افضل هدية قدمها السيد الخامنئي , لرد الجميل والعرفان ,للسيد رفسنجاني , الذي لعب دورا بارزا وحاسما , في توليه كرسي المرشد الاعلى او الحاكم المطلق في ايران , هو شطب اسمه من قائمة المرشحين لانتخابات رئاسة الجمهورية . وجاء هذا القرار الظالم والمجحف , لكون رفسنجاني يعتبر لاعب وسياسي محنك صعب التطويع والتطاول , وذو خبرة عميقة بفنون السياسة , من اللياقة والمراوغة والخبث الى العقل والمرونة , وكذلك يملك استقلالية الرأي والقرار السياسي , وانه لو فاز لن يسمح مطلقا للمرشد الاعلى بتجاوز صلاحياته , او وضعه كرقم سهل في جيبه او خاتم في يده , كما فعل بالرؤوساء السابقين , وان الظروف الراهنة الحرجة والحساسة التي تمر فيها ايران بحاجة الى رئيس قوي الارادة والخبرة والاستقلالية , لتخرج ايران من ازمتها السياسية والاقتصادية , ووقف التدهور المتصاعد نتيجة العقوبات الدولية , ويسمح بالمحافظة على مصالح ايران الحيوية , وان لو فاز في الانتخابات الرئاسية المقبلة السيد رفسنجاني كما اشارت الاستطلاعات قبل حذف اسمه , بانه سيعمل على استقلالية القرار السياسي ويحافظ على صلاحيات رئيس الجمهورية كاملة غير منقوصة , وبالتالي سيقوض صلاحيات المرشد الاعلى , في التحكم المطلق في كل جوانب الحياة والمجتمع , وكذلك تناول التعسف في اختيار الاسماء في قوائم المرشحين بالشطب اسماء الذين محسوبين على التيار الاصلاحي , حتى تستمر ارادة الحاكم المطلق في اختيار الاسماء المطيعة والخاملة والسهلة التي لا تعارض قرارات المرشد الاعلى , والمعدة سلفا في اختيار احدها وفق مشيئة ورغبة المرشد الاعلى , وخاصة وان الانتخابات السابقة , التي جاءت بفوز محمود احمدي نجاد مرة ثانية , عن طريق التزوير والتلاعب بنتأئج الانتخابات . وقد اعترف مؤخرا الرئيس المنتهية ولايته نجاد , بان الامور تجري في ايران من اكبرها الى اصغرها وفقا لاوامر وقرارات المرشد الاعلى , ونتذكر اندفاع الملايين من الشعب الايراني في ثورة غاضبة الى الشوارع ضد تزوير نتائج الانتخابات الرئاسية التي جاءت بالسيد نجاد التي حولته من خاسر في الانتخابات الى الفائز بها بالضد من ارادة الناخبين , حتى يتيح للمرشد الاعلى ان يستمر في سياسية تكميم الافواه وممارسة نهج الارهاب السياسي والفكري والتلويح بحبال المشانق , وجر البلاد الى مغامرات لاتحمد عقباها وعواقبها الوخيمة على الشعب الايراني , وممارسة اسلوب التدخل الفج في الشؤون البلدان المجاورة بشكل سافر ليس له حدود , وابقى المجتمع والحياة على الانغلاق الديني المتعصب , بينما معدلات الفقر تقفز الى الاعلى بشكل جنوني وخنق حرية الرأي والتعبير . وقد اشار الى هذه الحالة المأساوية بوضوح المفكر الاسلامي البارز ( احمد القبانجي ) في احدى مقابلاته الصحفية , بان ( ولاية امر المسلمين في ايران , سياسية ولا تمت للحقيقة والعرفان بصلة ) وكذلك اشار بان ( من غير الصحيح اطلاق تسمية ولي الله على المرشد الاعلى في ايران علي خامنئي , لان اوليا الله لا يعرفهم إلا الله ) جاء ردا منطقيا ومقبولا على بعض رجال الدين , الذين وضعوا خامنئي في منزلة ولي من اوليا الله المعصومين , وانه من الاجحاف والظلم ومجافات للحقيقة والدين ان تطلق هذه التسمية جزافا على شخص يمارس الارهاب والاستبداد وخنق الحريات العامة , انه استغلال للدين بشكل سيء , والمتاجرة به .. مما يذكر بان المفكر الاسلامي ( احمد القبانجي ) اعتقل في اثناء زيارته الى عائلته المتواجدة في ايران , رغم انه لا يحمل الجنسية الايرانية , فقد تعرض الى السجن ووجهت له تهمة انكار مبادئ الدين الاسلامي وولاية الفقيه , وبسبب هذا التعسف الظالم بالارهاب الفكري السافر , نظمت حملات تضامن واسعة النطاق من المثقفين والكتاب والناشطين في منظمات المجتمع المدني , وازاء تهاون وتجاهل الحكومة العراقية المريب والمشبوه , في الدفاع عن مواطن عراقي يتعرض الى البطش والسجن بتهم باطلة غير قانونية ولا شرعية , سوى خنق حرية الرأي والتعبير , وبفضل نشاطات الحملة التضامنية الواسعة , التي اجبرت الحكومة الايرانية الى اطلاق سراحه.