجيش أداة قمع للمواطن من خلال السيطرات التي تعج بها المدن، بدلا من حماية الحدود، والتي أخذ ضباطها يتاجرون مع الارهاب، ويتفقون مع داعش ليكونوا لهم حرس بوابات الحدود؛ دخولا وخروجا.
اليوم هناك حرب شعواء على الحشد الشعبي، يقودها الفاشلون والطائفيون الذين لا يميزون الخبيث من الطيب وربما الغباء هو من يدفعهم إلى اتهام أفراد الحشد الشعبي، متناسين بذلك بأنه هو من قهر داعش وأعاد الارض، ودافع عن العرض، ويتهمونه بتفجير منازل المواطنين التي كانت محتلة من قبل داعش، أو تفجير المساجد، أو قتل المواطنين الابرياء، وللعلم أن أكثر هؤلاء الناقمون والحاقدون على الحشد الشعبي هم من سكنة الفنادق الراقية والفارهة.
حسنا فعل وزير الدفاع العبيدي حينما بدأ بتطهير المؤسسة العسكرية من فساد الفضائيين وقادتهم الخونة، وصدق حينما قال أن أفراد الحشد الشعبي منضبطون داخل المؤسسة العسكرية، وداعش هي من تفجر وتقتل الابرياء في ديالى، ومع ذلك نقول هناك انتهازيون، يتبعون طوابير كثيرة هدفهم إسقاط ما نجح به الحشد الشعبي وقواتنا الباسلة ليعيدوا أيام الفضائيين السوداء وقادتهم الخائبين.
بالتأكيد ليس عراقيا ولا وطنيا، من لا يفرق بين من يضحي بنفسه وماله من أجل الوطن ، وبين من يبيع الوطن والأرض والعرض في سبيل نفسة فقط.
مقالات اخرى للكاتب