في الميثيلوجيا الاغريقية اشتهرت الكثير من الآلهة الاسطورية ومن بينها ثلاث آلهات حِسان أُسبغت عليهنَّ صفات الجمال والبهاء والخصوبة والنعمة وكل باعثٍ على البهجة والسرور , وعادةً ما يُمثَّلنَ في الفن الكلاسيكي بثلاث نساء في ريعان الشباب وبأبدان رشيقة يُمسكنَ بأيدي بعضهن ويرقصن بشكلٍ دائري وفي بعض الاحيان مجتمعات حاملاتٍ بأيديهن اغصاناً من الآس , يُطلق عليهن باللغة اليونانية (kharites) وباللغة الانكليزية (charites) والتي تعني المحبة والاحسان وقد يكون المعنى المذكور باليونانية له علاقة في اصل كلمة (خير) العربية .
وفي ميثيلوجيا بلاد الرافدين يوجد هناك طائر الـ(زُّو) الذي يرمز الى قوى العالم الاسفل المدمرة ورمز الشر والدمار والذي يُصًّور على شكل نسر برأس اسد حيث تذكر الاسطورة السومرية انه عندما كان (أنليل) اله الهواء يستحم في النهر باغته طائر الزو وسرق منه الواح القدر التي تعطي حاملها سلطة مطلقة على الألهة والبشر والكون , المفارقة التي يُنظر اليها في هاتين الاسطورتين انهما تركتا أثراً باقيا ومتصلاً في كل من البلاد التي نشأتا عنهما فبلاد الاغريق والتي لو ذُكرت في الاحاديث ستُذكر من بعدها اوربا بشكل عام لازالت مُستقرا لربَّات الحُسن واثارهن على تلك البلدان من نعمة وجمال وخصوبة ... الخ , اما طائر الـ(زُّو) فمازال متحكماً بقدر العراق وخيراته واثار الشر والدمار موغلة فيه , لكن طائر الـ(زُّو) ان حلَّق هذه الايام فهو يحلق بجواز سفر دبلوماسي سارقاً معه الواح من الذهب وحقائب مليئة بالدولارات .
مقالات اخرى للكاتب