الطاغية ورئيس رومانيا الاسبق (نيكولاي تشاوشسكو)، (26 يناير 1918 -25 ديسمبر 1989)، تولى الرئاسة عام(1974)، حكم البلاد بقبضة من حديد، واتسم حكمه بالشدة والدموية، على الرغم من بعض الإنجازات في المجالات تنموية وعلمية وثقافية، حتى قامت ثورة عليه، أيدها الجيش، فهرب مع زوجته. إلا إنه لوحق ثم حوكم من قبل الشعب الروماني، وصدر عليه وزوجته الينا حكم الاعدام في أسرع محاكمة لديكتاتور، في القرن العشرين، في فترة لم تتجاوز الساعتين، أعدم وزوجته امام عدسات التلفزيون. لم يصدق العالم سرعة الاحداث المتلاحقة، والتي انتهت ب أسقاط أخر قياصرة أوربا كما كان يوصف، وللعدد الا محدود من الاجهزة القمعية، التي كانت تحت تصرفه من أجل ابقائه على سدة الحكم، وضرب كل معارضيه. وبالرغم مما تقدم الا أن ل(تشاوشسكو) انجازات تحسب له، ففي عهده قامت أكبر حملة بناء وتحديث لرومانيا، فأكتمل في غضون عشر سنوات أكبر مشروع اسكاني للمواطن، وتم تشييد أطول الطرق والجسور وأكبر المعامل، والتي وضعت رومانيا في مقام الدول الصناعية، والاهم من كل ذلك كانت اول الدول الاشتراكية الخالية من الديون، بالرغم من فقرها. لم يشفع كل هذا ل(تشاوشسكو) وحكومته، ومهد لتغيير الكثير من استراتيجيات الحكم في أوربا الشرقية، فأصبحت متطلبات المواطن في المقام الاول، وبعدها تأتي المشاريع والرؤى الحكومية، وأصبح للمواطن الصوت الأقوى والمهم في التشريعات القانونية والمجال الاقتصادي وغيرها. أعدم (تشاوشسكو) في الامس القريب وفي غضون ساعتين، مصير مرعب لكل دكتاتور او حاكم لم يراعي صوت شعبه، ومسؤوليته جسيمة، الا تتعظ حكومتنا من كل تلك الامثلة، فليراجع مسؤولينا أنفسهم ولينظروا مجمل ما قدموه في فترة حكمهم، فليس هناك إنجازات تحسب لهم ولا حريات مكفولة، بل هناك تراجع في أبسط المتطلبات، وأثبتوا عجزهم في الحفاظ على أمن الوطن والمواطن. نعيش اليوم تجربة الديمقراطية التي ان نرجو أن تكون معبرا حقيقا لصوت شعبنا العراقي، من خلال صناديق الانتخابات لتحقيق التغيير نحو الافضل، فلتكن تجربة نظيفة. فلا نود ان تتكرر تجربة رومانيا!!
مقالات اخرى للكاتب