كثير من المجتمعات , وصلت الى مرحلة متقدمة من التطور والرقي , وقد تحقق ذلك من خلال أعتمادها على أدبيات الانسانية , التي تجعل من الانسان هو غايتها المنشودة , بالرغم من أن أغلبها كانت تحارب اصحاب الاحتياجات الخاصة , فقد كان افلاطون يعتبرهم ضررا على دولته المثالية , ولم يسمح لهم بالتعلم او الزواج , الا أن هذه النظرة قد تغيرت بتغير وتطور المجتمعات والتي جعلت من الانسان هو هدفها الوحيد , وهو الفرق الوحيد ما بينها وبين دول العالم الثالث التي تجعل من كرسي الحكم هو السمه البارزة لنظام الدولة .
يؤسفنا كثيرآ عندما نرى أن حقوق المعاقين قد تحولت الى مجرد شعارات , لا وجود لها على أرض الواقع , على الرغم من تجسيدها في القانون الاسمى للدولة , وتحديدآ في المادة 32 من الدستور العراقي والتي نصت على :
)ترعى الدولة المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة، وتكفل تأهيلهم بغية دمجهم في المجتمع، وينظم ذلك بقانون) .
الاعاقة هي ظاهرة تعكس التفاعل ما بين ملامح الشخص وملامح المجتمع الذي يعيش فيه , وقد سببتها الحروب المتكررة التي خاضها النظام البائد, وكذلك ضعف محاربة الارهاب وغياب الرعاية الصحية الحقيقية , والتي أصبحت نسبتها تتراوح ما بين 10 الى 12% من غالبية الشعب العراقي وحسب أخر الاحصائيات , وقد أمتهن المئات منهم " التسول " بسبب أهمال الدولة لهم .
" تمكين " التي اطلقها السيد عمار الحكيم في مؤتمر المعاقين الثالث , هي عبارة عن خارطة طريق نستطيع من خلالها أعادة دمج ذوي الرعاية الاجتماعية في المجتمع , وتقديم لهم ما يعيدهم للانخراط فيه والمساهمة في بناءة , وإن تقبل الشخص المعاق واحترام حقوقه هو السلوك الناجع في المجتمع , أمام الطاقات الكامنة التي تظهر في ظل الظروف المجتمعية الإيجابية , إلا أن رفضه والاستهزاء بقدراته كفيل بإحباط الكثير من المواهب والطاقات الإبداعية .
مقالات اخرى للكاتب