الأزمة ولود, والكلمة تعقبها كلمات, وقد تتحوّل إلى لكمات بوجه الشعب..بعدها تُعقد حفلات الصلح الوطنية, ولما لا يتصالحوا؟ طالما سلمت أجسادهم وجيوبهم..!
توجه السيد مقتدى الصدر بهجوم شامل على زيارة السيد المالكي إلى واشنطن, ناصحاً ومنتقداً ومحذراً, ويبدو إن السيد الصدر يسير بذات الطريق المشوش في العمل السياسي؛ أملاً بكسب المزيد, سيما إن إخفاقات عدوه الحليف, يشهد بها البيت الأبيض قبل الجميع, ولا أعتقد إن رئيس التيار الصدري كان موفقاً في تلك التهجمات لسببين: الأول, إن (الغنج) السياسي لا يمكن يستمر, وعراق اليوم ليس كعراق 2005 المليء بالمجاملات. والثاني, هو إن المالكي, لم يعد يأمل بتحالف مع الصدر بعد أحتراق أغلب أوراق الولاية الثالثة. لذا جاء الرد قاسياً بعض الشيء.
ما يؤسف؛ إن العراك عبارة عن خطاب يتضمن تملّق لعواطف مجاميع معينة, فهذا يُذّكّر بأمريكا كعدو شيطان, وهذا يشهّد على إن المعتدي هو صاحب المحاكم الشرعية التي "أنقذتكم منها"..! لعل السيد المالكي وجد الهجوم الصدري تعويضاً عن الخسارة التي تلقّاها في زيارته لأمريكا, فالهدف هو طموح البقاء, والصدر فتح باباً مربحاً لخصمه..الأزمة شيء ثمين, سيما إن أحتوت بعض الحقائق التاريخية, وهذا ما جعل بيان مكتب الرئيس يركّز على إنتصارات سابقة وصولات ضد من أسماهم "القتلة", ولم ينسى البيان الحديث المباشر مع الشعب, للتذكير, عله ينفع..!
الصدر يبحث عن ظهير, ووجد بزيارة المالكي فرصة للحديث عن (المحتل), أملاً بوجود جواب من المحور الأهم في المنطقة, بيد إنّ التطورات في العمل السياسي تعكس معها المواقف, لذا يتطلب تحلي الساسة بمرونة كبيرة.
المالكي يبحث عن شيء ما, وجدها فرصة لإثبات صحة ما قاله للبيت الأبيض مذكّراً إياهم بضربه للشيعة (الصدريين) قبل الآخرين, ولا يقيم وزناً لأيّ أعتبار, حتى لو تناقض مع دوره كرئيس وزراء..!
ما يقال هنا وهناك؛ سموم تنفث في الإجواء العراقية الموبوءة أصلاً, ولعله بداية السباق نحو نيسان المقبل!..لا أمل بحكومة أهملت الدولة والشعب, لتنشغل بمناكفات تبعاتها مكلفة, وقوى سياسية تثير شجون الذاكرة العراقية.
الراغبون بتغيير طريقة العمل السياسي قلة, وهم الجزء الأصيل من البيئة السياسية, فمن يسعى للتهدئة والحوار البنّاء يستحق أن يكون موضع ثقة الشعب.
مقالات اخرى للكاتب