ادعاء العلمانية أصبح شعارا يدل على العلم والمعرفة والثقافة وهو ليس كذلك ومن يدعيه يخدع نفسه. العلمانية تعني عدم التعامل مع الاخرين على أساس الدين او المذهب ولا تعني ان الدين والمذهب من المحرمات يجب الابتعاد عنهما.
الذين يدعون العلمانية والكثير منهم من حملة الشهادات وقسم منهم يعيش في الغرب لأسباب مختلفة يفسرون العلمانية على انها ضد الدين وهذا جهل كبير.
هؤلاء يعتقدون ان الغرب علماني وهو ضد الدين لأنهم غير مدركين ان المؤسسات الكنيسية لها تأثير كبير على الطبقة الحاكمة وعلى التعليم وعلى التشريعات هناك.
بريطانيا ام البرلمانات تراس الملكة المؤسسات الدينية فيها وتعيّن رئيس الكنيسة الأنكليكانية بتوجيه من رئيس الوزراء.
رجال الدين بدرجة Bishop تختارهم الملكة بتوجيه من Archbishop وبعد تقاعدهم مباشرة يعينون أعضاء في مجلس اللوردات أي مجلس الاعيان او السنت.
في اوربا عدد الأحزاب التي تسمى أحزاب مسيحية يفوق عدد الأحزاب (العلمانية) وكثيرا ما تفوز في الانتخابات وتترأس الحكومات. اهم سبب لعدم قبول تركيا في الاتحاد الأوربي هو معارضة بابا الفاتيكان.
في الغرب تدرّس المسيحية منذ المراحل الدراسية الاولية حتّى لغير المسيحيين وتقام الاحتفالات بمولد المسيح (ع) والمناسبات الأخرى مثل (الايستر)وتقرأ نصوص من الاناجيل. غير المسيحيين في الغرب اعيادهم غير معترف بها ودوامهم في المؤسسات اجباري في اعيادهم.
في العراق يتمتع غير المسلمين بعطلة اعيادهم وأعياد المسلمين ولا يحضرون درس الدين في المدارس.
في أمريكا يحضر اعلى رجل دين قسم رئيس الجمهورية وجورج بوش اقسم في البيت الأبيض وفي احدى الكنائس وتدرس المسيحية بالرغم من ان الدستور الأمريكي لا ينص على ذلك.
في أمريكا تأثير الكنيسة على الانتخابات والمؤسسات الحكومية والتشريعات لا يقل عن لوبي الشركات وللوبي اليهودي.
يا علمانيّ العراق:
الغرب مسيحي في كل شيء وتفسيركم للعلمانية على انها ضدّ الدين هو جهل تعتقدون انه يرفع من قيمتكم فكفّوا عن جهلكم ولكم الاجر والثواب من ولد الخايبة لأنكم (دوّختوهم).
ختاما: انا علماني بمفهوم العلمانية الصحيح.
مقالات اخرى للكاتب