الجميع يعرف بان اسرائيل تعتمد بعرض نفسها على استراتيجية (الحمل الوديع.. المعرض للتهديد).. وهذه الاستراتيجية تكسب اسرائيل مصدر قوة لها.. بل ان اسرائيل (بدون هذه الاستراتيجية).. يكون مصيرها الضعف.. فهذه الاستراتيجية تمكنها من الحصول على السلاح وانظمة الصواريخ.. والدعم الغربي.. والتعاطف الدولي..  لذلك كانت (اتفاقيات السلام.. والتطبيع) المتسارعة.. بين اسرائيل ودول الطوق.. (مثار مخاوف اسرائيل بنفس الوقت)..

     فاسرائيل بوقها الاعلامي في الدول الغربية وامريكا .. يقوم على استعراض نفسها (الحمل الوديع.. الذي تريد دول الطوق رميهم بالبحر وذبحهم.. ويريدون تدمير نصف تل ابيب.. ).. وطبعا هذه حقائق فعلا انذاك.. ولكن كانت في خدمة اسرائيل..  

    فمن البديل  عن مصر والاردن وسوريا.. ليصبح عدو لاسرائيل.. ليثر الجعجعات ضدها..  بعد ان طبعت واخرى وقعت اتفاقيات سلام مع اسرائيل واخرى لم تطلق رصاصة على اراضيها المغتصبة كسوريا في الجولان ؟؟

   (فالافضل من ان يكون العدو مجموعة دول معادية لاسرائيل تورطها بحروب استنزاف).. ليكن البديل (تنظيم مسلح).. يعلن عداءه لاسرائيل.. على شرط ان لا (تكون فصائل سنية تمثل مليار سني بالعالم).. لتكن فصائل محسوبة شيعيا.. تمثل الاقلية الشيعية المنبوذة داخل ما  يسمى العالم الاسلامي ..

  وبدل ان تكون قوة معادية سنية لديها امتداد بدولة سنية مجاورة لاسرائيل.. يكون البديل الافضل فصيل محسوب على الاقلية الشيعية.. لا تجاورها اي دولة ذات اغلبية شيعية.. فيكون محاصر ببحر سني.. وفي بطن رخوة حوله.

  وبما ان اسرائيل لديها ترسانة عسكرية وجوية ضخمة.. تحققت خلال العقود الماضية التي كانت دول الطوق تعلن عداءها الحربي ضد اسرائيل وتقدم لاسرائيل خدمة كبرى بنفس الوقت.. وكان التهديد انذاك (اجتياح بري وجوي من دول الطوق للدولة العبرية)..

  كان لا بد من تطوير قدرات اسرائيل الصاروخية المضادة للصواريخ.. فلماذا يزود الغرب امريكا بهذا المنظومات المتطورة.. اذا لم تكن معرضة لها ؟؟ فكان خير من يحقق لاسرائيل ذلك ليس صدام وصواريخه المحدودة خلال عام 1991.. بل كان حزب الله لبنان..

     فتاريخ حزب الله معروف.. بانه حقق لاسرائيل وللعالم السني معا خدمة كبرى..  .. فحزب الله هو حركة فتنوية انشقت عن حركة امل.. فمزق الشيعة انذاك.. واشتبك بصراعات مسلحة.. داخل لبنان.. و بعد ذلك هيمن الحزب ضمن عنوان (الحزب الاوحد) في جنوب لبنان وهيمن على مقدرات فقراء الشيعة بجنوب لبنان.. وبيروت.. وسخر مقدرات الشيعة لخدمة قضية سنية.. فتحالف مع حماس الفلسطينية الطائفية المعادية للشيعة بمنطقة العراق والتي اعلنت  تعطفها مع الزرقاوي وصدام. 

  والحزب حقق للوبي السني الحاكم بالمنطقة خدمة كبرى.. بعرقلة اي تقارب شيعي مع الدول الكبرى ذات القرار الدولي في العالم الغربي كامريكا واوربا.. وابقى بذلك الساحة للقوى وللدول والمنظمات السنية بالعالم.. فاضعف الكتلة الشيعية الدولية.

      بل يمكن القول حتى ما يسمى (انتصار حزب الله)؟؟ بخروج اسرائيل من جنوب لبنان.. (هو صناعة اسرائيلية بامتياز).. فحزب الله لم يحرر شبر من ارض فلسطين. حاله حال مصر التي لم تحرر شبر من ارض فلسطين عام 1973.. التي خسرتها مصر نفسها.. خلال عام1967.. فاصبح الانتصار استرداد اراضي مصرية؟؟ وليس اراضي فلسطينية..اي ضربت القضية الفلسطينية بالصميم.. علما ان جنوب لبنان اصلا.. منذ دخول الجيش الاسرائلي اليه.. لم يبني المستوطنات فيه.. ولم يعلنه جزء من اسرائيل كما فعل مثلا باعتبار الجولان جزء من اراضيه.. فماذا يشير ذلك ؟

وكانت اسرائيل بحاجة لتضخيم هذا الحزب.. فكان هذا الانتصار المزعوم.. الشبيه بتضخيم حجم صدام وقوته العسكرية .. حتى اغرى ذلك صدام باجتياح الكويت.. بالمقابل اغرى حزب الله لدخول سوريا بكل قوته.. حتى قال حسن نصر الله.. انه مستعد لدخوله هو وكامل حزب الله بسوريا)؟؟  انها المراهنة الخاسرة.. المطلوبة..

السؤال اليوم.. بعد نهاية حزب الله هذه الفقاعة.. (حشى اسم الله).. وزعيمه المنفوخ حسن نصر الله.. من سوف تصنع اسرائيل عدوا لها لتظهرها الدولة الحمل الوديع بالدول الغربية؟ هذا هو السؤال اليوم..

 والسؤال الثاني.. الذي يطرح البعض..  هل كل من سوف يقف ضد اسرائيل.. يكون (صناعة اسرائيلية)؟؟ ضمن نظرية المؤامرة ؟؟ وكيف نعرف ان هذه مؤامرة من عدمها ؟؟ هل بالنتائج ؟؟

     فماذا لو كانت تلك الحركة لم تنجح بتحقيقها اهدافها ؟؟ هل يعني انها (عميلة لاسرائيل)؟؟ ام نعرف انها مؤامرة من خلال ما قدمته تلك الحركة للمكون الذي تنتمي له.. والاستقرار الذي توفره.. والتقدم والتطور الذي تنهض به بين من تنتمي لهم.. بحيث تفقد اسرائيل القدرة على اثارة الازمات داخل ذلك المكون.. ليكون حركة ناضجة.. ولكن اي حركة تعمل على اثارة الازمات.. داخل مكونها.. هي في خدمة اسرائيل.. (طبعا اذا اخذنا اسرائيل .. باعين اعداءها)..

     مختصر القول ان نتائج سياسات حزب الله لبنان هو .. تقديم نفسه كمخالب لايران.. وورقة ضغط لصالح طهران.. بمنطقة الشام.. وبنفس الوقت.. قدم خدمة لاسرائيل في تقديم نفسه عدوا لها.. يظهر اسرائيل الحمل الوديع..وبنفس الوقت ايضا.. قدم خدمة للعالم السني.. بسياساته المثيرة للازمات التي يجرها على الشيعة.. فيضعف الموقف الشيعي بالعالم الغربي المتقدم..

ملاحظة:

(اتفاقية السلام مع مصر .. لم تتحقق لولا اجبار امريكا اسرائيل على توقيعها..).. .. وكان الضغط الامريكي يتمثل بتوفير المعلومات الكاملة عن خط بارليف للمصريين من قبل الامريكان..  بعد ان رفضت اسرائيل توقيع هذه الاتفاقية قبل تلك المعركة.. والاتصال التلفوني بين الرئيس الامريكي انذاك وغولدا مائير وما جرى بينهما وقيام غولدا مئير بالرد الغير مهذب بوجه الرئيس الامريكي.. سببا رئيسيا لتقوم امريكا بتأديب اسرائيل.. 

      واخير يتأكد لشيعة العراق بمختلف شرائحهم..  ضرورة تبني (قضية شيعة العراق).... بعشرين نقطة.. علما ان هذا المشروع ينطلق من واقعية وبرغماتية بعيدا عن الشعارات والشموليات والعاطفيات، ويتعامل بعقلانية مع الواقع الشيعي العراقي، ويجعل شيعة العراق يتوحدون ككتلة جغرافية وسياسية واقتصادية وادارية.. ينشغلون بأنفسهم مما يمكنهم من معالجة قضاياهم بعيدا عن طائفية وارهاب المثلث السني وعدائية المحيط الاقليمي والجوار، وبعيدا عن استغلال قوى دولية للتنوع المذهبي والطائفي والاثني بالعراق،.. والموضوع بعنوان (20 نقطة قضية شيعة العراق، تأسيس كيان للوسط والجنوب واسترجاع الاراضي والتطبيع) وعلى الرابط التالي: