Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
أكسير الصراحة...
الاثنين, أيلول 8, 2014
امين يونس

أحد أصدقائي ، صيدلاني مُتقاعِد ، لهُ ولعٌ شديد ، بتجريب " مُستحضراتهِ " التي يتفنَن بإختراعها .. فيُجّرِبها غالباً على نفسهِ ، وأحياناً على أصدقاءه ومعارفهِ " إذا تورَطَ أحدهم ووقع تحتَ رحمتهِ ! " . في مرّةٍ وقبلَ سنواتٍ طويلة ، خلطَ مواد كيماوية ، وقال بأن هذا المُستحضَر ، علاجٌ سريعٌ للصَلَع ، ويُوقِف تساقُط الشعر .. وحيث أنني كنتُ على أعتاب هذهِ الآفة ، فلقد أقنعَني ، مُدّعِياً ، بأن دواءهُ يفيد حتى في حالات الصلع الوراثي .. فأستعملته لبضعة أيام .. ففقدتُ ما كانَ عندي من شَعر ، ولم ينمو لِحَد الآن ! .
وكما يبدو ، فأن صديقي .. ومن خلال تعاملهِ وتجريبهِ المتواصِل ، لإختراعاته الغريبة ، على نفسهِ .. فأنهُ فَقَد الكثير من قُدراتهِ العقلية ، كما فقدتُ أنا شَعري . فقبلَ يومَين إتصلَ بي ، وطلبَ مني الحضور فوراً .. لأنهُ جّهَزَ مُستحضراً عجيباً ، سوف يفيدني كثيراً ، في كتابة مقالاتي . ومن باب الفضول فقط ، ذهبتُ . فقال : " .. انظُر ، هذا السائل العجيب ، هو نِتاج سنوات من الجهد المُثابِر . فإذا تناولتَ ملعقة كوب ، منهُ ، فأنكَ شئتَ أم أبيتَ ، سوف تكتُب ، بشئٍ من " الصراحة " ، أما إذا أخذتَ مِلعقة طعام ، فأن ماستكتبهُ ، سيكون في منتهى الصراحة وبلا رتوش ولا نِفاق ! . قلتُ له ساخراً : .. هل ستدعوهُ : شراب الصراحة ؟ يُحفَظ بعيداً عن مُتناوَل المسؤولين ، لأنه خطرٌ عليهم ؟ .. رّدَ بعصبية : .. كفى مزاحاً .. هذا إمتحانٌ لك ، فأنكَ طالما إدعيتَ أمَامَنا ، بأنك في كتاباتك صادق .. إذن جّرِب شَرابي العجيب ، إذا كُنتَ جريئاً وأميناً ، وكُنْ واثقاً أنه ، ليسَ له آثار جانبية ضّارة . أما إذا كُنتَ خائفاً من قَول الحقيقة ، فعليك الإعتراف بذلك !.
على الرغم ، من أنني ، كنتُ قد قطعتُ وعداً على نفسي ، أن لا أنجَرَ ثانيةً ، الى تخرُصات صديقي ، منذ حادثة الصَلَع .. إلا أنني قبلتٌ التحّدي ، حتى لا يقول عّني أنني خائف ! . شربتُ ملعقة كوب من هذا الإكسير السحري ، كما أحبَ صديقي أن يُسّميهِ ، وقال لي ان مفعوله يستمر لإثنتَي عشر ساعة . وكنتُ قد كتبتُ مسودات قصيرة عن بعض المواضيع ، قبل ساعات ، فأردتُ دحض إدعاءاته وإثبات ان مُستحضرهُ مُجّرَد هراء ! . فأخرجتُ القصاصات من جيبي ، وقرأتُ الأولى :
1- .. ان السبب " الرئيسي " في أزماتنا المتلاحقة ، هو المؤامرات الخارجية التي تُحاك ضدنا ، من قِبَل دول الجوار والغرب .
وبعد ساعةٍ ، أعدتُ الصياغة ، كما يلي : .. ان السبب الرئيسي ، في أزماتنا المتلاحقة ، هو فساد " بعض " المسؤولين ، في حِزبَي السُلطة .
ثم بعد ساعاتٍ ، تناولتُ ملعقة طعام كبيرة ، من الشَراب ، وبعدها ، قمتُ بتبديل الجملة ، كما يلي : .. أن السبب الرئيسي ، في أزماتنا المتلاحقة ، هو الفساد المُزمن لحزبَي السُلطة ، ونزعتهما الإحتكارية طيلة العشرين سنة الماضية .. وكذلك الفساد والضُعف الذي يعتري الأحزاب الأخرى ، وقُبولها المُخجِل ، لتهميشها وجعلها مُجّرَد ديكور . إضافةً الى إفتقار أغلبية الناس ، الى الوعي السياسي والإجتماعي ، الصحيح ، القادر على التمييز ، والمتمكن من معاقبة الأحزاب الفاسدة ووقفها عند حدها . الى جانب ، التخلُف المُزري في التعليم والرعاية الصحية ، والإفتقار الى التنمية البشرية المُستدامة .
2- .. ان إنسحابنا من بعض المُدن ، كانَ تكتيكاً ، وذلك شئٌ شائع في كثيرٍ من الصراعات .
وبعد ملعقة الكوب : .. ان إنسحابنا من بعض المُدن والمناطق ، كان هروباً .
وبعد ملعقة الطعام : .. ان إنسحابنا من بعض المُدن والمناطق ، كانَ هزيمةً مُخزِية ، وتتويجاً لسياسةٍ فاشلة بإمتياز !.
3- .. ان داعش ، وما تقوم بهِ من أفعال .. بعيدٌ كُل البُعد ، عن الإسلام الحقيقي .
بعد ملعقة الكوب : .. ان داعش وما تقوم بهِ من أفعال .. هي إنعكاسٌ لبعض التوجهات التكفيرية ، لدى قسمٍ من منظمات الإسلام السياسي ، المتطرفة .
بعد ملعقة الطعام : .. ان داعش وما تقوم بهِ من أفعال .. هي تعبيرٌ صادِق ، عن الإسلام ! .
.............................
بعد أن قرأتٌ التصليحات الناتجة عن " الصراحة " ، شعرتُ بِمدى خطورة ذلك ، فمزقتُ قصاصات الورق ، وإختطفتُ قنينة الإكسير من يد صديقي ، وسكبتُها على الأرض .. لاعناً أياهُ ولاعناً مُستحضراتهِ ، ولاعناً الذي يُصادقهُ من الآن فصاعداً !! .



مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.47774
Total : 101