لم تلفت سيارة « السايبة» الأنظار بسعرها المناسب، ولا برخص أدواتها الاحتياطية فقط، بل كان اسمها مدار جدل ونقاش بين الكثير من الناس حتى تضاربت في معناه الآراء ووجهات النظر، في حين لا يتعدى هذا الاسم الحروف من عبارة «الشركة الإيرانية لصناعة السيارات»، وتأسست هذه الشركة العام 6691، بعدها وقعت «سايبا» اتفاقية تطويرية مع ماليزيا لانتاج السيارات. وبحسب صاحب معرض بغداد للسيارات يوسف جليل فإن السيارات الايرانية اصبحت اليوم الاكثر رواجا لتمتعها بمواصفات اقتصادية، فيما بقي للسيارات الأخرى جمهورها الواسع على الرغم من كونها غالية الثمن.

ومن السيارات الايرانية الاخرى «سمند» التي تشير إلى فصيلة من الخيول السريعة. لا يفكر أغلب مالكي السيارات وراكبيها بمعاني اسمائها إلا نادرا، وحتى لو فكروا بذلك، فإن محركات البحث الالكتروني تكاد لا تقول شيئا بهذا الشأن، على الرغم من ان هناك العشرات من قصص النجاح الطريفة والممتعة تختفي خلف عالم السيارات الساحر، فسيارة الدودج، على سبيل المثال، وهي من السيارات الأميركية الفائقة الشهرة، كانت قد صنعت من قبل الاخوة دودج المولودين لابوين مهاجرين زارا اميركا واستقرا بها، وهي سيارة رياضية متعددة الاغراض، كان الاخوة دودج يوردون قطع سيارات للشركات في ديترويت ثم قاما بعد ذلك بتصنيع السيارات عام 1915، بعد وفاة مصنعي هذه السيارة انتقلت الشركة الى شخص اخر لتنتقل في عام 1928 الى شخص يدعى كرايسلر، واستمرت الشركة بتصنيع الشاحنات وسيارات الركاب حتى العام 1970، عندما لم يكن هناك تقدم في سوق السيارات المدمجة خلال تلك المرحلة بالتوازي مع ازمة النفط التي حلت بالولايات المتحدة الاميركية عام 1973، وكان لها تأثير لاحقا في صناعة السيارات وتحديدا في الشركات متوسطة الحجم.

دودج وتويوتا

صمدت دودج كعلامة تجارية لفترات طويلة امام تغييرات الملكية المتعددة من عام 1998 لغاية 2009، بما في ذلك الاندماج مع دايلمر بنز لغاية انقاذها من قبل حكومة الولايات المتحدة عام 2009.

وتقوم دودج بصناعة سيارات من طراز SRT المعروفة عالميا بقوتها الجبارة التي تعد من أقوى السيارات السريعة بالعالم، غير ان معظم سيارات دودج القوية تحتوي على المحركات المصنوعة من شركة هيمي HEMI العالمية المعروفة بأدائها العالي جدا وقوة محركاتها الجبارة ولا سيما في حال الشد والسحب، وقطع الطرقات الوعرة بواسطة هذا المحرك الخيالي القوة الذي فاز بكثير من الجوائز العالمية في قوة الأداء المتناهي.

أما تويوتا الاسم اللامع في عالم السيارات فقد ولدت في مصنع لحياكة النسيج، حيث اخترع ساكيشي تويودا عام 1890م أول آلة لحياكة النسيج يدوياً وكانت مصنوعة من الخشب، ثم تمكن بفضل ما أعده من الأبحاث في مجال صناعة النسيج من تحقيق خطوة انتقالية وتطور كبير في هذا المجال، وفي سنة 1910م اضطرت بعض الظروف ساكيشي إلى الاستقالة نتيجة ميزانية الأبحاث الضخمة وأُلقي اللوم عليه بخصوصها لما سببته من عجز مالي للشركة. وفي نهاية عام 1910 وبعد خيبة الأمل التي تعرض لها من تجربته في شركة النسيج، زار ساكيشي الولايات المتحدة ليتعرف على آخر ما توصلت إليه من تطور في الصناعة خاصة في مجال صناعة السيارات ومنذ ذلك الحين جذبت انتباهه وصار حلمه أن تنتشر أيضاً في اليابان، و بقيت صناعة حياكة النسيج تشكل أهم عمل لساكيشي لبضعة سنوات، وما أن عاد ساكيشي إلى اليابان حتى سارع الى فتح ورشة جديدة وحرص على إيجاد طرق جديدة لتحسين الإنتاج مواصلاً أبحاثه، وبما أنه كان يهدف إلى تطوير أعماله وتوسيعها، فقد احتاج إلى رأس مال إضافي، لذا استعان بصديقه «اشيزو كوداما» الذي كان يعمل مديراً في أحد مصانع ميتسوي الذي وفر له التمويل الضروري.

القلادة اليابانية

بدأت رحلة تويوتا في العام 1920، اذ تخرج كيشيرو تويودا ابن ساكيشي، من الجامعة وانضم إلى فنيي الشركة، وبعد أربع سنوات تمكن ساكيشي تويودا من إكمال تطوير أول محرك آلي لحياكة النسيج في اليابان مما أسهم في تحديث عملية حياكة النسيج. ومنذ ذلك الحين اشتُهر ساكيشي بدرجة كبيرة في اليابان باسم مخترع آلة اليابان، ونال اختراعه تقديراً منقطع النظير وحصد العديد من الجوائز داخل اليابان وخارجها. أدى هذا الاختراع إلى زيادة الإنتاج بأربعة أضعاف، وانخفضت التكلفة نحو 50 بالمئة ونظراً لأهمية النتائج المترتبة يعد ساكيشي تويودا من الشخصيات المهمة التي كان لها دور فعال في النهوض بالصناعة اليابانية.
بعد وفاة الاب حلم الابن كيشيرو كثيراً باليوم الذي سيتم فيه إنتاج السيارات في مصنع عائلته وكرّس حياته من أجل صناعة السيارات. وكان عازماً على إنتاج سيارة مُصنعة كلياً في اليابان، وكان من أهم أهدافه تصنيع هذه السيارة للناس بسعر مقبول وبأداء جيد وأن تكون اقتصادية، وبدأ أبحاثه في محركات البنزين في نفس العام، وفي سنة 1933م قامت أعمال تويودا للنسيج الآلي بإنشاء فرع لها متخصص في صناعة السيارات تحت إدارة ابن المؤسس، شُجعت تويودا للنسيج الآلي لتطوير السيارات من قِبَل الحكومة اليابانية التي كانت في أشد الحاجة لإنتاج سيارة محلية لكثرة ديونها العالمية، وكذلك لحربها مع الصين.
وللتويوتا انواع مختلفة منها كراون التاج، كامري المقصود به التاج بالياباني و»كورولا» يعني تويج الزهرة و»الكورسيدا» وهي امبراطورة يابانية.

فولغس واجن وهيونداي وفورد

أما الفولغس واجن التي كانت رائجة في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي وذات حضور كبير في شوارع العراق والعالم، فمعنى اسمها سيارة الشعب وتم تطويرها أيام هتلر لتكون سيارة للشعب كما يتضح من اسمها باللغة الألمانية، وهي ثالث أكبر شركة سيارات في العالم بعد تويوتا وجنرال موتورز.
ساهمت الشركة الأم في نشر ثقافة السيارات منذ الحرب العالمية الثانية إذ كانت سيارة الشعب الأولى التي اتخذت هذا الاسم على غرار التكاتف الشعبي، فسميت بهذا الاسم وتصدرت إيرادات الشركة في محافل كثيرة، وذلك لنمو أعمالها على مستوى العالم وكانت خارطة الشركة الأم تزيد في التوسع، وبالرغم من النجاح الكبير الذي حققته الشركة لم تتوان عن التوسع والطموح الأكبر لغزو العالم بوصول هذه التحفة لكل منزل.

أما سيارات الهيونداي فقد صنعت على يد جونغ جو يونغ المولود لعائلة فلاحية فقيرة، ثم اصبح فيما بعد المنتج الرئيس للسيارات الكورية، على الرغم من ان الارضية لايجاد سيارات كورية لم يكن مرحبا بها كثيرا خلال سنوات الحرب في كوريا، وفضلت المستوردة
اكثر.

الا ان يونج سارع لملء الفراغ، وقام برفع رأس المال اكثر لكي يحقق النجاح ثم وقع بعد ذلك اتفاقية مع سيارات الفورد عام 1968. وتعود تسمية سيارات الفورد الى مؤسس الشركة هنري فورد، ويعد المصنع الخامس من نوعه في العالم على اساس مبيعات السيارات في جميع انحاء العالم، وموطنها الاصلي في مشيغان بديترويت الاميركية وتأسس هذا المصنع عام 1903، واصبحت هذه الشركة من اهم الشركات الربحية في العالم فضلا عن كونها من القلائل التي صمدت بوجه الكساد الذي اصاب الولايات المتحدة الاميركية، وشملت علامتين تجاريتين فورد ولنكولن. كما ملكت فورد خمس علامات تجارية اخرى منها ميركوري واستون مارتن وفولفو، ولاندروفر وجاكوار ولكنها اضمحلت مع مرور الوقت.
كانت بدايات شركة فورد عام 1899، عرفت باسمها عام 1901 وبعد خلافه مع الممولين ترك الشركة آخذا معه حقوق الاسم و تسعمئة دولار آنذاك، ليبدأ بمشاريعه الخاصة.

مرسيدس اسم أسباني

أما المرسيدس فقد وجد ان تسميتها تعود الى اللغة الاسبانية وتعني البركة او النعمة، واطلق عليها هذا الاسم تيمنا بابنة منظم سباقات الشركة، وكان يتفاءل باسم ابنته واثر نجاح هذه السيارة في السباقات اصبحت من اشهر سيارات السباق، ولقد صنعت من قبل شركة المانية تبحث عن الرفاهية والباصات الصغيرة وذات الطابقين، ويسجل لمرسيدس بنز الاسبقية في اختراعه اول سيارة تعمل بالبترول وحصلت على براءة اختراع سنة 1886، تم تسويق اول سيارة عام 1901.

تتخذ مرسيدس من النجمة الثلاثية شعارها والمقصود بها ارض جو بحر، سجلت الشركة المنتجة لسيارة المرسيدس العديد من براءات الاختراع فهي أول من تضمن نظام الكوابح المانعة للتعليق ABS و أول من أتى بفكرة الوسائد الهوائية ونظام الأضواء المتحركة مع عجلة القيادة لتقليل المفاجآت عند المنعطفات، وفكرة الزجاج المتحطم للخارج وغيرها من أنظمة السلامة والأمان المتعددة.