تعاقبت على العراق عدة أنظمة وحكومات منذ عام 1920 الى الحكم ألبعثي الذي استمر أكثر من ثلاثة عقود ونصف، حيث دخل البلد في دوامة الحروب والدمار والبطش والتسلط على أرواح الناس وجميع مقدرات البلد، وخاض حرب ثمان سنوات على الجارة إيران خلفت ورائها أفواجا من الأيتام، والأرامل، ومئات الآلاف من الشهداء الذين التحقوا ببارئهم العلي القدير شاكين إليه ظلم وجور السلاطين. وكذلك في اجتياح واحتلال الجارة الأخرى الكويت في عام 1991 رغم ان هذا الاحتلال لا يتجاوز عمره عدة شهور، لكنه اشد وطئه من الأول حيث انقلبت عليه الطاولة والرأي العربي والدولي، ثم ادخل العراق في إنفاق مظلمة ومهلكه ومنها البند السابع وتحت وصاية الأمم المتحدة، وتحمل الحصار المفروض عليه بسبب همجية السياسة البعثية، وعاش العراق أقسى مرحله في تاريخه منذ عام 91 الى 2003 حيث ذاق الشعب أنواع المرار في تلك المرحلة، حتى توفي بين ليلة وضحاها أكثر من مئة طفل، والكثير من التشوهات الخلقيه والعاهات الجسدية نتيجة نقص الأدوية والمستلزمات الطبية، وكذلك الإمراض المزمنة والنفسية، ومن ثم فرضت علينا البطاقة التموينية التي جلبت في مفرداتها أعلاف الحيوانات، والمواد الاكسباير وصارت عبئا كبيرا على المواطن، وصارت جزء مهم في حياة الفرد العراقي وعامل أساس للدخول في صفوف حزب البعث، وخلاف ذلك تلغى البطاقة التموينية ويلاحق من قبل النظام، ويمنع من تسيير اي معامله في دوائر الدولة. اما في شهر الرحمة والغفران والتوجه الى الله سبحانه، وبقلوب حملت مرارة الحياة وأياما فتحت فيها أبواب السماء لاستجابة الدعاء، وكبلت فيها شياطين السماء ليفسدوا بعدهم في الأرض أبناء الطلقاء ويفروا (اي يثقبوا الدملة) دملتة في قلوب البؤساء، ويتكرمون على شعبا بفتات قصعهم ويتبجحوا بها على كل عائله (دجاجة واحدة في شهر رمضان ) كل هذا في بلد يطفوا على ثاني اكبر احتياطيه في العالم من البترول، وصاحب الأرض الخصبة، والمراقد المقدسة، والسياحة الدينية. وبعد ذلك لا يذهب ذكرهم من أذهان الشعب وسوف ينالوا لعنة الدعاء في هذا الشهر الفضيل. اما بعد التحول الذي جرى في البلاد من نظام دكتاتوري الى نظام ديمقراطي لابد ان يكون تحسن كبير، وواضح في جميع المجالات مثل الأمن، والصحة، والخدمات، والسكن، والحالة المعيشية، وجلب كافة مفردات البطاقة التموينية، سئمنا من الحديث في الديمقراطية والتباكي على حقوق الشعب، هل حقوق الشعب في ظل الديمقراطية الجديدة (ربع كيلو عدس )؟؟؟ بلا شك ان سقوط البعث ببركة دعاء هذا الشهر الكريم، حينما ينبه الناس بإعطائهم هدية رمضان (دجاجة) وعلى الحكومة اليوم ان تعي خطورة دعاء المظلومين في هذا الشهر الفضيل، وتلغي (ربع كيلو العدس) حتى لا يلعنهم الشعب بعدد حبات العدس ويكن سبب في إسقاطهم كالأوليين...
مقالات اخرى للكاتب