Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
أوطاننا الجديدة
الاثنين, آذار 9, 2015
رباح ال جعفر

إذا كان الكائن الحي كائناً كلما جاع يضعف، فإن الشوق كائن كلما جاع يكبر. وإذا كانت قهوة محمود درويش في الغربة قد صارت جغرافيا، في قوله: ورائحة البُنّ جغرافيا. فلأن مخيمات فلسطين وخيباتها لا تختلف كثيراً عن مخيمات العراق وخيباته. 
تذبل الأوطان كما تذبل الزهور. بعض الأوطان تتحول في كثير من الأحيان إلى وسادة نوم في مقبرة، أو حقيبة سفر في مطار، أو سرير في مستشفى، أو مجرد أحلام ملفوفة بالنعوش.
هناك أوطان تصاب بالورم الخبيث. يكتشف الأطباء إصابتها بمواضع من السرطان في الخارطة لا تنفع معها مشارط الجرّاحين، ولا تشفع وسائل الطب الحديث. إنها أوطان كما البشر، تحتاج لنظرة وداع قبل الغياب الأخير.
أتحدث هنا عن شعب من النازحين، والملايين من المعذبين، واللاجئين، والذين انقطعت بهم السبل، وضاقت بهم الدنيا الواسعة بعدما تركوا بيوتهم، وغدر بهم فرسان الشعارات الدجالة، وهرب تجار الرايات في زمن الوحل والعار. هؤلاء لم يعد الوطن لديهم أكثر من خيمة في صحراء، أو ما يشبه غرفة من الصفيح داخل أسوار مقبرة. 
كلما استشعرت مأساة النازحين وعذابهم اليومي، تذكرت في معاناتهم قول الشاعر أبي نواس:
خاب من أسرى إلى بلد
غير معلوم مدى سفره
إنهم لا يعلمون كم تستغرق الرحلة، وكم ستطول بهم الإقامة في أوطانهم المؤقتة. أوطانهم الجديدة في المخيمات، وفي الكهوف، والمقابر، والمدارس، والشوارع. فلا المكارم تأتي على قدر الكرام، ولا العزائم تأتي على قدر أهلها، ولا رجال الحيّ رجالها.
الصور حزينة والأخبار قاسية. مؤلمة وصارخة. والنازحون لا يطلبون أكثر من العودة إلى بيوتهم. كلما التقيت نازحاً منهم يستعجلك السؤال بلهفة، مثل غريق يحاول الإمساك بأية قشة: 
متى نعود إلى بيوتنا؟ وكيف ستكون العودة؟ وماذا سنجد حين العودة سوى المنازل المدفونة تحت التراب، وبكاء العصافير على الذكريات القتيلة، ونوح الحمام على هدم المآذن؟! 
عندما تكون مقيماً في بيتك فانك لا تشعر بأهمية هذا البيت ولا بعواطفه، لكن ما أن تغادره مجبراً حتى يتلظى في أعماقك حنين مكبوت، حنين قاس إلى أيام خوال كانت عامرة بالأحلام. إلى عزف الربابة يشبه في آخر الليل عزف قطار. إلى قهوة فواحة برائحة الهيل. إلى ناعور ينام على ضفاف الفرات بعد طول غياب وكثرة شوق.
كان أبو الطب أبقراط يوصي بعلاج كل مريض بعقاقير من الأعشاب التي تنبت في وطنه. فكيف أذا أصبح الوطن هو المريض، ولا طبيب هنا، ولا أبقراط؟ إنها أوطاننا الجديدة من مخيمات وخيبات.



مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.40921
Total : 101