بيوم عشرة آيار من سنة خمسة وثمانين وتسعمائة وألف حدث مالم يطرأ على بال أحدٍ منّا. كنا في الصف الثاني متوسط في مدرسةٍ ليس فيها جنس أنثى، لا مُدرّسة، لا موظّفة، ولا حتى عاملة نظافة. سبحان الله كانت عبارة عن بناية تعجّ بالذكور انقسموا الى قسمين: مراهقين يتبادلون صور ميرڤت أمين بين طيّات الكتب، وبالغين شداد غلاظ يتعاملون معنا بالعصا. بذاك اليوم الموما إليه دخل علينا صديقنا محمد دگمة بالبشارة. كنا مجتمعين بالطابق الثاني في صف المدخّنين وهو صفّ مهجور نجتمع فيه وقت الفرصة ننبّث جگاير. دخل دگمة يركض ويصيح: ابشّركم ابشرّكم، ها دگمة شكو؟ سألناه فأجاب مبتهجاً: إجتنا مدرّسة تاريخ تخبّل بدل استاذ ابراهيم المصري. وبعد أيْمان مغلّظة صدّقناه واتفقنا على خطة تتيح لنا الإستمتاع بجمال مُدرّستنا الجديدة، الأنثى الوحيدة في غابة الذكور. في الغد جلب محمد دگمة رگّة (سلحفاة) صغيرة من أجل رميها تحت أنثانا الجديدة لتنشغل بها فنُسنتر أبصارنا على جسدها وهي مطأطئة تعالج رگّة دگمة. عبّوسي الغبي رسم على الحايط قلب حب كبير و چرخه بسهم من الوريد للوريد وكتب تحته: الحب عذاب قاتل الشباب. انا كان دوري بالخطة دور الطالب الشاطر الحبّوب الّي يكسب حنان معلّمته من النظرة الأولى. بالفرصة التي تسبق درس التاريخ وبينما كنا نتبادل گُطف جگارة أشرف على الخلاص سمعنا اشارة فاضل خيسة: آريا ريا، آريا ريا. ففهمنا أن اللحظة قد حانت. طفّينا الگطف و ركضنا للصف بانتظار من سيغنينا عن تصاوير ميرڤت أمين وخطر تبادلها السرّي. دخلنا للصف وكلٌ اخذ مكانه الا محمد دگمة، بقي مرابطاً على الباب حسب الإتفاق كي يرحّب بالمُدرّسة الجديدة ويصيح بينا: قياااااااام.
طلعت الهيئة التدريسيّة من الإدارة ومن ضمنهم مدرّسة التاريخ الجديدة باتجاه حصصهم. الغريب أن دگمة باوعلهم ودخل بسرعة للصف، سد الباب بعصبيّة وگال: اسمعوا سرسريّة، الخطّة انلغت والّي يلعب بذيله انعل والديه، قالها محمد وجلس والشرر يتطاير من عينيه. لحظات ودخلت علينا المدرّسة الجديدة فكانت المفاجأة. لقد كانت الأنثى المنتظرة التي رسمنا لها الخطط هي الستّ صفيّة، عمّة محمد دگمة.. سودة بوجهك دگمة.