الإنسان كائن حي يسعى دائماً إلى تحقيق ذاته ومراده في حياته، وإن مصيره وأفعاله محصورة داخل إطار الدين، وهو من المفترض أن يعيش من خلال ما يفرضه عليه دينه وضميره وعمله الإنساني الذي يرضى به الله ورسوله من خلال مشواره الحياتي الدنيوي.
صور المعروف والإحسان هي أعمال حقيقية من جوهر الإنسان ونفسه، فمن خلال أعماله الخيرية تصقل معادنه، وترفع خصائص أعماله، مما تبعث في نفسه النسمة اللطيفة في نهار الصيف وشعاع الشمس الدافئ في الشتاء.
يذهب بنا الزمان والمكان من حين إلى أخر، وترى صور في المجتمع تزيدك فخراً وعزة وحباً لهؤلاء الناس الذين لم تعرفهم من قبل، تراهم يقفون مع الأخرين في أزماتهم ومواقفهم، وتراهم يعملون العمل الذي تكون فيه نواياهم خالصة لوجه الله ورسوله، وقد تتشرف دائماً أن تتعرف عليهم وتسأل نفسك: كم كنت أحب أن أرى هذه النماذج من الناس من قبل.
إن للإيمان صور ومواقف يمتحن الله فيها عباده الذين يسعون في الأرض لمساعدة الأخرين والوقوف بجانب المحتاجين وكلها صور ومواقف ذات رحمة وشفقة تعود عليهم بالخير، وهؤلاء هم أهل الخير والمعروف والإحسان الذين هم الأمجاد، وأولئك الذين نفخر دائماً بالاتصال بهم، والانتماء إليهم. وأولئك هم المفلحون.
وأرى في المجتمع صور كثيرة من أهل المروءة والمعروف والإحسان والعفة والعزة، ويزداد احترامنا لهم يوماً بعد يوم، بل ترتفع مقدراتهم وشأنهم عند رب العالمين، هؤلاء الأخذين بيد الإنسانية المعذبة في الأرض رحمة بهم وحناناً وعطفاً عليهم ألاّ وهم أصحاب المرض وأصحاب الفقر والمحتاجين والمساكين. فديننا يفرض علينا عمل الخير وأن تكون علاقتنا ببعض تتم بكل الصدق والنبل والوفاء والإخلاص حتى ننجح في عملنا في الحياة الدنيا وننجح في علاقتنا بربنا على أكمل وجه.
يقول الله تعالى: الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سراً وعلانية، فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
وتحضرني مقولة: إن الخير في الكون باقً، بل أرى الخير فيه أصلاً أصيلا.
إذاً علينا أن نتجاوب مع معاني الخير والعمل الصالح للإنسان المحتاج في الأرض، ولقد طلبنا الله عز وجل أن ننقي سرائرنا من كل سوء في معاملاتنا، وأن نحافظ على أنفسنا من كيد الشيطان وذلك بمضاعفة أعمالنا اليقظة المخلصة. وأن تكون علاقتنا بالناس على أحسن وجه وأن نخفف عنهم ألامهم وأحزانهم،
فلنعلم جميعاً أن الخير باقً وأهل الإحسان والمعروف محبتهم لا تُباع ولا تُشترى.
مقالات اخرى للكاتب