لا تفرحوا كثيرا ولا تتفاءلوا فالوزير الحرامي الذي إلقي القبض عليه هو وزير الزراعة في مصربتوصية من السيسي بعدما "فاحت ريحته". في العراق رائحة فساد فاحت منذ إطاحة صدام للآن ، لكن لا وجود لسيسي ولا وجود لحسيب أو رقيب .

لم يبق للعراقيين غير انفسهم ومن خلفهم المرجعية ،اما من يأمل خيراً من سياسي عراقي أو حزب كمن ينتظر مطر السماء دولارات او ينتظر توبة مومس .

بعد لقاء للدكتور أحمد الجلبي على قناة الحرة عراق مع الاعلامي سعدون ضمد عرض مساء يوم 7/9/2015 ، وصلت الى قناعة تامة بل وصلت الى حالة يأس كبرى من أي أمل بالإصلاح ، لأنني كنت أظن سابقاً ان الفساد والمفسدين حالات فردية يمكن معالجتها كل على جانب .

سلط الدكتور الجلبي مزيداً من الضوء على ان الفساد في العراق منظومة متكاملة لها فروع وأضلاع في دوائر الدولة وفي المصارف وفي البنك المركزي وفي القضاء وووو، بينما من يحاولون محاربة الفساد أفراد أشبههم كمن يملكون مسدسات دون عتاد يجابهون بها جيوش مدججة في الاسلحة ، أوعصابات منظمة .

على الرغم من سطحية إصلاحات العبادي ، إلا ان أخطبوط الفساد والمحاصصة الذي يبدأ من رئيس الجمهورية وينتهي بأصغر منتفع من أحزاب السلطة . لقد بدأت مسيرة الالتفاف على الإصلاحات السطحية بتوجيه من "المصران الأعور" رئيس الجمهورية قبل سفره وشقيقه وشلة من الحماية والأقارب الى الحج . وجه رئيس الجمهورية استفساراً الى قضاء مدحت المحمود النزيهة جداً ! للاستفسار عن شرعية قرار العبادي باقالة نواب ريئس الجمهورية ورئيس الوزراء ، وهكذا تلتف أفعى المحاصصة والفساد على عنق الإصلاحات السطحية .

السيد العبادي في ورطة هو من وضع نفسه فيها . يريد السيد العبادي ان يرضي من حوله من شركاء الفرهود والمحاصصة ، بإصلاحات تأتي على خطى المثل الشعبي "باكة لا تحلين كرصة لا تثلمين إكلي لمن تشبعين" .

إصلاحات لا تغضب ولا تزعل اللصوص وترضي المتظاهرين والمرجعية ، لذلك لا تأملوا خيرا من العبادي ، لأنه كبل نفسه بالتوافقات التي اوصلته الى كرسي رئاسة الوزراء ، ولعدم اتكائه على سند قوي هو المرجعية والجمهور المنتفض .

ان اراد السيد العبادي ان يبدأ بداية جادة بمحاربة مافيات الفساد فعليه الاستعانة بالدكتور أحمد الجلبي ، لانه يملك على ما يبدو خارطة طريق واضحة بالاسماء والارقام والعناوين للفاسدين.

فهل سيفعل العبادي شيئا ؟.

انا شخصياً لا اعتقد ذلك .

ننتظر لنرى .

بعضهم يقول نحن بحاجة الى دكتاتور ليحارب الفساد .

هل تلد الديمقراطية دكتاتوريين ؟.

نعم لقد انجبت الديمقراطية هتلر وامثاله الكثير .

هل تنتظرون دكتاتورا يخلصكم من السراق ، ام تفضلون من يسرقكم باسم الله والدين "وضاربكم بنج مخدر قوي ".

ايهما افضل الخيار لكم ؟. ام ان سواعدكم هي من يجب ان تحسم امر اللصوص لترموهم في سلة نفايات التاريخ بانتفاضة مستمرة وعارمة .

"إنَّ في أذكياءِ المجرمين منْ لو رُبّي وعُلِّمَ لكانَ من عَباقِرةِ الدهرِ "