في الثامن عشر من الشهر الماضي اعلن مجلس الوزراء قراره القاضي بمنح جميع الفقراء قطع أراض سكنية مساحة الواحدة 150 متراً مربعاً ستوزع في بغداد والمحافظات على شكل دفعات ، طبقاً لضوابط سيتم الإعلان عنها لاحقا ، لمنع حالات الاحتيال والالتفاف على القانون على حد تصريح المستشار الإعلامي لرئيس الحكومة علي الموسوي :" اعتمدنا آليات لا نريد الحديث عنها ، من اجل حصر عدد الفقراء لشمولهم بقرار مجلس الوزراء القاضي بمنحهم أراضي سكنية لجعل عمليات الاحتيال والالتفاف علي القانون في اقل ما يمكن ، لمنع غير المشمولين من الاستفادة منه ، بالرجوع إلى بيانات وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ، ووزارات أخرى ، وكذلك من يتسلم مساعدات من الدولة ، وحصل تدقيق بهذا الأمر قبل إصدار القرار ، وقريبا سيتم تنفيذه بشكل عملي على الأرض"
أعداد كبيرة من العراقيين يسكنون في العشوائيات ، وفي ظروف معيشية صعبة ، اغلبهم لا يمتلك الدخل الثابت ، وهؤلاء في عداد المنسيين ، يعانون انعدام الخدمات وانتشار الأمراض ولكنهم يحتلون الواجهة في مواسم الدعاية الانتخابية ، وسبق لمنظمات دولية ان التقت بتلك الأُسر، ووثقت معاناتها بأشرطة مصورة اخذت طريقها الى وسائل الإعلام ، وبعض المسؤولين شكك بتلك التقارير، وقال ان هذا الوضع من المستحيل ان يكون في العراق ، وماعرض من مشاهد مجرد صور حالات في مدن أفريقية ، مازالت تعيش في مرحلة العصور الحجرية ، وليس في انقاض معسكر الرشيد ، وأحياء أخرى تقع بالقرب من منطقة معامل الطابوق في اطراف الرصافة من العاصمة بغداد .
الخشية من حصول احتيال والتفاف على القانون ، بحسب تصريح المستشار الموسوي أمر وارد جدا ، والجهات المعنية هي الوحيدة القادرة على منع حصول تلك الحالات ، وحرصها في تنفيذ القرار غير خاضع للتأجيل ، انطلاقا من إعلان رئيس الحكومة سعيه على توفير اكثر من مليوني قطعة ارض سكنية لمن يستحقها لكي يشهد العراق وحلال مدة زمنية قصيرة القضاء نهائيا على أزمة السكن .
أمانة بغداد هي الأخرى تمتلك البيانات الدقيقة عن أعداد الساكنين في العشوائيات والمتجاوزين على أراضي الدولة ، ولطالما أعلنت تعطيل تنفيذ مشاريعها ، وعزت الأسباب إلى ضعف الإجراءات الحكومية في حل هذه المشكلة ، فضلا عن استخدام مشكلة المتجاوزين ورقة سياسية من قبل بعض القوى ، وبدورها طالبت الأمانة بشمول المتجاوزين بقرار مجلس الوزراء لكي تباشر بتنفيذ مشاريعها المعطلة ، على حد قول مدير الدائرة الإعلامية حكيم عبد الزهرة :"
"نحن جهة خدمية نلاحظ ان بعض التجاوزات سببت لنا مشاكل ، نريد تقديم افضل الخدمات وتواجهنا مشكلة تجاوز المواطنين ولابد من معالجتها من خلال منحهم أراضي سكنية ، وتسهيل عملية الحصول على قرض من المصرف العقاري ، وهذا حق طبيعي لأي مواطن عراقي "
"مكرمة الحكومة " تواجه مشكلة الاحتيال ، وعندما يعلن نهائيا القضاء على الفساد المالي والإداري ، سيصل المسؤول الى العشوائيات ليسلم سكانها سندات تمليك الأراضي ، وحينذاك سيلمس العراقي ولأول مرة في حياته اهتمام المسؤولين به ، وسيقول باللهجة المصرية "أكدع حكومة وسلام مربع للكدعان ".
مقالات اخرى للكاتب