Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
حكاية من مخيم
الأحد, تشرين الأول 9, 2016
حكمت داود

أعتد رؤية ساحة السنتر في المجمع السكني الذي نزحنا إليه هربا من العمليات العسكرية مكتظة هكذا بالناس ؛ بدأ التساؤل يراودني : ترى من أين جاءت كل هذي الجموع ؟ طرق أذني صوت غير غريب عني ، إتجه الرجل الذي لم أعرف ملامحه نحوي ضمني بقوة ، والكلمات الودودة تنطلق من فمه وأنا أحاول أن أتذكر اسمه - ألم تعرفني ؟ أنا كريم ، كريم الكهربائي - لا هذا غير معقول ، أنت كريم - نعم ،كل من رآني أصابه الذهول ، فقد كنت من ذوي الأوزان الثقيلة كما تعرف ، والآن كما ترى ، أصبحت هيكلا عظميا ، أنت تعرف يا أبا محمد الظروف التي عشناها في المدينة بعد أن ضربت القوات الأمنية طوقا عليها ، لم يكن يدخل إلينا غذاء أو حتى دواء ، أصبحت الحياة شبه مستحيلة ، وتحولنا إلى كبش فداء دون حول أو قوة ونحن نعاني الأمرين بين القوات الأمنية وبين الإرهابيين الذين اتخذونا دروعا بشرية - قلت له ولماذا لم تحاول الخروج أو الهرب - كان القتل مصير كل من يحاول الهرب ، وإن استطاع الإفلات من قبضتهم ، كيف يستطيع النجاة من الألغام المتناثرة في دروب لا يعلم مسالكها الآمنة سواهم !! كل شئ كان ضدنا هناك ، إضطرننا لأكل التمر القديم بعد تنظيفه من الديدان ، وصنع الخبز من خليط الدخن والأذرة والباقلاء القديمة إن وجدت ؛ مات الكثير من الأطفال بسبب النقص الحاد في الدواء وا لغذاء ، وكان ما قد يتواجد منه هنا أو هناك يباع بأسعار باهظة تثقل كاهل الأغنياء فما بالك وكل من تواجد في المدينة قد تآكلت مدخراته بعد أن تقطعت أسباب الرزق ، وارتفعت أسعار كل شئ إلا دم الإنسان الذي لا يملك من أمره شيئا كنا نموت جوعا ، ونموت خوفا من كثرة المعاناة ، حيث كنا في حالة رعب دائم من أن تدخل تصرفاتنا في دائرة الشك فينظر لنا على أننا مرتدون مر صبي أمامنا يحمل كيسا من الصمون الأبيض والبرتقال ، هز كريم رأسه في أسى قائلا : منذ أكثر من عام ونصف ونحن لم نر حتى هذا الصمون أو البرتقال - حسنا كريم ، قلت له وأنا أمسك يده ، هيا معي إلى البيت لنأخذ قسطا من الراحة _ لا ، أشكرك ، قال كريم وهو يهز يدي ، ليس لدي وقت كاف ، فقد حضر أحد المسؤولين لنقلنا إلى مخيم السعادة ، كان معه بعض مراسلي الفضائيات ، قال إنهم قاموا بتوفير كل المستلزمات التي ستضع حدا لمعاناتنا السابقة ، وقد جئت إلى هنا لاستنساخ مستمسكاتي الأربعة وعليّ أن أذهب فعائلتي تنتظر ، ونحن بحاجة إلى الراحة _ أرجو أن لا تعول كثيرا على كلام المسؤولين فأغلبه كالهواء في الشبك ، هومجرد استهلاك إعلامي لا أكثر _ قال كريم بحزن : أعرف هذا جيدا فقد أصبحنا سلعة يتاجر فيها الجميع ، ثم ابتسم قائلا سأذهب الآن فقد يفوتني بعض صدق الكاذبين كما يقول المثل - توكل على الله ، قلت له وأنا ابتسم في أسى . الموبايل يرن ، كان أخي ، طلب مني أن أذهب إلى المخيمات لتقديم العون لأحد أصدقاء والدي المرحوم ؛ أوقفت سيارة أجرة وطلبت من السائق توصيلي للمخيمات ، وحين استفسر عن اسم المخيم ، أمهلته حتى أجري اتصالا - السلام عليكم حجي حسين في أي مخيم أنت ؟ - والله لا أعرف أنا في أي مخيم - صوت ابنه يأتي مجيبا : السعادة ، السعادة قلت للسائق فتمتم في أسى : ومن أين تأتيهم السعادة في هذا القيظ القاتل !! توقفنا عند بوابة المخيم ، طرق صغير زجاج السيارة قائلا : هل أنتم أصدقاء جدي حسين هو هناك في انتظاركم ، الخيمة الخامسة دخلنا إلى الخيمة وسط تهليل وترحيب الحجي حسين ، وبعد السؤال عن الحال والعيال قال لي: - أريدك أن تدبر لي خيمة ، فالحال كما ترى ، وخيمة واحدة لا تكفي عشرين فردا ، ليتك تستطيع تدبير خيمة حتى لو دفعنا ثمنا لها ، فنحن لا نعرف أحدا هنا ؛ وحين لمح الحاج حسين استغرابي من الأمر استطرد مبينا أن هناك من لم يحصل بعد على خيمة ، وهناك خيام تحتوي على عائلتين في كل خيمة ، كان الوضع يبدو بائسا ومأساويا ولا شئ سوى الوعود أنظر إلى هذا الطابور ، إستطرد الحاج : هذه السيارة الحوضية هي مصدرنا للماء !! كان المشهد في مخيم السعادة يبعث على الشقاء ، وها نحن نخرج من مستنقع معاناة وألم إلى آخر ، يبدو أننا لن نذق طعم السعادة إلا في نومتنا الأبدية ، مادمنا قد أصبحنا وسيلة لتكسب السياسيين وكذباتهم التي تتقوت على معاناتنا . حاولت أن أداري ألمي وأنا أعد الحاج حسين بتدبير خيمة وإحضار ما يحتاج إليه من مستلزمات أستطيع إحضارها غدا ، شددت على يده وأنا أودعه قائلا : علينا الصبر والتعاون والعمل ، ويجب أن لا نقيم وزنا لوعود الكاذبين فسفينة الكذاب غارقة . قال وابتسامة حكيمة تعلو وجهه : لا محال وإن طال الزمن ، السعادة يابني يصنعها الصادقون مع أنفسهم ومع الله ، ولا يحيط المكر السئ إلا بأهله .



مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.36095
Total : 101