( اللوكي ) : في اللهجة العراقية هو الانسان المتملق الذي يحب أن يمجد ويمدح الأخرين ويثني عليهم حتى وأن كانوا فاشلين حتى ينال رضاهم والتقرب منهم لأجل مصلحة شخصية أو غاية معينة, وفي كل الاحوال هي صفة ذميمة وغير محبذة لأن صاحبها يخدع المقابل , ولايضهر له الحقيقة ويوهمه أن عمله صحيح وجميل أو هو شخصية جذابة وراقية ولكن العكس هو الصحيح .
في حياتنا اليومية في العمل او السوق او المدرسة او الجامعة , دائما" نجد هؤلاء المتملقين الذين يمجدون ويمتدحون ويثنون على رئسائهم في العمل , لكي ينالوا رضاهم , أو طالب يقول انه فاهم الدرس, وهو غير فاهم ولكنه يتملق فقط لينال رضا المعلم !, او في الجامعة وغيرها كثير , ومن المواقف الطريفة أذكر لكم هذه الحادثة عن رجل ( لوكي ) , مر على عزاء ولكنه لايعرف من المتوفي أو من هم اهل المتوفي فدخل عليهم وهو يقول ( يبو حجي العدل ياهيبة الديوان ), فقال له اهل المتوفي ( ياهيبة ياحجي عدل المرحوم منغولي )! , والكثير من هذه النماذج التي جعلت المسؤولين والسياسيين ورؤساء الدول يطغوا, ويهملوا المواطنين لأن ( اللوكية ) لاينقلوا لهم حقيقة أعمالهم ومشاعر الشعب تجاههم , وانما دائما يمتدحون ويمجدون حتى يصدق المسؤول او الشخص مايقولوا عنه وهو في بعض الأحيان ( غير مقتنع ) بما يقولوه .
ولانذهب بعيدا" عن ( اللوكية ) , فمع تطور العلم الحديث وأنتشار الأنترنت وضهور مواقع التواصل ألأجتماعي ( فيس بوك – تويتر – يوتيوب ....الخ ) , ضهر لنا ( لواكة متطورة فيس بوكية ) , وأصبح ( اللوكية ) على شكل ( كروبات ) وليس افراد !, فمنهم من ينشيء صفحة على الفيس بوك تدعم السيد رئيس الوزراء تحت أسم ( بعد ماننطيها ) , ومنهم من ينشيء كروب تحت مسمى ( أنصار مختار العصر ) , وغيرها من الأسماء كثير , وكلها تمجد وتمدح وتهلل وتطبل للمسؤول , والشعب يموت جوعا" وفقرا" وبطالة وتردي في الأوضاع وألخدمات , ولكن حين تتكلم مع أحد ( اللوكية ) تشعر وكأنك لاتعيش في العراق !, فهو يصور لك المنجزات والمشاريع والأعمار والأمان والرفاه والخيرات التي ينعم بها الشعب لاتعد ولاتحصى !, وأذا لم تكن فعلا" تعيش واقع العراق المر ( تشك بنفسك من كلامهم ) !.
أما ( لوكية ألبنات ) فؤلاء هم الطامة الكبرى في الفيس بوك , بنت تقوم بنشر كلمة واحدة وهي ( هلو ) تجد 100 أعجاب ( لايك ) و200 تعليق ( كومنت ) في دقيقة واحدة !, وأحد التعليقات يقول فيها أحد ( اللوكية ) المخضرمين ( اني انعجبت بيج من الهلو أحس رومانسية وحزينة ؟! لا بربك ) ,السر في كلمة الـ (هلو ) تحتاج الى تدقيق ربما تكون ( طلسم ) يفمهمه ( اللوكية ) ولانفهمه نحن ؟!, وتجد في المقابل شخص ينشر معلومات خطيرة أو معلومات مفيدة أو دراسة مهمة أو كلام جميل أو نقد للحكومة , ومايدور في الشارع العراقي , تجد 3 أعجابات وتعليق ( مجاملة ) له من صديق مقرب !, وألمشكلة هناك أناس يدعون أنهم مثقفون وعلى مستوى ثقافي عالي ولكن ( أنصدم بيهم ) , حين أجدهم يسيرون على خطى ( اللواكة ) مع ألبنات , نعم أن الرجل يميل دائما" للنساء , ولكن ليس بهذه الطريقة وخصوصا" وهو لايعرف عنها فقط صورة مزيفة وأسم مستعار !.
أرجوا أن نبتعد عن التملق ونقول الحقيقة ولا ( نأله ) البعض من المسؤولين أو المدراء او رؤساء العمل او ألبنات ( الفيس بوكية ) على حساب ألشباب , ونجعل لنا مبدأ ومصداقية وهدف في الحياة ونقول كلمة حق , يقول أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) : أنظر إلى ماقيل لا إلى من قال ( صدق امير المؤمنين ) .
مقالات اخرى للكاتب