مزاعم النظام السعودي الثيوقراطي المستبد بمحاربة الإرهاب تذكرنا بصاحب معمل الذي يزعم بأنه يتبرع من أجل القضاء على الجراثيم و الأوبئة في الوقت الذي معمله هو بالذات من ينتج تلك الجراثيم و الأوبئة الخطيرة و تنشرها على نطاق واسع في العالم ..
فمن المعروف أن الأيديولوجية الرسمية للنظام السعودي تستمد " روحيتها وروحانيتها " المسمومة من الفكر الوهابي التكفيري المتشدد جدا و ذات الصبغة الدينية الفاشية القائمة على تكفير الأخر و قتله بسبب الاختلاف الديني المذهبي فحسب ..
غير إن هذا النظام الثيوقراطي المنخور والقادم من ظلمات القرون الوسطى ، لا يكتفي بذلك فقط ، و إنما يقوم ببناء مساجد و جوامع في جميع أنحاء العالم ــ إلى جانب ما تسمى بجمعيات خيرية والتي تعتبر من أكبر المؤسسات الداعمة للإرهاب ـــ ويزوّدها بشيوخ التكفير و التحريض على الإرهاب والتجنيد المنظم له عبر غسل أدمغة الشباب المراهقين و حشوها بترهات عقائدية ظلامية و مزجها بفتاوى القتل و الذبح والتدمير ضد أبناء الأديان و الطوائف الأخرى ..
فمن هنا أكاذيب و خرافة محاربة النظام السعودي للإرهاب ومزاعمه المضللة على هذا الصعيد :
فتماسيح الفكر الإرهابي الهائجة تزدحم بها مستنقعات المؤسسات الدينية و كذلك الدوائر الرسمية في السعودية والمعتمدة أصلا العقيدة الوهابية عقيدة رسمية للدولة السعودية ، وهي مثلما ــ أسلفنا ــ عقيدة متشددة وتكفيرية و ذات صبغة دينية فاشية لديها عمليات القتل و الذبح تجري بنفس بساطة شرب الماء أو الشاي !!..
لذا فإذا كان النظام السعودي جادا فعلا في محاربة الإرهاب عليه أن يجري إصلاحات حقيقية و جذرية واسعة و شاملة داخل مؤسساته الدينية و دوائره الحكومية ، و أن يجفف مصادرها الفكرية والعقائدية التكفيرية ، و كذلك ــ وهذا هو الأهم ــ أن يطهّرها من تماسيح الفكر الوهابي التكفيري الفتاكة و الكاسرة، و يطعمها بدماء شابة تؤمن بالاعتدال والوسطية ..
وهو الأمر الذي سوف لن يحدث أبدا إلا بسقوط النظام السعودي نفسه ، وهذا ما تعرفه جيدا الإدارة الأمريكية و كذلك حكومات الدول الغربية الأخرى ، غير أنها تتصرف و كأنها لا تعلم ؟!!، و وذلك حرصا و حفاظا على مصالحها الأمنية و الاقتصادية هناك ..
وبالمناسبة فقد اشتهرت الإدارة الأمريكية و كذلك حكومات الدول الغربية بنفاقها هذا و كيلها لمثل هذه الأمور و مسائل حقوق الإنسان بمكيالين ، إلى حد فقدت مصداقيتها نهائيا من هذه الناحية ..
أما إلى أي مدى يكذب ويضلل النظام السعودي الرأي العام العالمي و يخدعه بأكاذيبه السافرة على صعيد مكافحة الإرهاب فأن مقال " الغرديان " التالي يفند هو الأخر هذه الكذبة و يسلط الضوء عليها بكل وضوح وشروق :
(( ..الغارديان: القضاء على الإرهاب يقتضي وقف الدعم البريطاني للسعودية
Mon Sep 01 2014 10:05 | (صوت العراق) - أضف تعليق - السومرية نيوز/ بغداد
رأت صحيفة "الغارديان" البريطانية، أن القضاء على الإرهاب يقتضي وقف الدعم البريطاني للسعودية، لافتة الى أن علاقة الغرب مع الديكتاتوريات في الشرق الأوسط لعبت دورا "خبيثاً" في صعود الإرهاب الأصولي الإسلامي، فيما بينت أن قطر لديها "أسوأ" سجل من التعاون في مكافحة الإرهاب مع الولايات المتحدة.
وأوردت الصحيفة مقالاً لأوين جونز بعنوان "للقضاء على الإرهاب، على بريطانيا إنهاء دعمها للسعودية"، اطلعت "السومرية نيوز" عليه، جاء فيه، أن "السعودية تبرعت بمبلغ 100 مليون دولار امريكي لدعم برامج لمكافحة الإرهاب، إلا أنها وفقاً لمذكرات وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون المسربة، تعتبر اكبر ممول للمجموعات الإرهابية المنتشرة في العالم".
وأضاف جونز، أن "علاقة الغرب مع الديكتاتوريات في الشرق الأوسط لعبت دورا خبيثاً في صعود الإرهاب الأصولي الإسلامي"، مبينا أن "الحرب على الإرهاب بدأت منذ 13 عاماً، إلا أنه ما من إنسان عاقل سيهلل للنجاح الذي تم تحقيقه خلال هذا الوقت".
ولفت الى أن "التدخلات العسكرية لم تكن ناجحة بل كارثية"، موضحا أن "الكثير من البريطانيين باتوا يشعرون بأن بلادهم أقل آمناً مما كانت عليه".
وتابع جونز أن "الجهاديين المتشددين يعبثون في سوريا والعراق، إضافة الى أن ليبيا اصبحت تخضع للميليشيات الإسلامية"، مشددا على أن "نتائج الحرب على الإرهاب هو فشل يليه المصائب".
وبين، أن "السرية الموقعة من قبل وزيرة الخارجية الامريكية السابقة هيلاري كلينتون، والتي نشرتها ويكيليكس، تؤكد أن قطر لديها أسوأ سجل من التعاون في مكافحة الإرهاب مع الولايات المتحدة"، مشيرا الى أن "الغرب هو متحالف مع هذه الأنظمة عسكريا واقتصاديا ودبلوماسيا كما أن البعض منها أنظمة وحشية".
وأوضح جونز انه "في الوقت الذي يطالب فيه الغرب قطر بالتوقف عن دعم الإرهاب الدولي، فإن بريطانيا تسلح قطر الديكتاتورية بالأسلحة وتبيعها معدات وأسلحة بملايين الجنيهات الإسترلينية ".