لغرض ذر الرماد في العيون اطلقوا عليها اسم ((الحرب الباردة)) بين الشيوعية او المعسكر الشرقي بقيادة الاتحاد السوفياتي والراسمالية او المعسكر الغربي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية والذي من المفترض ان تكون قد طويت صفحاتها الماساوية واخمدت نيران حربها العسكرية والسياسية والاقتصادية والايدولوجية الضروس بعد انهيار المعسكر الشيوعي او الشرقي وتفكك الاتحاد السوفياتي ، ولكن هذا الوهم قد تبدد الان في ظل مايجري في اكثر من بلد في العالم ، لابل اصبحت هذه الحرب ساخنة وتزداد سخونة باستمرار وقد تنذر بشر خطير قد يحرق الاخضر واليابس لو قبلت ((السيخوي ))الروسية وجنة ((الأف 16)) الامريكية ، هذه القبلة الحارقة الخارقة التي قد تبعث شرارة للخزين النووي الهائل في كلتا الدولتين الجبارتين …..
ان افرازات الحرب الباردة كانت مسوخا خطرة تبدو وكانها قد تمردت على خلقها ومصنعها وخصوصا الامريكي الذي لم يضع خطوطا حمر في صراعه ضد غريمه الشيوعي في الجانب الاخر، واول هذه المسوخ كان تنظيم ((القاعدة)) الارهابي في اافغانستان، والذي تشظى الان الى عشرات الطناطل والسعالي والمسوخ الارهابية المتكاثرة بالانشطار وخصوصا في العالم العربي الاسلامي المشبع برائحة النفط حيث برمجت هذه المسوخ من قبل المصنع الامريكي لتكون التربة النفطية افضل الاوساط والبيئات المحببة لديها والمساعدة على نمــــــــــوها ………
ومن اجل ان ينجز هذا المسخ مهماته كاملة من خلال شرذمة وافقار شعوب المنطقة لاحكام هيمنة الراسمال المعولم على ثرواتها ومقدراتها فقد ارتدت الولايات المتحدة قناع المتصدي لهذه المسوخ دفاعا عن ((الديمقراطية)) حرصا منها على الامساك بناصيتي الطرفين الارهاب ومقاومته لتتحكم في زمن ومكان واثر هذه المسوخ ، كافضل مبرر لدخول جيوشها وتدجين وابتزاز كافة القوى المناهضة للهيمنة الامبريالية الامريكية ، وهي تبث الرسائل التي تؤشرطول فترة حرب الارهاب اي طول فترة ارتهان هذه الشعوب لارادة الراسمال الامريكي وتابيد الاستغلال والقهر …..
هذا الواقع المرير والخطر استفز الغريم القديم مستشعرا بدنو الخطر من عرينه ، مما حفز لديه كبرياءه وهيمنته القيصرية والشيوعية، فانتفض الدب الروسي لياخذ دوره في هذا الصراع وليثبت قدرته على تمزيق اقنعة الراسمال الامريكي المنافس وزيف ادعائه بمحاربة ربيبه ومسخه الارهاب بكافة اشكاله ، وقدرته على اثبات كون هذا المسخ انما هو نمر من ورق سيمرغ الدب لروسي انفه في مستنقع الهزيمة، وهذا مايحصل الان في سوريا وقد يمتد ان لم يكن قد امتد حقا الى العراق وربما يتعداهما ….
هذا الفعل الفاعل الجريء للدب الروسي اثار موجة عاتية وعاصفة من الادعاءات والاكاذيب وتصيد الهنات للاساءة للقوة الروسية واظهارها بالوحشية وعدم الالتزام بحقوق الانسان مفبركة الصور ومستاجرة ، الابواق العفنة للنيل من المجهود الروسي في محاولة لافشاله وابعاد خطره المعرقل لاهدافها الشريرة في المنطقة متناسية جريمتها الطازجة بقصف مستشفى اطباء بلا حدود في مدينة ((قندوز)) في افغانستان وتسببها بمجزرة كبيرة من المرضى والاطباء في المستشفى وهذا ما لم تفعله ولن تفعله الطائرات الروسية في سوريا او غيرها ،.
ان هذا الفزع الامريكي من التخل الروسي تعاظم مع تحالف هذا الدب مع ((الاسد)) الايراني وعدم ممانعة ان لم نقل مساندة(( التنين لصيني)) والاستقطاب للقوى لاشك سيشمل قوى ودولا اخرى في العالم المناهض لاطماع الراسمال الامريكي المتوحش …
لانريد ان نتكهن بما ستؤول اليه الاحداث في المستقبل القريب اضعفها حرائق سيغطي دخانها كل دول المنطقة، واخطرها اتون نيران النووي التي ستدمر دولا وقارات بكاملها ….
من كل ذلك ندرك لماذا هملت عيون ((العم ســـــــام)) ولطم عملاؤه العرب خدودهم ، حينما ضرب الدب الروسي انف ((داعش)) وحشهــــم المدلل .
مقالات اخرى للكاتب