تعددت الأسباب"، والاغتيال واحد"، إن مفهوم الاغتيال يعد من المفاهيم الإجرامية، والانتقامية، ويدل على نذالة، وخست فاعلية؛ كونه يتصف بالغدر، والخيانة، وعدم مواجهة الأمور، والحقائق بشكل صريح، وواضح، ويدل هذا الأمر على إفلاس التيار، أو الجماعة؛ التي مولت، وروجت، وساندت هذا المفهوم الغير أخلاقي.. إن مفهوم الاغتيال لا يعد فقط بالقتل، واستباحة الدماء، وإنما كثير من الأمور تتعرض الى الاغتيال؛ تارةً يأتي الاغتيال ضد شخصاً يحمل مشروعاً، ورؤية واضحة، ويمتلك أبجديات الحل، ومفاتيح الأبواب نحو الأفق الرحب؛ الذي غلقت أبوابه ساسة الفنادق منذ 2006، وتارةً أخرى تغتال الكلمة، التي تريد ان تؤسس نظام ديمقراطي.. خير دليل على ذلك ما تعرض له المجلس الأعلى بعد اغتيال قائده السيد محمد باقر الحكيم( قدس) إلى عدة اغتيالات، تارةً يأتي الاغتيال للرموز البارزة في هذا التيار، وتارةً أخرى تأتي إلى نسف المشروع؛ الذي قدمت من أجله عشرات القرابين من علماء، ومفكرين، وأساتذة، ومجاهدين؛ حتى أراد البعض أن يجعله خارج الكابينة الحكومية، والسياسية.. هذه الممارسة القذرة، التي يمارسها بعض المحسوبين على الكابينة السياسية الشيعية، والذي اظهروا فيها الوجه الاخر للسياسة، ومارسوا من خلالها الحقد، والبغضاء، والكراهية، ونصب العداء للأخرين من أجل تخطئتهم، والتشكيك في عملهم، ومشروعهم، وقدرتهم على قيادة البلاد؛ حتى تعود عجلة الوقت، وإعادتهم إلى مواقعهم، قبل 30 نيسان من العام الجاري.. وصولاً إلى حكومة السيد حيدر العبادي، الذي تشكلت بمباركة معظم الكتل السياسية، والشخصيات الدينية، والقوى الوطنية، وكسبت أعلى درجات الدعم الدولي، والإقليمي؛ التي لم تكسب هذا الدعم الهائل الحكومات المنصرمة، حيث بدأت خفافيش الظلام، والمتسكعين خلف أبواب المناصب، والفخامات؛ بسحب أخطاء الحكومات السابقة، والمطبات التي وقعت فيها، إلى الحكومة الجديدة.. فقد تعرضت الكابينة الحكومية منذ الوهلة الأولى، إلى محاولة اغتيال كبرى، كادت أن تنسف العملية السياسية برمتها، من قبل تجار المناصب، والمراهقين، وستستمر هذه المحاولات الدنيئة، طيلة الأربع سنوات المقبلة؛ حيث وضع البعض قدم في تشكيلة الحكومة الجديدة، ونال امتيازات كبيرة، والقدم الأخرى في المعارضة، وضرب العملية السياسية من الداخل.. لا شك إن الخيانة، التي تأتي من المقربين أشد إجراماً، وأكثر إيلاماً من الأعداء؛ كونها جاءت ممن يعرف مصدر قوتك، ومكامن ضعفك، ومستغل طيبتك، وعفوك، وهذا ما نراه اليوم من الذين رسموا إلى أنفسهم صورة المهمشين، وتسلقوا الإعلام، وصفحات التواصل الاجتماعي؛ من أجل أن يعيدوا سيناريوا، ويمثلوا دور المهمشين بعد2003..!!
مقالات اخرى للكاتب