مصر دائماً وأبداًَ وهي تحوي الآراء والمذاهب والأديان على اختلافها. وفي بلادنا تجد وترى كل شعار يرفع، تجد لكل مذهب وعقيدته حرية الرأي، فهى مجمع وتكتل المذاهب وسوق الآراء.
لم تبخل مصر يوماً ما على أحد بأن يفرض هيمنته وسيطرته على الساحة، إلاّ في حدود المعقول.
وعندما نتكلم عن الإخوان المسلمين وعن أفعالهم وتصرفاتهم في الأونة الأخيرة، إنه لأمر مخذٍ وعارٍ ومحزن لمصر، بل الأمة العربية، وكيف للجماعة تقوم وقامت بمثل هذه الأفعال والأعمال مثل الخيانة والكذب والظلم والقسوة والتخابر والقتل والخيانة والسرقة والنهب وإراقة الدماء في كل مكان.
ماذا قدمت الإخوان المسلمين لمصر والأقطار العربية منذ نشأتها وحتى زوالها؟.. لم تقدم شيئاً يذكر على الإطلاق إلاّ الخراب والدمار.
أقول لهم إن الإسلام جاء للبشرية منهجاً وطريقاً ومسلكاً متكاملاً للفكر والحياة والمجتمع والحضارة، ولم نأتي نحن كجماعة لنغير هذا الفهم والفكر والمنهج بطريقة ما، لا.. وألف لا.. فالإسلام منهج عملي وليس منهجاً نظرياً أو مثالياً، فهو منهج القرآن القائم على الأصالة والمحبة والعلاقات، وأساس العلاقات الربانية والحق المستنير للبشرية. فماذا أنتم تريدون تغيير المفاهيم والمناهج في المجتمعات؟
الإخوان المسلمين.. ألاّ تعلموا أن الإسلام جاء ليقضي على الفتن الهمجية والوحشية التي تزعمون أنها من الإسلام، جاء ليزيل القلوب وأحقانها ثم يملأها الحكمة والرحمة.
فأنتم لم تقدموا شيئاً يكتب لكم في التاريخ، أو شيئاً تلقون به ربكم وأنتم راضون، لقد فشلت وباءت كل محاولاتكم.. وإن دل على ذلك فإنه من فضل الله لحبه لبلادنا (مصر)، بل الوطن العربي والأمة الإسلامية جمعاء.
أرى أنه قد آن الأوان أن تعلموا أن الناس اليوم غيرهم بالأمس، وأن أساليب الحياة الحاضرة غير أساليب الحياة الماضية.
الإخوان المسلمين.. أنه لو جاز لكل إنسان أن يقتل أخيه الإنسان لاختلافه في رأيه أو مذهبه بصرف النظر عن الدين والدنيا لأقفرت البلاد من ساكنيها وأصبح ظهر الأرض أعرى من سراة أديم، ولم يبقى عليها من أحد.
الإخوان المسلمين.. أسألكم في أي كتاب من كتب الله تقرأون، وأي سنة تتبعون وتعلمون أن الإسلام جاء ليحمل الأصالة ما يجعل الفكر متميز عن فكر أي أمة أو جماعة. وأن الأصالة التي استمدها الإسلام هي من وحي وعدالة السماء ورسالة نبوية وكلمات عفيفة طيبة منزلة من الله.
الإخوان المسلمين.. عذرتكم وعذرناكم لو لم تقتلوا أطفال ونساء ورجال في الشوارع.
الإخوان المسلمين.. عذرتكم وعذرناكم لو لم تلقوا بالشباب من فوق أسطح الأبنية.
الإخوان المسلمين.. عذرتكم وعذرناكم لو لم تتخابروا مع الأعداء ضد بلادنا وأقطارنا العربية.
الإخوان المسلمين.. عذرتكم وعذرناكم لو لم تريقون الدماء في الشوارع وأقسام الشرطة وتحرقون هنا وهناك.
أيها الإخوان المسلمين.. عفاء عليكم وعلى إنسانيتكم ووجدانكم وعقولكم إن لم تستعملوها في بناء وطنكم، بل أوطانكم، وإني لأصارحكم أنه يخالجني أن الموت ربما هو الأفضل مما نراه الآن، كي يشمت فينا الأعداء والعالم الخارجي المتربص بنا ولنا، الذي يريد أن تتدهور بلادنا وأوطاننا وديننا ودنيانا وإنسانيتنا.. لكن لم ولن يحدث مهما طال الزمان.
عيشوا للوطن، كي يعيش الوطن فيكم، فكلنا فداء للوطن، فلوطن أغلى ثمة في الوجود.
مقالات اخرى للكاتب