استيقظ الدب الروسي من سباته رغم ان الفصل الذي نعيشه هو فصل الشتاء , الدب الروسي كان يغط بسبات عميق وطويل ضاعت خلاله دول صديقة له, العراق , ليبيا , اليمن , وكادت ان تضيع مصروعلى وشك ان تنفق سوريا .
الا اننا نعلم ان روسيا الاتحادية مرت بظروف صعبة كادت تطيح بها , مثل احداث الشيشان وجورجيا وكذلك اوكرانيا ومحاولات الغرب لزعزعت نظاميه السياسي والاقتصادي , الا ان تأتي متأخراً افضل من الا تأتي ابداً , روسيا كما يقال بالعراقي ( خربطت الغزل ) على امريكا وحلفائها , بدخول روسيا الاتحادية على خط محاربة داعش وصلنا الى الفصل الاخير للمسرحية الارهابية التي طالت فصولها وتنوعت احداثها وتعدد كذلك ابطالها , دخولها القوي هذا جعل مخرج المسرحية يسرع الاحداث لكي يصل الى غايته المنشودة ويٌضيع الفرصة على الدب الروسي الا وهي متعة الجماهير وانبهارها بجرأة وقوة وقدرة روسيا على كشف حقيقة داعش والقضاء عليها .
داعش اساساً خلق من اجل معادلة كفة الصراع العسكري في المنطقة , لان ايران بسطت ذراعيها على العراق وسوريا ولها ميليشيات مسلحة بأفضل الاسلحة وكذلك مسلحة بعقيدة ايمانية مذهبية , لذلك يفترض خلق قوى مذهبية اخرى تقابل هذه المليشيات وتوازيها بالعقيدة وبحسن التسليح فكانت داعش بكل ارهابها ودمارها , لانريد ان نعيد ونقول من هي داعش ومن يمولها ويسلحها ومن يخطط لها لان الموضوع اصبح مستهلكا ًواشبع تحليلً وتنظيراً واصبح مكشوف للقاصي والداني .
بعد ان تم فضح داعش ومن يقف خلفها بواسطة الاقمار الصناعية التي تملكها روسيا , اصبحت هذه المنظمة من الماضي لانها باتت ورقة محروقة . لكن كيف سيتم تعويض واملاء الفراغ الذي ستخلفه هذه المنظمة , وكيف سيتم معادلة كفتي الصراع بالمنطقة وخصوصا ان الهدف النهائي لهذا التنظيم لم ينجز بعد الا وهو تقسيم سوريا والعراق .
سيعملون على الدخول الشرعي بموافقة اممية من اجل تحرير الموصل !! ستتبخر داعش بين ليلة وضحاها وتكون القوة الجديدة المقترح تشكيلها هي البديل وهي من تعدل كفتي الميزان في المنطقة ,.المقترح تم الاتفاق عليه وتم ابلاغ العراق رسميا , جون ماكين ابلغ العبادي بأنهم سيرسلون 100 الف جندي من اجل تحرير الموصل, 10% من الدول الغربية و 90% من الدول الاقليمية والعربية ذات المذهب المناهض لايران وبذلك سيستبدلون 30 الف داعشي بـ 100 الف عسكري نظامي مع العلم ان الغالبية العظمى من الدواعش هم عراقيين , ضباط قدامى ومن منتسبي حزب البعث المنحل سيذوبون في هذه القوى الجديدة .
الضجة الكبيرة لدخول بريطانيا للحلف الدولي ماهي الا غطاء لعملية اكبر , اذ ان بريطانيا كانت تشارك بالحلف بثمانية طائرات وبعد الضجة الاعلامية لكامرون اصبحت ستة عشر طائرة !!!انها ليست بالشيء الكبير , لكن ماهي الغاية والغرض المنشود من هذه الضجة ؟ وحتى لاننسى معاهدة سايكس
- بيكو والدور البريطاني بترسيم الحدود المصطنعة بين الدول العربية بعد الحرب العالمية الاولى , بريطانيا هي صاحبة الاختصاص بهذا المجال ومن غيرها قادر على النصح لامريكا وحلفائها , كما ان دخولها في هذا الوقت لاجل الحصول على حصتها في المغانم التي ستحصل عليها الدول الكبرى .
نعم روسيا ستقضي على داعش , نعم ستتم عملية ارضاء الدب الروسي وبالفعل بدأت , اذ ان هنالك تنازلت حصلت عليها روسيا من الدول الغربية .
اولا : امريكا اخبرت تركيا بأن تجمد نشاطها في سوريا والعراق .
ثانيا : كيري وزير خارجية امريكا قال : على المعارضة السورية ان تتعاون مع الجيش السوري العربي من اجل القضاء على داعش .
ثالثاً: فايبوس وزير خارجية فرنسا قال : رحيل الاسد ليس شرطا للقضاء على داعش ’ يمكن ان نقضي على داعش وبعد فترة يمكن للشعب السوري ان يقرر بقاء الاسد من عدمه .
كل هذه الاحداث المتسارعة سببها الدخول الروسي المفاجئ والغير متوقع , الا ان روسيا غير قادرة على منع تقسيم سوريا والعراق كما يخطط لهما دول الغرب , فقط الشعبين العراقي والسوري يستطيعان منع التقسيم ولكن كلا الشعبين يغطان بسبات عميق يفوق سبات روسيا بكثير فمتى يستيقظان ؟ هل بعد خراب البصرة يستيقظان ؟
مقالات اخرى للكاتب