كان يحدوني الامل بالانصاف والمساواة بين الضحية والجلاد , في اكتساب الحقوق ورد الاعتبار ورفع الظلم والاجحاف والحيف , وتطبيق القانون العراقي بشكل عادل , في اجراءات اعادة الى الخدمة الوظيفية او الشمول باجراءات التقاعد لمن يستحقها شرعا حسب القانون المعمول به دون زيادة او نقصان . لهذا قررت الذهاب الى بغداد الحبيبة , لرد اعتباري وعودتي الى وظيفتي السابقة , لكن هذا الحلم والامل اصددم بجملة معوقات وعوائق , وسلسلة اجراءات لا نهاية لها ,ودخلت في انفاق مظلمة ودهاليز وطلاسم يعجز المواطن عن حل رموزها , واخيرا تيقنت بمرارة , بان عراق اليوم يعترف بالحقوق للبعثيين دون غيرهم او سواهم , وان رد الاعتبار وتكريم ومنح الحقوق الكاملة تكون للعناصر البعثية فقط , وغيرهم يسرح في سراب ومتاهات عويصة ولا تعترف الدولة بهم , ومثلي يدخل في روتين معقد , لا يتحمله عقل الانسان مهما بلغ قوته وصبره وتحمله المناغصات . اذ يتعرض الى جملة ابتزازات مالية ليس لها نهاية , والرشوة تلعب دورا بارزا وحاسما لانجاز ابسط معاملة يحتاجها المواطن , وعدا ذلك يتعرض الى اسوأ معاملة اللانسانية , ان العهد الجديد ينتهك حقوق المواطنين دون خجل او وخز ضمير , بينما يعامل العناصر البعثية ورموز النظام السابق كمواطنين من الدرجة الاولى وغيرهم مواطنين من الدرجة العاشرة , لذا فان ازلام النظام السابق هم اصحاب الوطن ولا شريك ومنافس لهم , وهم يتحكمون في مصير ومستقبل المواطن العراقي , وهم يحملون شرعية الوطن وهم ابناء الوطن والوطن ملك لهم , لذا فان طلباتهم تاخذ طريق الانجاز دون عوائق وحواجز وتنجز معاملاتهم وترد لهم حقوقهم واعتباراتهم , دون تعقيد او اجراءات روتينية او شروط تعجيزية , اما امثالي الذين تركوا خدمتهم الوظيفية , بسبب الاضطهاد والعنف السياسي والمطاردات وحملات التخويف بالسجن والتعذيب , اذا لم تدفع ضريبة التبجيل والتمجيد الى قائد الضرورة , الذي دمر العراق وجلب الكوارث والاهوال والمحن , وحطم وخرب العراق وشعبه , وحول العراق الى حقل تجارب لنزواته المجنونة , لقد رفض الكثير من ابناء الشعب هذه السياسة الحمقاء والهمجية , وانا منهم وفضلت ترك الوظيفة والهجرة خارج الوطن , وانا على ثقة بان الظلم والدكتاتورية لن تدوم طويلا ,رغم ضريبة الدم التي دفعها الشعب طوال اكثر من ثلاثة عقود عجاف ومريرة , وان الشعب سينتصر في النهاية , ويعود الحق والعدل والانصاف ويرفع الظلم والاضطهاد ويتنفس الشعب طعم الحرية والديموقراطية والكرامة الانسانية والعيش الكريم ودولة القانون , ولم يتوقع احد بان البعث الذي طرد من الباب , يرجع من الشباك بقوة الاحتيال والخداع والدجل , فقد فازت العناصر البعثية , التي كانت تتبختر على المواطنين وتفرض ناموسها وقانونها البعثي على رقاب العراقيين وتهدد حياته ورزقه اليومي , بالزي الزيتوني , تحول هذا الزي الى ارتدى عباءة حزب الدعوة , وامتهان سياسة وصولية وانتهازية وفق مصالحهم السياسية ومنافعهم الذاتية وكسب الامتيازات التي لاحدود لها . ورغم الخيرات والجنة التي هطلت عليهم , فان حنينهم الى البعث وقائدهم يبقى في قلوبهم وعقولهم , حتى لو امتلكوا كل ثروات العراق واطنان من الذهب . انهم يعرفون كيف يغيرون جلدهم السياسي الف مرة وفق مصالحهم الذاتية , لذا اصبحوا تحت مظلة حزب الدعوة والسيد المالكي , سادة العراق ويتحكمون بمصير ومستقبل العراق , ولكن تبقى حقيقة شاخصة عند الشعب , مهما مارسوا الدجل والنفاق والتملق والعهر السياسي والمبالغة المصنعة بالدفاع عن السيد المالكي وحزب الدعوة , من اجل تمرير مخططاتهم السياسية. وان تاريخهم معروف بشكل كامل لدى غالبية الشعب , وان غربال السيد المالكي وحزبه وقائمة دولة القانون لا يمكن ان تغطي هذه الحقيقة , ولا يمكن ان تتحول الغربان المتعطشة للدماء , الى طيور مسالمة تجلب الخير والاستقرار لهذا البلد , لان مدرسة البعث عريقة وماهرة وقديرة في الخداع والتضليل والزيف والغدر والكذب والضحك على الذقون . وان العراق لايمكن ان يذوق طعم الاستقرار والبناء والحرية والعدالة ورفع الظلم والعيش الكريم , طالما ظلوا هؤلاء يحفرون لتخريب وهدم العراق واذكاء النعرات الطائفية , وطالما ظل المالكي متمسك بهم , كأنهم طوق نجاة له او بواسطتهم يحقق بما يريد من السلطة والنفوذ والمال , وطالما ظل مكتبه البعثي يتولى امور وشؤون البلاد وبيدهم القرار السياسي والتلاعب في المناخ السياسي , وطالما الفساد المالي والاداري معشعش في عقولهم وقلوبهم , انه زمن البعث الرديء , والذي اصبح المواطنين الابرياء كبش فدى لنزوات العصابات الاجرامية . واخر تصريح يؤكد هذه الحقيقة الدامغة , جاء من لجنة الامن والدفاع النيابية , التي انتقدت بشدة الاجراءات الامنية التي تشهدها العاصمة بغداد , فيما نفت ان تكون مفارز الامن المنتشرة في الشوارع قادرة على منع حدوث الهجمات الارهابية . واكدت لجنة الامن والدفاع النيابية , ان القاعدة تحصل على معلومات حساسة من ضباط كبار في مكتب السيد المالكي , الذي قالت انه يرفض ابعادهم , رغم توصيات مجلس النواب المتكررة بذلك , لذا فمن المنطقي والمعقول ان لايحترم المواطن ولايقدر قيمته الانسانية , ويظل الظلم والاجحاف والغبن سيد الموقف , اذا لم يحصل على تزكية بعثية , لتحقيق ما يريد وما يسعى اليه , ولا غرابة ان تحضى العناصر البعثية وازلام النظام السابق بالرعاية والاهتمام والتقدير والعودة الى وظائفهم السابقة بجرة قلم . لذا اقدم اعتذاري الى حزب البعث , الذي يدير الشأن السياسي العراقي من خلف الكواليس , وما السيد المالكي إلا دمية او لعبة يديرونه ويحركونه وفق رغباتهم السياسية , رغم صخب الاعلام المزيف.