مع استمرار هطول امطار الخير على مدن بلادنا ،اقامت دائرة العلاقات مع المنظمات غير الحكومية في هيئة النزاهة بالتعاون مع الجمعية العراقية للدفاع عن حقوق الصحفيين ،الملتقى التشاوري الثاني على قاعة المركز الثقافي النفطي في بغداد بمشاركة مجموعة من الصحفيين والاعلاميين ،فضلا عن ممثلي بعض منظمات المجتمع المدني الداعمة لتوجهات هيئة النزاهة ؛من اجل استكمال النقاشات والحوارات التي شهدها الملتقى الاول الذي جرت فعالياته نهاية الشهر الماضي حول اعداد الارضية الملائمة لتشكيل الشبكة الوطنية للأعلام والنزاهة التي ينظر اليها المتخصصين في موضوع النزاهة والشفافية باهتمام بالغ ،بوصفها احدى الروافد الاعلامية التي بمقدورها المشاركة في مهمة نشر ثقافة السلوك ،اضافة الى الاسهام ببناء القاعدة المادية لمشروع نظام النزاهة الوطني الذي يعول عليه في تعزيز توجهات هيئة النزاهة الرامية الى بناء وعي مجتمعي حول الشفافية والنزاهة بمقدوره مواجهة ظاهرة الفساد المالي والاداري .وعلى خلفية الحوارات المعمقة التي تخللت زمان هذا الملتقى ،تم اقرار النظام الداخلي للشبكة الوليدة بالاستناد الى طبيعة ما جرى الاتفاق عليه من اهداف عامة لهذه المؤسسة الاعلامية الوطنية الواعدة في حوارية الملتقى الاول التي تمحورت حول حزمة من المحاور ،في المقدمة منها تعميق نشاطات هذا الكيان الاعلامي الحديث مع بقية المؤسسات الاعلامية والمنظمات غير الحكومية باتجاه تعزيز روح المواطنة وترسيخ مفهوم الشفافية ،فضلا عن السعي للإسراع بإقرار القوانين الخاصة بقطاع الصحافة والاعلام ،ولاسيما قانون حق المواطن في امكانية الحصول على المعلومة .في ختام الملتقى جرى تكليف احد الزملاء بإنشاء صفحة على قناة التواصل الاجتماعي ( فيس بوك ) باسم الشبكة الوطنية للأعلام والنزاهة للتعريف بأهداف الشبكة والتواصل مع المواطنين ،الى جانب الاتفاق على اقامة ورشة عمل اخرى في الاسبوع الاخير من الشهر الجاري ،بغية اكمال الاجراءات المتعلقة بتسجيل الشبكة في دائرة المنظمات غير الحكومية .الاستاذ حسين سالم سعدون معاون المدير العام لشؤون الاعلام والعلاقات في هيئة النزاهة تحدث عن هذه التجربة قائلا :سعيا من ادارة دائرة العلاقات مع المنظمات غير الحكومية في تطوير الوعي الجمعي بموضوع النزاهة والشفافية عبر مختلف الاليات والوسائل المتاحة ،اقدمنا على التعاون مع الجمعية العراقية للدفاع عن حقوق الصحفيين حول دعم اقامة هذا الصرح الاعلامي الواعد الذي سنرتبط معه بمشاركة او ميثاق شرف ودعمه معنويا من دون اي معاونة مادية ،املين ان تتكلل جهود المشاركين في هذه الشبكة بالنجاح والسداد .من جانبه اوضح الاستاذ ابراهيم السراجي رئيس الجمعية العراقية للدفاع عن حقوق الصحفيين ان المشاركين في هذا المفصل الاعلامي قطعوا شوطا طويلا صوب اقامته عبر البحث المعمق وتنسيق الجهود وتبادل وجهات النظر مع الجهات المعنية بموضوع النزاهة والشفافية ،فضلا عن المتخصصين بهذا المجال الحيوي ،مضيفا ان اعضاء الشبكة سيواصلون عملهم من خلال تبرعاتهم الذاتية وصولا الى الارتقاء بأدائها ،وجعلها منظمة فاعلة في المجتمع الذي ما يزال يعاني من تداعيات افة الفساد التي استشرت في البلاد .وحول طبيعة عمل دائرة العلاقات مع المنظمات غير الحكومية اشار الاستاذ عبد الرسول مجيد داود مير قسم الانشطة الاعلامية فيها ان هذه الدائرة تشكل احدى دوائر هيئة النزاهة ،وتزاول مهامها بالاستناد الى الفقرة ( خامسا ) من المادة ( 10 ) من القانون رقم ( 30 ) لسنة 2011 ،وتتحدد مهمتها بما يقتضي من النشاطات التي تفضي الى تعزيز ثقافة السلوك الاخلاقي في القطاعين العام والخاص وبالتعاون مع المنظمات غير الحكومية عبر عدة وسائل ،من اهمها برامج التدريب والاتصال بالجمهور بوساطة وسائل الاعلام وغيرها .وامام هذا النشاط الفاعل لا يسعنا الا مباركته ودعوة الجميع الى مساندته وتذليل العقبات التي قد تعترض فعالياته ،بوصفه احدى الوسائل الممكنة التي بوسعها لعب دور متميز وفعال في اشاعة ثقافة النزاهة ومحاربة الفساد بجميع اشكاله
المهندس لطيف عبد سالم العكيلي / باحث وكاتب .