أقيم في أحد مناطق أطراف بغداد, مهرجان لأختيار ملكة جمال الماعز, وشارك في الحفل عدد كبير من الماعز وملكات جمال السنوات السابقة, وتسابق ساسة تلك المناطق لأستعرض جمالهم أمام المعزات الجميلات, عسى ان يلفتوا أنتباههن ويثيروا في نفوسهن مشاعر الحب والشبق.
الملفت للنظر أن أختيار الملكة يتم على أساس أرتفاع صوت الثغاء,(المعمعة) فكلما كان الصوت علياً, كان دلالة على أن الجمال إخذ, يضاف الى ذلك طول الأذان والقرون.
تداول وتبادل لأرقام الهواتف وروابط مواقع التواصل الأجتماعي, هو السمة السائدة في هذا الحفل, مابين الجميلات من المعزات والحاضرين من الساسة, في كل برنامج أجتماعي او مهرجان لتكريم شهداء او مبدعين اوبطولة رياضية, نجد تلك الوجه الكالحة قد أعتلت المنصات, وتتسابق في الحضور اليها ليس حبا بالمناسبة أنما من باب الظهور الإعلامي, خاصة ونحن على أبواب الأنتخابات المحلية والبرلمانية.
في أحدث تلك الصيحات والبرامج, التي باتت مدفوعة الثمن, لفت أنتباهي حضور نسوي كبير لأعضاء مجالس المحافظة والبرلمان, يعادله اويزيد عدد من رجال الساسة, الذين بدو أنيقين في كل شيء الا في نفوسهم المريضة, والخالية من حب الوطن والمواطن.
أعضاء مجالس المحافظات والبرلمان,سدد الله خطاهم وكثر من أمثالهم وسدد رميتهم فيما بينهم,في سبات عميق, وغفلة كبيرة, قد تناسوا اونسوا ما اوكل اليهم من مهام في وضع القوانين وتسير أمورالعباد, فالقوانين معطلة والمشاريع متوقفة والمواطن يعيش مابين مقلصلة الفقر والأرهاب وأنعدام الخدمات, فهم في وادٍ والناس في وادٍ أخر...
البرامج والمهرجانات الخطابية والتعارفية, ماهي الا صورة بشعة لمايحدث من فساد مالي وأخلاقي في الحياة السياسية العراقية, فالجميلات المدلالات من برلمانياتنا وأعضاء مجالس المحافظات ورجالاتها, قد أدمنوا مواقع التواصل الأجتماعي, وأصبحوا يتفاخرون ويتسابقون فيمابينهم بأستعراض صورهم في المناسبات والبرامج العامة والخاصة, والأخبار التي يتناقلونها على صفحاتهم الممولة من دماء العراقيين, غالبا ما تكون ذات تأثير سلبي على الشارع العراقي المحتقن أصلاً, فهي لاتحمل اي رسائل تطمين أنما أغلبها طائفية أستفزازية.
المهرجانات ومواقع التواصل تعج بتلك المعازالشامية, والساسة "المكنكين" والذين لافائدة ترجى منهم, فثغاء ونهيق اولئك الساسة قد صم أذاننا, وازاغ أبصارنا من صورهم البشعة في عيوننا والجميلة في عيونهم, الأنتخابات على مقربة منا وانا أوصيكم بأنتخاب تلك المعزات وهؤلاء الساسة.
مقالات اخرى للكاتب