Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
هواية جمع الطوابع البريدية ثقافة ومصدر دعم مالي لمقاتلة داعش
الأربعاء, أيلول 9, 2015
محمد رضا عباس

كنت من اشد المولعين بجمع الطوابع البريدية العراقية والأجنبية , المستعملة والجديدة منذ كان عمري ثمان أعوام ولم تنتهي الا بعد ان سرقها احد جيران والدي , غفر الله ذنبه, والذي كان مكتبه مجاور محل والدي رحمه الله. لقد قلت ان جار والدي قد سرقها لأنه عندما اطلع عليها وعرف قيمتها و تنظيمها الجميل في ثلاث اللبومات من الحجم الكبير طلب مني استعارتها ليوم او يومين ولكن على ما يبدوا ان الجار استهواها ولم يرجعها لي وبذلك انهى هذا الرجل رحلتي مع هذه الهواية الجميلة , النظيفة , والتثقيفية وانا في المرحلة المتقدمة من الدراسة الإعدادية .

لقد كنت اشتري الطوابع البريدية المستعملة من أحد كتاب الرسائل البريدية قرب بناية بريد الكاظمية (اعتقد كان اسمه سيد علي) للذين لا يحسنون القراءة والكتابة وهم كانوا كثيرون في نهاية أعوام الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي في مدينة الكاظمية. كان هذا الرجل الوديع يجمع الطوابع البريدية المستعملة ويعرضها بشكل جميل على أعمدة الساتر الخشبية التي تحميه من اشعة الشمس المحرقة او الامطار . كانت فرحتي عظيمة عندما يعرض واشتري الطوابع ذات الحجوم المختلفة: المثلثة , الدائرية , الطوابع ذات الحجم الكبير ولاسيما الطوابع السوفيتية والصينية . كما كانت فرحتي عظيمة وانا اجمع الطوابع من المعاملات الحكومية التي تركت مع أنقاض مركز الشرطة في الكاظمية بعد هدمه وبناء بناية مركز شرطة جديدة على انقاضه. لقد كنت اذهب الى الأنقاض المتروكة بعد نهاية الدوام الرسمي في مدرسة الاميرية والتي كانت بجوار المركز وابدا بجمع كل الأوراق التي تحتوي على طابع وفي البيت أقوم بنزعها من الأوراق واضعها في الألبوم الخاص بجمع الطوابع. كانت بهجة ما بعده بهجة. أتذكر ان بعض هذه الطوابع كانت تحمل صورة المغفور له فيصل الأول , ملك غازي و الشعار الملكي , وطوابع أخرى كانت تحمل اسم الدولة العثمانية . كان لون البعض منها البرتقالي , الأحمر , الرصاصي المخضر . اما أسعارها فكانت تتراوح بين الفلس وخمسون فلسا وبعضها يحمل أسعار بالعملة التركية.

لقد تعلمت من هواية جمع الطوابع أسماء الدول وأين موقعها , النظام السياسي فيها , أسماء وصور قادتها , الحوادث التاريخية , العملة المتداولة في بلد اصدار هذه الطوابع , الثروات الطبيعية في هذه البلدان , المناسبات الوطنية , الاختراعات الجديدة , الفلكلور الشعبي , وأنواع الصناعات الوطنية . من الممكن ان تأخذ الطوابع البريدية هواتها وترحل بهم الى عواصم وقارات العالم بدون ان يضع قدم خارج بيته وغرفته. من يختص بجمع الطوابع البريدية الافريقية يتعلم منها اسماء دول القارة , نظامها السياسي , مواردها الطبيعية , أسماء الحيوانات البرية التي تعيش على أراضيها , الفلكلور الشعبي في هذه الدول , الأزياء الشعبية فيها , الوقائع التاريخية ,أنواع الزراعة فيها واشياء أخرى كثيرة . الطوابع البريدية تمثل كتاب تاريخي يسرد قصة البلد يستخدم فيها الصور والألوان بدون وجع راس القراءة. انها هوايات الملوك وملك الهواتيات كما يحب ان يطلق عليها محبيها.

لقد بدأت بكتابة هذه السطور بعد ان قرأت هذا اليوم خبر مباشرة مطبعة الاتصالات والبريد التابعة للشركة العامة للاتصالات والبريد بطبع الطوابع البريدية تنفيذا لخطة اصدار الطوابع البريدية بمختلف فئاتها التي أعدتها مديرية البريد والتوفير. الخبر افرحني جدا لأسباب كثيرة منها هو ان مشروع اصدار الطوابع البريدية سيكون بمثابة نشر كتاب تثقيفي يحكي قصة العراق بجميع لغات العالم ويغطي جميع قاراتها. العراق يعاني من مشكلة داعش و تفرعاته الغير وطنية ولكن لا يعاني نقص في تاريخه , في حضارته , في رجاله ومفكريه , في ثرواته الحيوانية , في ثرواته الطبيعية , وفي ملابسه الشعبية و تراثه الشعبي , الهندسة المعمارية , وفي الاحداث التاريخية . لو لاحظت صورة من التجمعات العراقية في أعوام الخمسينيات من القرن الماضي لوجدت العشرات بل المئات من الأزياء الشعبية التي كان يرتديها أبناء العراق. بالحقيقة كانت كل مدينة من مدن العراق تختص بنوع من الملابس. اليس من واجب الشركة العامة للاتصالات والبريد حماية هذا الإرث الرائع من الضياع؟ الامر بسيط جدا ,وهو اختيار مجموعة من الرسامين الماهرين برسم هذه الملابس او صور المواطنين بملابسهم الشعبية وبذلك يعرف الشباب العراقي تاريخه وعراقته وحماية هذه الأزياء من النسيان والضياع . في العراق مراقد دينية شيعية وسنية ومسيحية ويهودية من الواجب على الشركة تعريف العالم عليها. وكذلك أسماء رجال الدين والعلم , المواقع التاريخية , الوقائع التاريخية , المناسبات الوطنية والدينية , الإنجازات الوطنية , بل حتى أسماء المزروعات والأشجار والحيوان . اعتقد ان اهمال طبع الطوابع البريدية والتي تحمل هذه المعالم تعتبر خسارة وطنية , خسارة تشمل الثقافة والمال . ثقافيا , ان عدم اهتمام الحكومة في مجال طبع الطوابع وبطبعات مختلفة هو حرمان الشباب من التعرف على وطنه و اخفاق كبير من جهة الحكومة بتعريف العالم بالعراق . لقد عرف العالم امارة عجمان والشارقة وراس الخيمة ودبي عن طريق الإصدارات البريدية قبل ان يتعرف العالم عليها من خلال برج خليفة او برج دبي او مدينة النخلة او مدينة القارات.

ثانيا ان انتاج الطوابع وبطبعات مختلفة يعد مصدر مالي مهم للدولة بالوقت الذي تعاني من نقص خطير في قدراتها المالية بسبب انخفاض أسعار النفط في السوق العالمية وتكاليف الحرب الباهظة مع داعش . ان تشجيع العراقيين على ممارسة هواية جمع الطوابع يشكل ربح لا يقل عن 90% من سعر الطابع الاسمي. طبع طابع بريدي لا يكلف الخزينة أكثر من كسور الدينار بينما سعره الرسمي قد يتراوح الخمسين دينار. هذه الحقيقة تعرفها جميع دول العالم وتعمل بكل جهد وجد بتشجيع العالم اقتناء طوابعها الوطنية. على سبيل المثال , البريد الأمريكي يوفر ما يقارب نصف مليار دولار سنويا وذلك عن طريق بيع الطوابع البريدية للهواة . اذا استطاع العراق تشجيع ربع مليون مواطن عراقي وعربي واجنبي على شراء الطوابع البريدية العراقية , فان هذا البيع سيوفر للخزينة العراقية ما يقارب 2.5 مليون دولار , على فرض ان معدل شراء الهاوي للطوابع العراقية يبلغ عشرة دولارات سنوية .

يضاف الى المنفعة المالية للحكومة من بيع الطوابع البريدية , فان شريحة مهمة من الفنانين سيستفادون من هذا المشروع . الفنان العراقي ولا سيما طبقة الرسامين والمصورين والنحاتين عانوا وما زالوا يعانون من شظف العيش وقلة حيلتهم المالية بالوقت الذي هم يشكلون الطبقة الغنية ماليا في الدول المتحضرة. ان توجه الشركة العامة للاتصالات بإصدار طوابع بريدية تحمل معالم عراقية او عالمية صورة او رسمت او نحتت بأيدي عراقية سوف يعرف العالم بقدرة الفنان العراقي عالميا إضافة الى ما تدر عليهم أعمالهم من موارد مالية هم في حاجة ماسة لها.

البلدان لا تبنى وتتقدم بإدارة قطاع معين وترك القطاعات الاقتصادية الأخرى. لقد جرب العراق وبقية الدول المصدرة للنفط , الاعتماد على هذه المادة فكان نصيبهم الفشل في جميع مجالات الحياة , تخلف اقتصادي , اضطراب امني و سياسي , وتخلف عن مسيرة العالم الحضارية . لحسن الحظ , ما زال في العراق دماء وطنية مخلصة تجري في عروق فئة كبيرة من مواطنيه وتستطيع هذه الفئة تغيير الواقع اذا سمح لها المجال .لدى العراق ثروات طبيعية متعددة و كفاءات من الطراز الأول . ان وضع الاخيار في المكان المناسب وتسخير الموارد الطبيعة وفق رؤية وطنية كفيلة بنقل المجتمع العراقي الى الاحسن , التنمية المستدامة . تلك التنمية التي لا تعتمد على قطاع واحد وانما على جميع القطاعات الاقتصادية وجميع شرائح المجتمع العراقي.


التشجيع على ممارسة هواية جمع الطوابع البريدية هواية ليست ثقافية وذوق رفيع فحسب بل تربي الشباب من كافة الاعمار على المواطنة وحب الحياة . لقد عاودت هواية جمع الطوابع وانا في الستينيات من العمر بعد ان قرأت ان تخفيض ضغط الدم يحتاج الى هواية تلطف الاعصاب وتريح النفس والابتعاد عن الاخبار السياسية. لقد نجحت في تحقيق النصيحة الأولى وفشلت في الثانية , لأني ما زلت اراقب اخبار العراق وتعليقات بعض الكتاب منتظرا يوم اندحار داعش واعوانه الى الابد .

 




مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.42852
Total : 101