ان وصول منتخب الشباب الى المرتبة الربع النهائي , يمثل ملحمة بطولية رائعة يصنعها ليوث الرافدين , وتعد انجازا تاريخيا يسجل للمرة الاولى , في تاريخ الرياضة العراقية . ان وصولهم الى المربع الذهبي , جاء باندفاع وروح عراقية اصيلة , تتمثل بمعاني التحدي والصمود والعزيمة والثقة بالنفس , ومجابهة الصعاب بشموخ وكبرياء وغيرة عراقية اصيلة , هذه الجسارة العراقية ,هي مجد العراق المفعم برايات النصر , وهي احدى الخصال التي توارثها ابناء الوطن منذ قرون طويلة من مجد حضارة وادي الرافدين , وبذلك ليس غريبا على ليوث وفتيان العراق الابطال , ان يقدموا عروض كروية جميلة ومتناسقة . حازت على عجاب وتقدير الرأي العام العالمي ومحبي الرياضة . ولم يكن يتوقع احد من ليوث العراق , هذا الاعجاز الرياضي , في التأهيل الى النصف النهائي , لعدة اسباب ومبررات منها ضعف الامكانيات المادية والمعنوية , لكن الروح الشبابية العراقية تخطت الصعاب , وهاهم يصنعون لوطنهم الملاحم البطولية , والتي وحدت العراقيين من مختلف الطوائف والملل على الهتاف للوطن والهوية العراقية , ويفرشون الفرحة والابتهاج والهوسات واغاني والاناشيد الوطنية التي زغردت بها الحناجر , واعادت الروح الوطنية الاصيلة , وليس الترنم بالاناشيد الطائفية , التي دمرت العراق , ومزقت الوحدة والنسيج الوطني , وزعزعت اللحمة بالخلاف والانقسام والتخندق الطائفي , حولوا رايات الوطن الى رايات طائفية , وجعلت العراق يمر باحلك مرحلة صعبة وحرجة , بتصارع الاطراف السياسية واحزابها الطائفية على الغنائم والسلطة والنفوذ . ولم تفكر لو مرة واحدة هذه الكتل السياسية المفتونة بالخطاب الطائفي , ان تدخل الى قلوب العراقيين مظاهر الفرحة والابتهاج والسرور , والعزيمة على بناء المستقبل بثقة واصرار , بل انها عودتنا على تجرع الاتراح والاحزان والاحباط , والخوف من المصير ومن المستقبل المجهول . بينما فريق الشباب الابطال , الذي يمثل في صفوفه كل اطياف الشعب العراقي , واستطاع بوحدتهم وحبهم للوطن , ان يسجلوا الانتصار تلو الانتصار , بحيث جعلت ملايين العراقيين يتطلعون الى البشرى العظيمة . لقد قدم شبابنا ليوث العراق , درسا بليغا الى الاحزاب الطائفية , بان الفرقة والانقسام والتشتت والتعنت الطائفي , يجر على الوطن الهزائم والمصائب والمحن . بينما التوحد وتوحيد الصفوف , يجلب الانتصار تلو الانتصار والامان والاستقرار . لذا على هذه الاطراف السياسية التي بيدها الحل والربط , ان تنزع ثوب الطائفية المشؤوم , وتلوذ بعباءة الوطن والهوية العراقية , عندها ستفتح الابواب والنوفذ للانفراج من الازمة التي يمر بها الوطن , ان ليوث العراق حققوا اعجازهم الرياضي بوحدتهم وحب العراق.