دخل إلى بيتي لتصليح بعض الأعطال في الحمامات . ادخل معه حقيبة كبيرة، بعد ان أنجز عمله وتسلم أجره فقدت منا بعض الحاجات ، التي لا يزيد سعرها عن خمسة دنانير ، حينها كان الدينار يعادل ثلاثة دولارات تقريبا . لم أطالبه بإعادة الحاجات المسروقة ولم اكلمه بعدها ، كل الذي فعلته إنني أخبرت جيراني واتصلت بكل معارفي ممن يسكنون في منطقتنا ورجوت الجميع ان يعمموا الخبر .بعد اقل من شهر اقفل محله وغادر المنطقة .
"أهل البوريات" الجدد خصوصا الساسة والبرلمانيين منهم ، الذين سرقوا العراقيين لا يحتاجون منا جهدا كبيرا ، ان لم يكن بإمكاننا إعادة الحياة لحملة إلغاء تقاعد البرلمانيين ولم يكن بإمكاننا التظاهر ، نحتاج فقط لان نعمم ونفضح كل البرلمانيين ، الذين صوتوا لمصلحة القانون ، الذي يشرعن السرقات ويخصص رواتب مرتفعة لتقاعد البرلمانيين والدرجات الخاصة.
بعض البرلمانيين ممن استجابوا لمطالب العراقيين والمرجعية ولم يصوتوا لمصلحة القانون وهم قلة عدهم ٣١ نائبا فقط . اعتقد ان بعض هؤلاء يعرفون الذين صوتوا بالضد من القانون بالأسماء ، إذا عرفنا ان كتلة متحدون لم تحضر جلسة التصويت فمعنى ذلك ان اغلب أعضاء التحالف الوطني ومن حضر من غيرهم من الكتل صوتوا لمصلحة القانون !!.
النجيفي لا يسمح ببث وقائع جلسة التصويت قطعا ، على البرلمانيين الذي امتنعوا عن تأيد القرار الإعلان عن أنفسهم..
المحكمة الاتحادية التي أنصفت العراقيين سابقا عليها إنصافهم مجددا بنقضها القانون ، الذي يخالف الدستور . على من تعهد من النواب والحقوقيين نقض القانون التوجه إلى لمحكمة الاتحادية بشكوى لغرض دراسة إمكانية نقض القانون .
لا اعرف مقدار الصلافة والقباحة اللصوصية التي صاحبت أداء اغلب النواب والساسة ، حينما أداروا ظهرهم لمن انتخبهم وللمرجعية ولتعهداتهم .
عندما كنت أقيم في تايلاند كان جاري التايلندي يعمل في التجارة ، كان بوذي الديانة . لمست منه حبه الكبيرة وتفانيه لعمل الخيرة ومساعدة الفقراء ، حتى انه كان يشرف يوميا على إطعام الكلاب السائبة بنفسه. سألته حينها عن سبب إطعامه الكلاب ومساعدته الفقراء أجاب : يعمل ذلك من اجل إراحة ضميره ومن اجل ان يرضى بوذا عنه !!!.
لماذا أدار اغلب برلمانينا ظهورهم لشعبهم وللفقراء الذين انتخبوهم وللمرجعية وللمذهب والدين !؟ .
أين هم من فعل البوذي !؟.
عندما نحن ونناجي ونحزن عندما تحل ذكرى عاهر ثورات البعث في ٨ شباط ونتذكر شمس الفقراء والأصالة والوطنية ، التي غابت باستشهاد الزعيم عفيف اليد عبد الكريم قاسم وصحبه الأخيار ، فإننا لا نقدس الماضي ولا نبكي مصرعه فقط . إننا نبكي حاضرنا ومستقبلنا وما حل بالعراق والعراقيين بعده. بعدما أصبح أحلى خياراتنا مرا علقما : فأما ان نرضى بطاغية دكتاتور يحكمنا وشلة مرتزقة يتسلطون على رقابنا ، وأما ان يكون البديل حفنة من اللصوص وأصحاب الأجندات والمرتبطين بالخارج يتسلطون علينا ، لكثرتهم يحاربون أصحاب الضمائر الحية والأجندات الوطنية !!.
عندما تتلبد أجواؤنا بحاضر مثقل بالهموم ومستقبل مظلم إذا أبقينا بإرادتنا وبأصواتنا هذا النوع من الساسة اللصوص ، عندما نئن من حاضر متعب نتوجه إليك يا سيادة الزعيم باعتبارك ورفاقك النجباء أصحاب الأيادي البيضاء الأنموذج الذي يجب ان نتذكره ونذكر به "فذكر ان نفعت الذكرى".
في ذكرى استشهادك سيدي الزعيم أخاطبك : لأنك تسكن ضمائرنا أنبك : ان من انتخبناهم من البرلمانيين جلهم لا يختلفون عن "ابو البوريات" الذي سرقني شيئا ، أنهم يسرقون الشعب ويصرون على السرقة بتشريعات يسنونها لأنفسهم بصلافة وانعدام ضمير ووجدان و"طيحان حظ" .
عشت وستبقى تسكن ضمائر الشرفاء من العراقيين سيدي الزعيم ، وتبا لمن ضربوا الشعب بوري .
قديما قالوا "هناك ذهب في فم الفجر " ، لذلك يبقى أملنا بالوطنيين خيرا
"الوطنية عقيدة والسياسة حرفة"
مقالات اخرى للكاتب