هناك حقيقة ..  ان هيمنة اي دولة على دولة اخرى.. ليس قرارا فرديا فقط يعكس اطماع تلك الدولة.. تفعله وتنفذه (بإمكانياتها فقط).. الا ان يكون قرارا بموافقة قوى اقليمية مدعوم دوليا.. لغرض تمرير مخططات بالدولة المستهدفه بالهيمنة عليها وابتلاعها.. (بالحرب الناعمة- الهيمنة الاقتصادية "رؤوس الاموال".. والهيمنة الديمغرافية "العمالة" .. والهيمنة السياسية "دعم نظام حكم بشرط تنفيذ الهيمنة بدولته"... والهيمنية الثقافية  "المناهج الدراسية، الاعلام، المؤسسات الفنية كالافلام والمسلسلات، الصحف والمجلات...الخ).. كل ذلك يدخل في مصلحة تلك القوى والدولة الطامعة.. تسخر لهذا المخطط موارد ضخمة..  لتمريره وتنفيذه.. 

     وخاصة اذا كانت دولة تريد تصدير ازماتها خارجيا وفقيرة اقتصاديا تعيش بنسبة كبيرة من ميزانيتها على المساعدات وتواجه تضخما سكانيا واضطرابات .. وتريد ان تهيمن على دولة اخرى اقل منها سكانا واغنى منها ثروات.. وينشغل سكانها بحروب وازمات واضطرابات.. فتكون فرصة سانحة لتمرير اطماع تلك القوى وتلك الدولة التي تقدم نفسها الضامن لمصالح تلك القوى واطماعها بتلك الدولة المستهدف ابتلاعها.. مقابل دعم مالي ولوجستي لتحقيق ابتلاعها وتمرير استراتيجيتها ومخططها.

     مثال ذلك نشرت جريدة النهار العراقية.. المعروفة بولائها لنوري المالكي.. كولاء جريدة الجمهورية والثورة الموالية لصدام سابقا.. التي كانت تروج للمصريين بزمن صدام..  موضوعا خبريا بعنوان (مصر تتطلع لاستثمار 100 مليار دولار بالعراق).. بشكل يثير التساؤلات (اليس مصر اولى بهذه الاستثمارات وهي تعاني تراجعا اقتصاديا).. حتى تشير التقارير بان وضع مصر يصل خلال اشهر مقبلة لمرحلة (تصفر فيها الميزانية المصرية).. نتيجة خسائر شهرية ويومية بالمليارات..

    اضافة لذلك يكشف الخبر مخططا اقليميا ودوليا يهدف لابتلاع العراق ديمغرافيا واقتصاديا وسياسيا وعسكريا من المصريين.. بعد فشل ازاحة الشيعة من الحكم بالعراق بالمواجهة المباشرة بالعمليات المسلحة.... فتقرر تبني المخطط المصري الذي قدمته لصانعي القرار الدولي ولدول المنطقة ودول الخليج السنية.. بعنوان (هيمنة مصر السنية اقتصاديا وديمغرافيا وعسكريا على بلاد الرافدين.... لجعل الشيعة اقلية في مناطق اكثريتهم) وسط وجنوب العراق.. عبر ملايين المصريين للعراق كما كشف ذلك المالكي عن (ملايين المصريين  للعراق تحت معرف عودة العمالة المصرية).. ويعني ذلك هيمنة المصريين  عبر عنوان (رجال الاعمال والمستثمرين المصريين) على السوق الاقتصادية .. وسيطرة العمالة المصرية السنية على سوق العمل.. بتدفق وزحف مليوني مصري (فينتهي خطر الشيعة بجعلهم اقلية في منطقة اكثريتهم).. وجعل الشيعة يعملون كأجراء لرؤوس الاعمال المصرية.

حيث اعلن هشام قنديل رئيس مجلس الوزراء المصري.. ان الشركات المصرية بقيادة المقاولون العرب (التي امر المالكي قبل فترة عن تأهيلها بالعراق) مما يكشف علاقات مبهمة ومشبوه بين المالكي والاجندة المصرية؟ ستدخل مناقصات للمنافسة على مشروعات استثمارية تبلغ من 70- 100 مليار دولار ؟؟  خصصها اللوبي المصري بالعراق المتمثل بـ (قائمة دولة القانون وشخصيات ورجال اعمال من قوائم اخرى).. لما اسموه مشروعات البنية التحتية سنويا ولمدة عشر سنوات قادمة باجمالي استثمارات تقترب من تريليون دولار..؟؟؟ .. بمعنى 10% من اموال العراق سوف تهدر على المصريين مقابل مشاريع متخلفة ليس لها قيمة.. خاصة اذا ما علمنا بان مصر دولة من العالم الثالث المتخلف وليس دولة متقدمة.

  ثانيا.. والاخطر ان المالكي ونظامه المتهرئ يريد ادخال مصر بمشاريع لـ 8000 مدرسة ..  لاطفال وطلبة العراق.. فاي كارثة هذه.. ومصر معروفة بسقوط ابنيتها المغشوشة وتشتهر بذلك.. مع وجود فساد مالي واداري مهول بالعراق.. ليتأكد بان مخطط قتل مبرمج للعراقيين   بموافقة النظام المتهرئ الحاكم ببغداد.. والاقسى على القلب ان المدارس في مصر معروفة بتخلفها وسوء ابنيتها.. والعراقيين يتطلعون لبناء مدارس على الطراز والتكنلوجية الامريكية والاوربية واليابانية.. وليست المصرية المتخلفة.

ويذكر بان اللوبي الذي اسسته مصر تحت واجه (مجلس الاعمال المصري العراقي).. ويراسه مصري.. يطرح مصطلحات (علاقات استراتيجية مع العراق)؟؟ عن اي استراتيجية يتحدثون.

والمضحك ان مصر تعرض نفسها دولة صناعية في وقت هي دولة من العالم الثالث (المتخلفة).. وحتى المصانع داخل مصر هي (مصانع مستوردة من دول صناعية الكبرى بالعالم)..اي مصر ليست دولة تصنع مصانع اصلا.. حتى تعرض نفسها صناعية.

والكارثة ان ما يسمى التعاون العسكري بين العراق ومصر.. هذه الكارثة..  فهل تركنا الدول العسكرية المتفوقة بالعالم باوربا الغربية واليابان والمانيا وامريكا.. ونتوجه لدولة متخلفة مثل مصر..

والكارثة الكبرى ان مصر تعرض نفسها كذلك انها (من الممكن ان تكون مساهم رئيسي في العراق من خلال ادخال التكنلوجيا واضافة الى رؤوس الاموال مصرية ورجال اعمال مصريين للاستثمار في العراق).. السؤال هل مصر دولة تكنلوجية اصلا..  فاين التكنلوجيا من اليابان والمانيا واوربا الغربية وامريكا وكندا واستراليا ؟؟ وعن اي رؤوس اموال مصرية ورجال اعمال مصرية ومصر دولة ضمن القياس العالمي دولة فقيرة موبوءة بمرض العصر الارهاب.. وتعيش على المساعدات ؟؟ فتريد مصر تصدر ازماتها الى ارض الرافدين.