Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
عقاب الآخرة
الخميس, آب 8, 2013
حسن العاني

 

لا أدري ما الذي جعلني أفكر، أن أفضل وسيلة للخروج من الضائقة المالية التي كنت أمر بها في سبعينات القرن الماضي، هي افتتاح أسواق جملة لبيع المواد الغذائية، ومثل هذه الفكرة غريبة تماما عن معرفتي وتجربتي الحياتية، وبالتالي فأنها أقرب ما تكون إلى ورقة كبيرة وخسارة مؤكدة، ويبدو أنني وقعت تحت تأثير جاري (ابو سعد) وعروضه المغرية، فقد كان الرجل تاجرا مرموقا من تجار المواد الغذائية في سوق الشورجة، وحثني على افتتاح محل للبيع بالجملة في منطقتنا السكنية، وهو الذي يجهزني بكامل احتياجات المحل، ولا أظن أن هناك إغراء أعظم من هذا الإغراء، وزاد جاري في كرمه حين اتفق معي على أن أعيد له أية بضاعة (ثقيلة) لا رواج لها في منطقتنا!
وهكذا بعت مصوغات زوجتي واقترضت من هنا وهناك، وحصلت على محل في مكان مناسب، وهيأت له الرفوف والديكورات والكهربائيات على أفضل وجه ممكن، وأبو سعد معي خطوة بخطوة، يقترح ويوجّه ويرتب، واضعاً خبرته الطويلة ولمساته التجارية على أركان المحل، حتى إذا انتهينا من كل شيء، قام الرجل جزاه الله خيرا عني وعن المحتاجين، بجلب البضاعة من الشورجة بنفسه، واستأجر عاملين على حسابه، وقمنا بتوزيع البضائع وتنظيمها تحت إشرافه، وامتلأت الرفوف بكل ما يحتاج إليه المشتري، وأبو سعد حريص على وضع ورقة بالسعر على كل بضاعة، إلى أن اعتاد على الأسعار!!
صباح اليوم الثاني، وهو أول يوم نفتتح فيه المحل (وكان ابني يساعدني بالحدود التي يقدر عليها، فهو ابن خمس سنوات)، بلغت المبيعات قرابة (85) دينارا، وهو مبلغ متواضع جدا على محل للجملة، ولكنه طبيعي في الوقت نفسه، فالمحل جديد وغير معروف، وليس لديه زبائن يتعاملون معه، وصدق تحليلي –أو بالأحرى تحليل أبي سعد- لحركة البيع الضعيفة، ففي اليوم الثاني بلغت مبيعاتنا حتى الساعة الواحدة ظهرا (178) دينارا، ووقت العصر بلغت (145) دينارا، وصار المجموع (323) دينارا، وقبيل الغروب، دخلت إحدى السيدات المحل، وراحت تقلب نظرها بين البضائع، كانت سيدة جميلة –إن لم يخدعني الماكياج- وتبدو عليها آثار الترف والنعمة، وهي تحمل بيدها حقيبة كبيرة للتبضع، ومن دون أن (تدقدق) في الأسعار –وهذا أمر لا يقدم عليه إلا الزبائن المحترمون- بدأت تملي عليّ طلباتها (لب جوز- هيل- شاي- لوز- علب لحم وأسماك وأجبان... إلخ)، وانأ، أهيئ البضاعة، وأدوّنها في (وصل) كما يفعل باعة الجملة، ووصل المبلغ إلى (92) ديناراً، فأكرمتها بالدينارين واستوفيت (90) ديناراً فقط، وكانت في غاية السعادة وهي تشكرني، وكنت أكثر سعادة، وساعدتها في حمل الحقيبة واستئجار «تاكسي» لها، وحين عدت سألني ولدي (بابا: أشو هاي المرة ما نطت فلوس الجكاير؟!)، فالتفت فورا غلى خانة السجائر، واكتشفت «10 تكات» من النوع الأجنبي مفقودة، يبلغ ثمنها (60) دينارا، وأدركت بعد فوات الأوان، أنها سرقتني في أثناء انشغالي بالوزن وتجهيز المواد، فقلت له غاضبا (ليش ابني ظليت ساكت؟)، أجابني ببراءة (بابا ما كو داعي ، ماطول حرامية، الله يذبها بالنار)!!، هززت رأسي وابتسمت حزناً، فمن أين لطفولته أن تدرك هول النار في قلبه، ثم أوضحت له، أن الحرامي يجب أن ينال العقاب في الدنيا قبل الآخرة!!


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.41024
Total : 101