صراحة، وصدق، وصمود، وصبر، أربع كلمات هجرت معرفها (ال)، لتشكل مربعاً إنسانياً، يبدأ بحرف الصاد، وتكون حياتها مفعمة بالأمل، وعدم الشعور بالعجز لأي أسباب، إنه مربع الحرية المنشودة، كما سمته الزوجة (بان يونغ)، التي تعيش مع زوجها الشرطي الضرير، في مقاطعة صينية متكونة من13 قرية صغيرة، فلم تحدث أية مخالفات منذ عشر سنوات، تساعده في ذلك زوجته القديرة (تاو)، فإستقر في صوتها الإنساني، ضمير يشع نوراً وخيراً، في قلب زوجها ومدينتها!هناك كثير من النساء في العالم، يتحملن الصعاب والآلام، وبطريق موشح بالفضيلة لتساند الزوج، وكيف الحياة مرة أخرى، فهذه الزوجة (تاو) ورغم فقدان زوجها لبصره، فإن مرض العمى لم يمنع (بان يونغ)، من أداء مهامه بالحفاظ على سيادة القانون، وتطبيقه، وإحترامه، مشيرة الى أن القدر جمعها بزوجها، ليحققا معجزة في مجال إشاعة الأمن في البلاد، حيث لم تشهد القرى الصغيرة تحت إدارتهما، أي حوادث إجرامية، فيا لهذا القدر المدهش!
الصراحة المطلقة، بشأن تعاون المرأة والرجل على ديمومة الحياة، أمر مفروغ منه، لكن عالمنا اليوم، يفرض على الأنثى أعمالاً شاقة، ورغم ذلك تشارك، وتدعم، وتساند نصفها الأخر، وتعارض دعوات التحرر الزائفة، وهي الوحيدة التي يلقى على عاتقها بناء العائلة، حيث الحجر الأساس لبناء الوطن، مع أن الواقع المريض، صنع ثقافة الذكورة، وأجبر المرأة على تقبلها وبشتى الطرق، لكن الزوجة الصينية (تاو)، سلكت طريق صريحاً واضحاً، بضرورة الوقوف مع الزوج، مهما كانت الظروف!
النجاة في الصدق، عبارة طالما رددناها كثيراً، منذ مراحل عمرنا الباكر، لندرك أن في النوايا والعمل لمرضاته تعالى، هو ما يُثلج الصدور، ويُسكن القلوب، وتهدأ الجوارح، وتنهض الضمائر، في مفاجأة عظيمة، تُخرج الرجل من الظلمات الى النور، وعليه فالسيدة (تاو)، إستخدمت الضلع الثاني من مربع حريتها، فلم ترد وجهاً ووجاهة، بل أرادت صدقاً، في الحياة مع زوجها الضرير، ليصنعا قصة النظام والأمن، في قرى صغيرة، فالعلاقة بينهما، كعلاقة السمك والماء!
الصمود ضلع مستقيم ثالث، أبدعت الزوجة(تاو) في رسمه، وإستصرخت كل تجاربها، على مدى حياتها الزوجية، وإستحضرت خبرات تعاملها الذكي مع الزوج، لتتغلب على مرضه، وجعلت من عملها معه مفخرة، لكل أبناء المقاطعة، ونتيجته سيادة الأمن، والقانون، والنظام، طوال عقود مضت ولحد الآن، بسبب صمود المرأة الرائع، فالقدرة على تحمل أعباء الحياة، لتكتب مع الشريك الآخر، أسطورة التحدي، والبقاء، والخلود، فلنعم ما فعلت (تاو) وزوجها، وليكن صمودهما، مصدر إلهام لنا ولكم!
الصبر الجميل، جل ما نتمناه من نسوتنا في عالم اليوم، المليء بالمشاكل والتعقيدات، حتى تصبح الحياة أجمل، لتكون المرأة مع الرجل ضد الزمن الصعب، وليس المرأة والزمن على الرجل، عندها سيكون البناء رصيناً آمناً، فأطلقوا العنان لصبركم، كي تستقيم الحياة، وتثمر عناقيد المسرات، بعيداً عن الحروب العائلية، وظلالها السوداء، فلا أروع من أسرة مبنية على الحب، وقد تراجعن أنفسكن بعد التمعن، في صبر هذه الزوجة العاملة المساندة، لزوجها الشرطي الأمين!
مقالات اخرى للكاتب