سوف اكون منصفا أو احاول ذلك عندما لا أقارن العراق بدولة متقدمة صناعيا وزراعيا ويتمتع بالامان والسلام لكن ,هكذا اعتقد,يحق ليّ المقارنة بين العراق وبين دولة عربية ملكية او جمهورية لا يهم لكن المقارنة تأتي من أوجه عدة بالاساس وهو ما يهمني كعراقي.
زرت ثلاث مدن مغربية الاولى التي اراها هي مراكش الاثرية والمتمعة بالاستقرار وكثرة السواح الاجانب وسكانها بحدود 3 ملايين حسب احصاء 2004,لم ارى اية مشاكسة او عراك أو تهديد لاحد سواء كان اجنبيا او مغربيا.نعم قد يُستغل الاجنبي ماديا ,كما في اية دولة عربية,لكن ليس هناك من ولم ارى او اسمع عن خروقات امنية ويؤكد ذلك موظفي الفندق.كنت ازور المتاحف والمناطق الاثرية إضافة الى المناطق الشعبية.وهناك حادثة طريفة وقعت معي وهي:كنت أصّور رجلا كهلا يحمل (بالة) من النسيج كبيرة جداعلى ظهره وصورته لكن الصور الثلاث لم يكن وجهه ظاهرا وطلبت منه ذلك لكنه رفض بأدب لكن صديقه كلمه دون الوصول معه الى نتيجة فسالني زميله في العمل من اين انت؟قلت أنا من العراق ,مرحبا ,قال لكن انت مش شيعي طبعا؟قلت انا عراقي ومسلم,قال الحمد لله مش شيعي!!!!اقول (مية هلا ) بالخارجية العراقية التي لم تستطع ان تُحسّن من وجه العراق ولو خطوة نحو الاحسن لانها ملتهية بتعينات الاحبة والاقارب منذ 2003 وليومنا هذا ولم تلتفت الى شعب العراق حيث لا يُسمح لاحد من العراقيين ان يزور دولة عربية ,ناهيك عن دولة اوروبية,لان العراقي غير مرغوب به لانه (شيعي) وان لم يكن كذلك.حاولت دخول مسجد اثري لكن سمعت صياحا ولم افهمه في البداية لكن بعد حين (ظهر الحق وزهق الباطل)ان لا يدخل المسجد غير المسلم وان كان أثريا في وقت يقول المتأسلمون ان الرسول كان يصلي في اي مكان عبادة.المدينة نظيفة بشكل يجلب الانتباه.ليس هناك بسطيات تعيق المارة وان وجدت فهي في الساحات العامة.الامن مستتب وهناك شرطة (المساعدة) لا يحملون سلاحا وانما فقط العصا لمراقبة اي تعدي على الارصفة ان وجدت او حل المشاكل والجميع يخشى المساءلة.لو اعمل مقارنة بين المدينة القديمة والمناطق الجديدة فهل فرق كبير لكن ايضا لا يمكن مقارنتها ولنقل بين مناطق بغداد وليس محافظات اخرى حيث البسطيات والارصفة الضيقة والارصفة المستهلكة والمستغلة من قبل اصحاب المحلات والمارة يضطرون الى النزول الى الشارع للسير.وكانت بغداد الجديدة ,لا اعلم لماذا تسمى بالجديدة ليومنا هذا في حين انها كأي مدينة أو حي عراقي مدمر ولكن اين بغداد القديمة هل هي ما خلف سوق الغزل أو العلاوي او مدينة الثورة او الشعب علما ان الاخيرتين وجدت في الستينات وليس قبل في حين بغداد الجديدة منذ بداية الخمسينيات لكن ترى مراكش في مدينتها الراقية وبناءها العمودي الجميل زاهية ونظيفة,وهذه "عقدتي" في العراق حيث تنعدم النظافة في اية مكان.وقد سافرت وبالقطار الذي يسير بالطاقة الكهربائية والنظيف والحديث الى الدار البيضاء لاجد مدينة جميلة والناس في كل مكان لا يعكر صفوهم احد إلا ماندر,توفر الترام واي الحديث جدا وطبيعي يسير بالطاقة الكهربائية,ومقارنة بسيطة في العراق كان ترام واي يسير على سكة وتجره الخيول في الثلاثينيات لكنه ماعدا ذلك لم يتطور هذا الترام واي العراقي بل اختفي كما اختفت الطاقة الكهربائية.اقرأ الصحف صدفة وارى ان خلية ارهابية اكتشفت في المغرب مكونة من ثلاث ارهابيين وكشفت مخططاتهم,200 مغربي بين الانتحاريين في العراق وربما يتوجهون الى ليبيا بسبب تراجع تراجع في العراق ,6000 انتحاري من تونس 2000 من السعودية و 150 من استراليا تشير الصحيفة المحلية التي كانت بين يدي وأنا اشرب القهوة مع الحليب.هذا لا يعني ليست هناك احياء فقيرة وبيوت من الصفائح لشريحة من الناس بجانب البيوت الراقية والعمارات العالية والشوارع العريضة جدا ونظافتها وتنسيقها الجمالي في مدينة سكانها حوالي 5 مليون نسمة والساحل البحري الجميل الذي يأتي اليه الالاف يوميا لممارسة الرياضة والتنزه.تأتي سيدة امامي وتقول بلهجة مغربية افهمتني ماذا تريد حيث نبهتني ان تلفوني الخلوي ظاهر من الجيب الخلفي لبنطالي فيجب ان احترس لانه بسهولة قد يُسرق.وانا اسير وافتش بين الكتب رأيت كتابا لعبدالباري عطوان اللسان الموالي لصدام ونظامه وتبريكاته بالقاعدة ومن ارسلهم وصل الى عنوان كتابه :الدولة الاسلامية الجذور-التوحش- المستقبل,على ما اظن انه نقد لتوجهات داعش الارهابية ولكن مالذي غيره تجاه السعودية التي يتهمها بمساعدة الارهاب في حين كان مرتزقا لها.بين مراكش والدار البيضاء مزارع لا تنقطع وما لفت انتباهي هو زراعة الصبار(الصبير) وظهر فلما في احدى القنوات المغربية يظهر مدى اهمية هذا النبات صحيا وتوفير اموالا لطبقة اهل المناطق الصحراوية ,وسوف لن يرى المسافر مناطق خالية من الزراعة على مدى اكثر من ثلاث ساعات سفر بالقطار.هل يستطيع المزارع العراقي الالتفات الى هذا النوع من الزراعة للصبار(الصبير) لاهميتة الصحية اضافة الى المردود المالي؟في الدار البيضاء رأيت تظاهرة الاول من أيار ورفعت شعارات تندد بالعولمة (وهي نهب لخيرات البلاد) وتعتبر (الرأسمالية المتوحشة استغلال فاحش لنهب الثروات واجهاز على القوانين والحقوق والكرامة) حيث رفع اتحاد المغربي للشغل شعاراته في المناسبة هذه وشارك الالاف من العمال ونقاباتهم في هذه التظاهرة وكانت تندد لخطوات الحكومة الارتجالية ضد حقوق العمال.
ختاما, زيارة مدتها 14 يوما رأيت بلدا بمساحة اكثر 700 الف كم مربع (العراق 445000 كم مربع)سكان اقل بقليل من 34 مليون نسمة حسب تعداد 2014(سكان العراق حوالي 33 مليون نسمة) وزرت ثلاث مدن من ضمنها الرباط يمتاز بالامن والبناء والعمل وتنظيم الطرق الخارجية والداخلية خصوصا وبتنسيق جميل على الرغم من بطالة بحدود 10% وكل الاراضي الصالحة للزراعة تكاد تكون مزروعة في البلاد وتوفر الطاقة الكهربائية بشكل كامل ,كل هذه المواصفات قارنتها بما هو متوفر في بلاد الرافدين من ماء وطاقات بشرية هائلة ومالية حيث لا يستغل غير المال لسرقته وبناء امبراطوريات مالية على حساب الشعب دون أدنى شعور بالمسؤولية وفقدان الضمير والحس الوطني أما البنى التحتية فهي مختفية والخدمات في أدنى مستوياتها وهذا ما يؤلم كل وطني عراقي.
اتمنى للعراق التقدم لكن لن يتم ذلك بايادي الجهلة طلاب المحاصصة الطائفية والقومية المقيتة سراق الشعب والوطن الذين استولوا على السلطة وانما بايادي نظيفة وكفوءة ونزيهة تبني وتعمّر وتقدّم البلاد الى الافضل وترتقي بالانسان العراقي بتمتعه الحقيقي بالحقوق والكرامة وقبوله من قبل دول العالم كأي انسان آخر دون تمييز.
مقالات اخرى للكاتب